من منا لا يشتاق ويحن للماضي لأيام لم تتكرر مره أخرى، من منا لم يقل مقولة ليت الشباب يعود يوماً، حتي وإن كان شاب ثلاثيني، هل الحنين للماضي أمر مفروغ منه؟
جميعاً لدينا تساؤلات كثيرة عن ما يدور بداخلنا من حنين هل للأيام ام للأشخاص ام لأنفسنا هذا ما سنكتشفه
نعم.. أنت الآن غارقاً في الماضي ويحدث بداخلك اشتياق لأشياء لا تدرك ما هي، كنت ذاهلاً عنها وغائباً، لكنها تركت بك أثراً من دون شك سواء كان سلبي أو إيجابي، ولكنك تشتاق إليه، عليك أن تأخذ نفساً عميقاً، وأن تستريح لبعض الوقت من ذاك الماضي الذي يسيطر على صدر عقلك وقلبك، وأن تعرف من أنت الآن؟ وما هي مشاعرك إتجاه ما فات وما هو حاضرك؟ أعرف نفسك، فتلك بداية كل بداية.
لكل ماضي وجهان مختلفان، أحدهما مشرق والآخر أشد قتامة، ولكي لا تغرق نفسك في وحل الأوهام والبؤس، عليك أن تختار الطريقة التي تنظر بها إلى الماضي، فإن نظرت إليه على أنه تجربة قادتك إلى الأمام، وعرفتك على نفسك أكثر، فمن الممكن أن يكون هذا هو الماضي ذاته ذريعة للعيش الحكيم.
أما إذا نظرت إليه على أنه فردوسك الأبدي المفقود، فلن يكون شفاؤك من الماضي والحنين إليه يسيراً، فكيفما تنظر للعالم يظهر لك.
أنت هو الشخص الذى بناه الماضي سواء كنت ناجحاً ام محطمً الأحلام والطموحات انت الشخص ذاته الذي تحن إليه أنت الشخص الذي يستطيع تغيير لون مستقبله باللون الأبيض أو اختياره للطريق الذي لا رجعه فيه أنت من تختار لمن تحن وتشتاق إليك أم لماضيك.
ولكل منا وقت في هذه الدنيا إما نعيش فيها بحب وسلام واستقرار إلي أن نقابل “الله عز وجل” أو نعيش فيها بلا روح وهذا ما نسميه الموت علي قيد الحياة.
وهنا يجب أن ندرك جميعاً بإن لم يكن الإنسان، ليعلم كيفية التحكُم في حياته، لولا التجارب المتتالية التي تترسخ داخل عقله، ووجدانه، وتجعله يستفيد من أخطائه، ويطوّر من رؤياه الصحيحة؛ استناداً إلى كل ما فات، وربما يكون حلو اليوم نتيجة لألم الأمس؛ الأمر الذي يتطلب حتماً معرفة قوية بدروب العقل، خبايا القلب، وأسرار الروح، وما يُخلفه الماضي على الحاضر من لمسات مؤثرة، وبالتالي تعلُم فن صنع الذكريات المختلفة.
ودائماً تأكد إن لولا الحزن لما عرف الإنسان مفهوم السعادة؛ فالأول يتسم بالوفاء ويأتي إليه كزائر يحب مضيفه، وأخرى يسعى لقلب حياته رأساً على عقب، أما الثانية؛ فهي أنانية، تعشق نفسها ولا تقبل أن يمتلكها أحد؛ لكنها تبحث عن ترك بصمة لا تُنسى، بل تغدر، وتخلف وراءها شوقاً لما كان عليه الحال من قبل.
ورغم أهمية العديد من المشاعر، مثل: الحزن، وضرورة الانشغال بالكثير من الأمور المختلفة التي تتمثل في أشياء أو أشخاص؛ يظل الإنسان في حاجة ماسة إلى التحرر من قيود الذكرى التي تضعه أمام مرآة الماضي وجهاً لوجه، فلا سعادة جديدة بعد جرح عميق، ولا أمل بعد معاناة مع اليأس، ولا بصيص نور بعد الغرق في قاع الظلام.
وهنا… أقول لكم نعم نحن نشتاق إلينا، وليس إلي أحد من الماضي غير أنفسنا، أنت الذي يستطيع ترك السلام بداخلك مهما مر الزمان، وأنت من تستطيع في إستمرار الحروب التى بداخلك أيضاً فأنت الجانى والمجنى عليه بيدها.
المزيد من الموضوعات
ندوة أدبية وثقافية بحزب الوفد بطنطا…
اللواء محمد البربري رئيس جهاز الحماية المدنية سابقا و أحد أبرز كوادر حماة الوطن بالغربية في حوار مع وسيط اليوم …
كلمة للتاريخ يوما ما سيجئ الحساب…