وسيط اليوم

جريدة الكترونية عربية

الأثار و النتائج اللإجابية لثورة 30 يونيو 2013 ( سياسيا, إقتصاديا, إجتماعيا, إستراتيجيا )

كتب -اللواء سيد نوار

يحتفل المصريون يوم الأربعاء، بالذكرى الثامنة لثورة 30 يونيو 2013، الثورة التي غيرت مجرى أحداث التاريخ المصرى الحديث وكتبت بأحرف من نور ميلاد مسار جديد من مسارات العمل الوطنى المصرى، لتنطلق مسيرة البناء والتنمية الحقيقية والحديثة على كافة المستويات، ترتكز على دعائم قوية من التلاحم الشعبي والاصطفاف الوطني لمجابهة التحديات التي خلفتها جماعة الإخوان الارهابية التي كادت أن تحول مصر إلى إمارة تابعة لمخططات خارجية تحت وهم فكرة الخلافة.
وقد كانت ثورة يونيو 2013 ضربة قاضية لمشروع جماعة الإخوان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان للهيمنة على مصر والمنطقة
ومازالت تركيا تعاني من عقدة تاريخية من مصر، حيث إن موقف أنقرة العدائي ضد القاهرة وكره نظامها له أبعاد وجذور تاريخية، منذ عهد محمد على باشا مرورا بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر وصولا للرئيس عبد الفتاح السيسي. حيث حققت مصر استقلالا فعليا وحقيقيا عن الدولة العثمانية، إضافة على موقف الرئيس عبد الناصر ضد حلف بغداد عام 1955 بين تركيا وإيران وباكستان والعراق، و فشل المشروع بسبب الموقف المصري.
و مازالت آثار ثورة يونيومستمرة بعد أن أعادت بناء الدولة المصرية التي وضع رئيسها منذ أيام قليلة خطا أحمرا أمام التدخل التركي العسكري في ليبيا.وحين أعلن أردوغان نيته التدخل بقواته في ليبيا، ردت القاهرة، بمناورة قادر 2020، ما دفع أنقرة للتراجع عن التدخل المباشر، والاستعانة بمرتزقة وإرهابيين، قام بإرسالهم لطرابلس.
نجحت ثورة 30 يونيو في استعادة قيم المجتمع المصري، وإعادة بناء الداخل بما يسمح باستعادة قيم مصر الليبرالية، والعودة للحياة الطبيعية والتخلص من الإرث الذي اعتمد على الهوية الدينية بعيدا عن مفهوم الدول القومية والوطن.إ ن الإنجاز الأهم فى ثورة 30 يونيو هو استعادة الدولة القومية من خاطفيها، والقضاء على استغلال الإسلام السياسي، ومحاولات قطر وتركيا فرض الهيمنة والسيطرة على مصر.
إن يونيو ساهم في بناء مؤسسات الدولة، وترسيخ البناء التنموي، والاقتصادي، دون أن يقتصر الأمر على البنية التحتية لانطلاق الاقتصاد، بل متد أيضا إلى بناء الإنسان والاهتمام بالصحة والتعليم. كما إستعادة مصر زمام المبادرة الدولية فى علاقاتها المتوازنة مع الولايات المتحدة وروسيا الإتحادية، وانطلاقا نحو آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية فى توازن محسوب، علاوة على بناء الوطن من الداخل والتخلص من المخططات التي كانت تستهدف المنطقة ومصر فى القلب منها.
الأسباب التى دفعت إلى قيام ثورة 30 يونيو
                                                           أولا : – السياسية الخارجية :
• فشلت الزيارات المتعددة التي قام بها مرسي شرقاً وغرباً في فتح آفاق التعاون البناء بين مصر ودولاً عديدة في العالم، وبات واضحاً ان علاقات مصر الخارجية تقزمت في دول بعينها تدعم حكم الإخوان في مصر مثل “قطر وتركيا” .. تراجعت علاقات مصر بدول محورية عديدة خاصة في العالم العربي.
• فشل الحكم في استقدام تكنولوجيا متطورة، أو خبرات لقطاعات الانتاج تعين الدولة علي الخروج من كبوتها وتصحيح مسارها الاقتصادي. بل علي العكس اصطحب مرسي معه في زياراته الخارجية رجال أعمال قاموا بعقد صفقات تجارية استنزفت جزء من الاحتياطي النقدي للبلاد
• معالجة سلبية للغاية لمباشرة اثيوبيا بناء سد النهضة، كشفت عن الافتقاد لأسس التعاطي مع الأزمات الممتدة منها أو الناشئة. فضلاً عن سوء إدارة الحوار مع القوي السياسية وبثه علي الهواء بما ساهم في توتر العلاقات مع الجانب الاثيوبي وأجهض أسس الحوار السياسي معه.
• الاستمرار في الخطي السياسية السابقة المتقاعسة عن تفعيل التعاون البناء في المجالات المختلفة مع دول حوض النيل، بما يدعم من سبل الحوار السياسي معها حول الأزمات المختلفة.

                          ثانيا : إجتماعيا :
• رسخ حكم مرسي علي مدار عام حالة من الاستقطاب الحاد، وقسم المجتمع بين مؤيد للمشروع الإسلامي الذي يمثله الرئيس وجماعته دون أن يقدموا دليلاً واحداً علي هذا المشروع، وبين مناهض له يوصف في أغلب الأحيان بــ “العلماني”. وبدلاً من أن يتفرغ الشعب للعمل والانتاج، اتجه الي التناحر والعراك بين التأييد والرفض.
• عمل حكم مرسي وبسرعة كبيرة علي ترسيخ الأخونة ونشر هذا الفكر رغم تنامي الشعور المعادي له من يوم لآخر.

• كثيراً ما تحدث حكم مرسي عن أمر وفعل نقيضه في الحال، وابرز مثال علي ذلك الحديث عن حماية الأقباط، واستهداف دور عبادتهم في ذات الوقت.

• شهدت مصر خلال عام من حكم مرسي أعمالاً فوضوية وهمجية غير مسبوقة بعضها كان بتحريض من الرئيس وجماعته كحادث قتل الشيعة بالجيزة.

• استمرت الأزمات الغذائية، والارتفاع المتواصل في أسعار السلع والخدمات دون تدخل حكومي يسعي لوقف جشع التجار، رغم سعي الحكم الي تحسين منظومة توزيع الخبز، وعبوات البوتجاز.

• تكررت وبشكل متواصل أزمات البنزين والسولار، بما أثر علي الحركة الحياتية للمواطن، وأنعكس ذلك علي الانقطاع المتكرر للكهرباء.

• بدا واضحاً اتجاه الحكم لاستخدام المنظومة التموينية لخدمة أغراضه الانتخابية، ومحاولة كسب شعبية عبر التلاعب بالحصص التموينية
• تعهد مرسي بحل مشكلة المواصلات ضمن خمس مشاكل تعهد بحلها خلال المائة يوم الأولي من حكمه، فاستفحلت مشكلة المواصلات خلال العام الذي شهد كوارث يومية للطرق ابرزها حادث مصرع 50 طفلاً علي مزلقان بأسيوط.

• لم يشهد العام من الحكم تشييد أي من الطرق الجديدة، أو اصلاح الطرق القائمة، فضلاً عن تراجع أداء مرفق السكك الحديدية.

                                       تالثا الدفاع و الأمن القومي :

• افتعال الأزمات الرامية الي تشتيت جهود الأمن والحد من اكتمال البناء الأمني، وكانت أبرز المشاهد احياء ذكري أحداث محمد محمود، وستاد بور سعيد، واحداث قلاقل أمنية من آن لآخر بالعديد من المحافظات خاصة بور سعيد والسويس.

• إصدار العديد من القرارات والإعلانات الدستورية التي تسببت في زيادة الضغط الشعبي علي الجهاز الأمني بالخروج في مظاهرات عارمة الي الاتحادية والتحرير، فشهدت مصر أول حالة سحل لمواطن علي مرأي العالم أجمع.

• الإفراج عن سجناء جهاديين من ذوي الفكر المتطرف استوطنوا سيناء وسعوا الي تكوين إمارة إسلامية متطرفة تستمد العون من انفاق التهريب مع قطاع غزة التي حظيت بكل الدعم والحماية من رئيس الدولة ذاته، نفذت هذه الجماعات فعلاً خسيساً بالإجهاز علي 16 شهيداً من الأمن وقت الإفطار في رمضان، وبعد أشهر تم اختطاف سبعة جنود قبل أن يفرج عنها بفعل حشود الجيش لتعقب الإرهابيين، وتدخل جماعة الرئيس للإفراج عن الجنود. فضلاً عما تكشف بعد إقصاء هذا الرئيس من كون هذه الجماعات الإرهابية السند لجماعة الإخوان في حربها الإرهابية ضد الدولة.

• سعي عدد من أعضاء جماعة الرئيس للاحتكاك اللفظي بالمؤسسة العسكرية وقادتها، ومحاولة النيل من هذه المؤسسة التي تحظي بكل الحب والتقدير من الشعب كافة عبر إشاعة الأقاويل حول وحدتها وتماسكها

                    رابعا : الثقافة والفنون والآداب :
• إتجاه واضح نحو تغيير هوية مصر الثقافية، والعمل علي ارتدادها لحساب توجهات رجعية متخلفة، بدءً من منع عروض الباليه بدار الأوبرا، الي إقصاء قيادات الثقافة والفنون والآداب، مقابل إحلال قيادات تدين بالولاء للجماعة الداعمة للحكم.
• ناصب الحكم – الإعلام- العداء لدوره السريع في كشف المسالب أمام الرأي العام، وبات الإعلام الذي لعب دوراً جوهرياً في تعريف المرشح الرئاسي محمد مرسي، وجماعته للرأي العام المحلي. هدفاً مباشراً لتحجيمه، بل واقصاء رموزه.
• السعي بكل قوة لأخونة مؤسسات الدولة الصحفية والإعلامية، في محاولة واضحة لتأسيس الفكر الإخواني من جهة، والحد من تأثير الإعلام المضاد من جهة ثانية.

خامسا : القضاء والحريات العامة :
• افتعال أزمات متتالية مع القضاء، بدءً من إقصاء النائب العام، الي محاصرة المحكمة الدستورية العليا من قبل أنصار الرئيس، ثم محاولة تحجيم دورها في دستور ديسمبر 2012، فإصدار إعلانات دستورية وقرارات تمس بالسلب القضاء والحريات العامة ومؤسسات الدولة، تسببت في إثارة غضب الرأي العام، الذي عبر عن ضيقه بإحراق مقار لحزب الرئيس، فعاد الرئيس عن بعض إعلاناته وقراراته، ومضي في أخري مما تسبب في زيادة الحنق الشعبي عليه وعلي جماعته.

• استمرت الأزمات بين القضاء والرئاسة، حيث قضت محكمة القضاء الإداري بوقف تنفيذ قرار تنظيم الانتخابات البرلمانية، فكان أن رفعت جماعة الإخوان شعار تطهير القضاء، والعمل علي سن تشريع يقضي بتخفيض سن التقاعد للقضاة ليقصي عدة آلاف منهم ليحل بدلاً منهم انصار الحكم.وكانت الضربة الأخيرة التي سددها القضاء للرئيس المقصي هي الإشارة اليه بالاسم وعدد كبير من قيادات جماعته بالتعاون مع حماس وحزب الله في واقعة اقتحام سجن وادي النطرون.

                         سادسا : القضاء والحريات العامة :

• افتعال أزمات متتالية مع القضاء، بدءً من إقصاء النائب العام، الي محاصرة المحكمة الدستورية العليا من قبل أنصار الرئيس، ثم محاولة تحجيم دورها في دستور ديسمبر 2012، فإصدار إعلانات دستورية وقرارات تمس بالسلب القضاء والحريات العامة ومؤسسات الدولة، تسببت في إثارة غضب الرأي العام، الذي عبر عن ضيقه بإحراق مقار لحزب الرئيس، فعاد الرئيس عن بعض إعلاناته وقراراته، ومضي في أخري مما تسبب في زيادة الحنق الشعبي عليه وعلي جماعته.

• استمرت الأزمات بين القضاء والرئاسة، حيث قضت محكمة القضاء الإداري بوقف تنفيذ قرار تنظيم الانتخابات البرلمانية، فكان أن رفعت جماعة الإخوان شعار تطهير القضاء، والعمل علي سن تشريع يقضي بتخفيض سن التقاعد للقضاة ليقصي عدة آلاف منهم ليحل بدلاً منهم انصار الحكم.
وكانت الضربة الأخيرة التي سددها القضاء للرئيس المقصي هي الإشارة اليه بالاسم وعدد كبير من قيادات جماعته بالتعاون مع حماس وحزب الله في واقعة اقتحام سجن وادي النطرون.

سابعا : الإقتصاد :

• الهدف الأساسي لحكم مرسي كان الاقتراض من الخارج، سواء من قبل دول سايرت مشروع قدوم الإخوان للحكم كقطر، وتركيا، أو من خلال السعي للسير في ركب التوجهات الغربية عبر إيلاء قرض صندوق النقد الدولي الأهمية باعتباره شهادة حسن أداء للأقتصاد. ومع تراجع الناتج القومي جراء عدم الاستقرار السياسي والأمني، ارتفع حجم العجز بالموازنة، ومن ثم ارتفاع حجم الدين المحلي الذي شكلت خدمة الدين بسببه عنصراً ضاغطاً اضافياً علي الموازنة. فضلاً عن استهلاك رصيد الاحتياطي من النقد الأجنبي، وارتفاع قيمة الدين الخارجي بنسبة 30%.

• ارتبك الحكم في مواجهة كافة المشكلات الاقتصادية، فارتفع عدد المصانع المتعثرة، وازداد معدل البطالة بين فئات قطاعات التشغيل كافة، وتراجعت معدلات السياحة الي مستوي متدن، وجاءت المعالجة السلبية لسعر صرف الجنيه لتزيد من الضغوط الحياتية علي المواطنين. وفشل الحكم في تحديد معدل نمو خلال عام الحكم يمكن الاسترشاد به محلياً ودولياً.

• اثرت الأوضاع السياسية والأمنية غير المستقرة بشكل كبير، فضلاً عن تخفيض قيمة الجنيه، علي التعامل داخل البورصة المصرية، فزادت خسائر حائزي الأوراق المالية، وهرب أغلب المستثمرين الأجانب، وانخفض تصنيف مصر الائتماني لعدة مرات، الأمر الذي عكس خشية المستثمرين علي استثماراتهم في مصر.

إننا يدا بيد مع القيادة السياسية و الحكومة و القوات المسلحة و كل مؤسسات الدولة نبني مرحلة جديدة من مراحل تاريخنا المتصل نرصد الظواهر المتغيرة والتحديات المتجددة نعمل جاهدين على البناء و التنمية و التنمية البشرية على تغيير الواقع الحالي على نحو نرضاه ونفتخر به واضعين نصب أعيننا أن تكون مصر قادرة على توفير حياة كريمة لأبنائها وللأجيال القادمة مع إدراك متغيرات العصر المتسارعة وشواغله الجديدة.

نعلم أننا سنخوض مواجهات عنيفة مع تنظيم إرهابي دولي غادر لا يعرف حرمة الأرواح و الدماء, وكان خطر الإرهاب على رأس ما نواجهه من تحديات على مدار السنوات الماضية حتى الآن، حيث تسعى أيادي الشر لترويع الآمنيين في ربوع مصر وخلق حالة من الفوضى من خلال العنف المسلح في محاولة بائسة للعودة مرة أخرى إلى الحكم .

و رغم كل التحديات أثبت الشعب المصري البطل أصالة معدنه وصلابة عقيدته من خلال الوقوف خلف رجال قواته المسلحة البواسل ورجال الشرطة الأوفياء الذين سطروا ملاحم البطولة والفداء، حيث استطاعوا خلال الأعوام الثمانية الماضية أن يقضوا على البنية التحتية لتلك العناصر الإجرامية.
إن أصالة الشعب ووقوفه سندا قويا مع القيادة السياسية و مؤسسات الدولة إستطاع إحداث تغيير حقيقي في خريطة مصر العقارية و الزراعية و العمرانية و القضاء على العشوائيات و التعليم و الصحة. و رغم تفشي وباء كورونا في العالم ما زلنا نحقق معدل نمو جبد.

عاشت مصر و شعبها العظيم له كل التحية والتقدير بإسمي و باسم كل زملائي من رجال القوات المسلحة. وتحية إلى أرواح شهدائنا الأبرار الذين روت دماؤهم الذكية تراب مصر الطاهر.

Follow by Email
Instagram
Telegram
WhatsApp
× اتصل الآن