وسيط اليوم

جريدة الكترونية عربية

اللواء سيد نوار يكتب الذكرى المائة وخمسة عشرة على حادثة دنشواى

 غدا الأحد ١٣ يونيو تحل الذكرى المائة وخمسة عشرة على حادثة دنشواى، ووقائعها معروفة فلا نعيدها

فنحن هنا لانكتب تاريخا ولكن نحلل الحوادث لنتبين مفارقات بعض الرموز الوطنية إذاء تلك الحادثة البشعة التى أصابت مصر فى يوم١٣ يونيو عام١٩٠٦؛ وقد إخترناأربعة من رموز الوطن حينذاك.

أولهما إبراهيم بك الهلباوى المحامى الشهير، وثانيهما أحمد لطفى السيد المفكر الكبير بحزب الأمة ورئيس تحرير جريدة السياسة الناطقة بإسم الحزب والثالث بطرس باشا غالى والرابع أحمد فتحى زغلول ؛

فالأول هو إبراهيم الهلباوى المحامى الشهير الذى باع ضميرة مقابل خمسمائة جنيها أتعاب له مقابل أن يقوم بدور المدعى العام أمام المحكمة المخصوصة التى حاكمت العم زهران وباقى المتهمين بتهمة قتل الضابط الإنجليزى رغم أن تقرير الطب الشرعى قد قطع بأن المجنى عليه قد مات متأثرا بضربة الشمس -لكن الهلباوى مقابل المبلغ الكبير الفلكى الذى إشترطه أتعابا له؛إستخدم كل ملكاته البلاغية لإثبات توافر ظرفى سبق الأصرار والترصد فى جانب المتهمين؛فحكمت المحكمة بأعدامهم وجلدهم؛ أما الثانى وهو أحمد لطفى السيد؛ فقد إشترك فى حفل توديع لورد كرومر الذى وضع سيناريو المحاكمة الباطلة؛

وكان الزعيم الشاب مصطفى كامل قد هب ثائرا وأقام الدنيا ولم يقعدها فى لندن عاصمة بلاد الإنجليز وندد بكرومر حتى قررت حكومة بريطانيا سحب المعتمد العتيد من مصر ؛ فلما قامت جوقة النفاق بإعداد حفل فخم تكريما له بمناسبة وداعه؛ إشترك أحمد لطفى السيد فى وداعه والثناء عليه، والثالث بطرس غالى الذى قبل رئاسة المحكمة مقابل وعد بأن يعين ناظرا للحقانية؛

فحكم بإعدام العم زهران وجلد باقى المتهمين؛وأفرط فى مجاملة المعتمد البريطانى لورد كرومر؛ بأن حدد طريقة تنفيذ الحكم على المتهمين علنا وفى الجرن الكبير بقرية دنشواى المنكوبة؛ أما الرابع أحمد فتحى زغلول القاضى بمحكمة مصر الوطنية؛فقد قبل أن يشترك فى هيئة المحكمة مقابل أن يرقى وكيلا لمحكمة إستئناف مصر؛.فى مقابل هؤلاء؛وقف الزعيم الشاب عريس مصر مصطفى كامل يندد بالإنجليز وأعوانه من الخونة المصريين ولما إنتقل إلى رحاب مولاه نعاه شوقى وحافظ وإسماعيل صبرى؛ فقال شوقى :
المشرقان عليك ينتحبان؛ قاصهما فى مأتم والدانى،
وقال حافظ:
أياقبر هذ الضيف آمال أمة؛فكبروهلل وألقى ضيفك جاثيا…
وقال إسماعيل صبرى:
أيا م صطفى والله نومك رابنا؛ أمثلك يرضى أن ينام اللياليا…..
تكلم فأن القوم حولك أطرقوا؛ وقل ياخطيب الحى رأيك عاليا…
كما قال حافظ يهجو الهلباوى فقال:
أنت جلادنا؛ فلا تنسى إنا قد لبسنا على يديك الحدادا ومن المفارقات أيضا أن جوقة النفاق قد أقاموا حفلا كبيرا بفندق شبرد القديم إحتفالا بترقية أحمد فتحى زغلول وكيلا لمحكمة إستئناف القاهرة؛وأرسلوا بطاقة دعوة إلى شوقى بك؛ فرفض الشاعر الكبير تلبية الدعوة، وأرسل إليهم برقية على الفندق قال فيها:
-إذا جمعتُكُمُموا أمركُموا وهممتموا بتقديم شيئ للوكيل ثمين…
-فخذوا حبل مشنوق بغير جريرة؛ وسروال مجلود وقيد سجين…..
– ولاتقرأوا عليه شعرى ، فحسبه -حكم خَطَهُ بيمين..
–حتى لاننسى نكابتنا نكتب عن دنشواى…..

Follow by Email
Instagram
Telegram
WhatsApp
× اتصل الآن