مرض لا ترى له ملامح و لا تشعر له بأعراض ، مرض تسري آثاره على النفس ببطء وهدوء ورَوِيّة !!!
إنه مرض “التعود علي النّعمة” ..
أن تشعر بأن ما معك وما فيك وما حولك هو لك ، وجزء من تكوينك !!!
فتشعر انك ترى لأنك ولدت بعينين .. و تسمع لأن لك أذنان .. وتشترى لأنك تملك المال .. وتتحدث لأنك قادر على التعبير !!!
أن تذهب للتسوق و تضع ما تريد في العربة وتدفع التكلفة وتعود لمنزلك .. لأن هذا حقك في الحياة !!!
أن تتعود على دخول بيتك .. وعلى أهل بيتك وتجدهم بخير وفي أحسن حال وكأن هذا هو ما يجب أن يكون !!!
أن تألف نِعمَ اللهِ عليك وكأنها ليست بِنِعَم بل حق مكتسب !!!
فإذا أَلِفْتَ النعمة .. صرت تأكل دون أن تذكر من بات جائع أو من يملك الطعام ولا يستطيع أن يأكله و تحمد الله !!
أصبحت ترى و تسمع و تتكلم ولا تتذكر من فقد تلك النعم فتحمد الله !!
أن تتسوق وتدفع مشترياتك وتعود للمنزل دون أن تحمد الله على نعمة المال والامتلاك والبيت الذى فيه تنام !!
إن تدخل بيتك دون أن تستشعر نعمة الله عليك بالستر والمودة بوجود أم أو أب أو زوجة وأطفال بصحة وفى أفضل حال.
كَثِيرًا مَا نَشْعُرُ أَنَّ المَنْعَ اِبْتِلَاءٌ ، وَتُنْسِيْنَا الحَيَاةُ أَنْ نَشْعُرَ بِنَعَمْ المُنْعِمُ .. فَالرِّزْقُ لَيْسَ زِيَادَة مَا عنْدَكَ .. وَلَكِنْ الرِّزْق فِي أَنَّ عِنْدَكَ مَا عِنْدَكَ.
فلا تجعل الحياة تُرغمك أن تألف
النعم .. بل أرغم أنت حياتك أن تألف الْحَمْد.
وإذا سألت عن حالك فلا تقل “ما في جديد” فأنت في نعم كثيرة لا تحصيها قد جددها الله لك في يومك هذا فوجب عليك حمده وشكره فغيرك قد حرمها في يومه ذاك
فكم من آمن أصبح خائفا
وكم من صحيح أصبح سقيما
وكم من عامل أصبح عاطلا
وكم من غني أصبح محتاجا
وكم من مبصر أصبح أعمى
وكم من متحرك أصبح عاجزا
وأنت جددت لك كل تلك النعم فقل الحمد لله على ما أعطى وأبقى
اللهم كما رزقتنا النعم فارزقنا الشكر على النعم ، واجعلنا حامدين شاكرين ، نقدر نعمك علينا
فلنحمد الله ولنكن من القليل
وقليل من عبادي الشكور
المزيد من الموضوعات
كلمة للتاريخ يوما ما سيجئ الحساب…
بالبنط العريض…
بريهان العبودى تكتب.. الغدر ونكران المعروف