في الحياة العامة يسعى البعض إلى نشر ثقافة عدم التأسيس للحياة العملية واليوميه، بتركيز وتعمد وبإقتدار.
المصيبة أن البعض ورغم ذكائهم، وقدرتهم على فرز المواقف والبشر إلا أنهم يكتشفون متأخرين فشل “تأسيسهم” بعد أن عاشوا وهماً طويلاً بأنهم في دائرة الضوء.
أن تعرف أنك لا تأسس حياتك وترضى فهذا يدخل في نطاق اختيارك لحياتك وتكريسك لنمطها، وأن تكتشف أنك مهمش وترفض ذلك فهذا يعني أنك تجاهد من أجل تغيير الأوضاع إما بتحسين أدائك الإنساني أو العملي، أو الوصول إلى الآخرين، من خلال تحملك المسؤولية كاملة بأنك السبب في هذا التأسيس.
في الحياة الخاصة تكون الحقيقة أحياناً غالبة فتغمرنا بقوتها الجبارة، فمثلاً عندما يختلف البعض مع بعضهم لا يتركون أي مساحة من الممكن الوقوف عليها ذات يوم والعودة من خلالها.
لا يتركون أي أسس تم بنائها من البدايه كانت من الممكن أن تشكل جزيرة للتلاقي، ويمكن خلاله محو الوجيعة.
في هذه الحالة يكون التحطيم هو سيد الموقف والسبب الرئيسي أن العلاقة نفسها بنيت دون أسس يستند إليها، دون حاجز ينبغي عدم تجاوزه، دون مسافة فاصلة تصلح لأن تكون أسس للتفاوض.
ولذلك عندما تغلق أبواب علاقات إنسانية كاملة يكون الأساس بها تحطيم كل المرافق، وتعتيم كل الأمكنة دون ترك فرصة لضوء يخترق المكان.
من كانوا بالأمس ملء السمع والبصر، أصبحوا فجأة على الهامش من أحباب وأصدقاء، فقدنا الإتصال بهم رغم وجودهم على قيد الحياة.
ومهما قال أحد الكتاب إن إهمال المشاعر يوجع القلب، ووجع القلب علة لا يمكن التداوي منها.
ترى كم من البشر فقدناهم في حياتنا؟
وكم من البشر لم تعد لنا صفحات لديهم بعد أن مزقوا ما يختص بنا من صفحات الكتاب.
على الجانب الآخر آلاف بل ملايين البشر نمر من أمامهم كل يوم، نراهم، ومع ذلك لا نكاد نتذكرهم رغم أن هؤلاء هم أكثر من كنا نحتاج إليهم في حياتنا.
نجحت أشخاص كثيرة لأنهم تعرضوا لفئة ينبغي التوقف أمامها لخصوبة الحياة التي تعيشها، والتفاصيل العميقة داخلها أنها حياة غير روتينية تكسر الزمن وتشكل عمق الإنسان الحقيقي الباحث عن نافذة على العالم لا يمكن أن يتضرر منها أحد.
فلذلك يجب أن يكون ما تفكر به أو ما تخوضه، يبني بأسس سليمه صحيحة مليئة بالحب والعطاء بدون تحمل عبئا على ذاتك.
المزيد من الموضوعات
كلمة للتاريخ يوما ما سيجئ الحساب…
بالبنط العريض…
بريهان العبودى تكتب.. الغدر ونكران المعروف