وسيط اليوم

جريدة الكترونية عربية

لواء مهندس سيد نوار يكتب أسطوره حرب أكتوبر الذي لا يعرفه أحد

نتحدث هنا عن شخص لولاه ما قامت حرب أكتوبر ولا حاربت مصر لتحرير سيناء

إنه ليس لواء او قائد سلاح او قائد فرقه

إنه ليس عبقرية عسكرية ، او بطل فذ

إنه الاسطوره الذي يجب أن نعلمها لأبنائنا

إنه شخص مدني عادي ، لديه علم وحب للوطن ، قادته الظروف لكي ينقذ مصر من مأزق عسكري خطير جدا ………………… توفي في عام 2011 بدون أن ينال حقه من التكريم الادبي والاعلامي الذي يستحقه وتحاول المجموعة 73 مؤرخين في السطور التاليه تكريم أسمه معنويا .

في عام 1972 قام الرئيس السادات بأصدار قرار جرئ جدا بطرد الخبراء السوفيت من مصر

وهو قرار صائب جدا طبقا لما توصلت له المجموعة 73 مؤرخين من شهادات أبطال وقاده حرب أكتوبر من حتميه التخلص من هؤلاء الخبراء قبل الحرب. ولكن كانت له بعض التبعات على الشق التسليحي في كل أفرع القوات المسلحة.

وفي الدفاع الجوي تحديداً كانت المشكله تصل الي حد الكارثه ، فالدفاع الجوي يتكون عموده الفقري في حائط الصواريخ من 90% كتائب سام 2 و 10 %كتائب سام 3 ووقود تلك الصواريخ له فتره صلاحية محدده ، وأوقف السوفيت توريد الوقود للصواريخ …. فماذا يعني ذلك ؟

– عدم وجود حائط صواريخ

– عدم وجود دفاع جوي

– عدم وجود حرب

بكل بساطه نلغي فكرة الحرب من أساسه

فقد قامت خطه الحرب المصرية علي ادراك حقيقي لواقع ان القوات الجوية الاسرائيلية تتفوق تفوق كاسح علي القوات الجوية المصرية ، وأن السيطره الجوية الاسرائيليه يجب وقفها بالدفاع الجوي ومن بعده القوات الجوية ، أي اننا سنهاجم اسرائيل بأسلحه دفاعيه تحقق لهم خسائر عاليه لعدم وجود سلاح هجومي لدينا في ذلك الوقت يحقق نفس الخسائر

لكن مع وجود فرضية أن خلال الحرب أو قبل الحرب حتي ، لن يكون للصواريخ المصرية وقود ، فكان ذلك يعني بكل بساطه عدم وجود حرب من أساسة ، ولايجاد الوقود يجب تقديم تنازلات للاتحاد السوفيتي كان دائما يطالب بها ، مثل تواجد بحري وجوي ثابت داخل مصر يتبع الاتحاد السوفيتي فقط ، وهو امر يمس استقلاليه الأرض والقرار المصري بل ويمس كرامه الشعب المصري .

وعليه تحركت اجهزه الدولة كلها سرا محاوله حل تلك المشكله – مشكله وقود الصواريخ .

احد اتجاهات التحرك كانت داخل مصر ، اللجوء الي العقل المصري لحل تلك المشكله فاتجه اللواء محمد علي فهمي قائد قوات الدفاع الجوي ، إلى الأجهزة والمعامل الفنية داخل القوات المسلحة أولا ، لكنها عجزت عن حل المشكلة. فاتجه علي الفور إلى العلماء المصريين المدنيين، وفي سرية تامة تم عرض المشكلة عليهم.

وكان اتجاه يشبه اتجاه الشخص الغارق للتمسك بأي قشه كطوق نجاه له .

ودعونا نقرأ ما كتبه الراحل – اللواء طيار محمد عكاشه الاب الروحي للمجموعة 73 مؤرخين في كتابه جند من السماء المنشور علي موقعنا .

” وتقدم لهذه المهمة أحد المصريون وهو الدكتور/ محمود يوسف سعادة الذي انكب على الدراسة والبحث، فنجح في خلال شهر واحد من استخلاص 240 لتر وقود جديد صالح من الكمية المنتهية الصلاحية الموجودة بالمخازن.

كان ما توصل إليه الدكتور محمود هو فك شفرة مكونات الوقود إلى عوامله الأساسية والنسب لكل عامل من هذه المكونات. وتم إجراء تجربة شحن صاروخ بهذا الوقود وإطلاقه ونجحت التجربة تماما
وكان لابد من استثمار هذا النجاح فتم تكليف أجهزة المخابرات العامة بإحضار زجاجة عينة من هذا الوقود من دولة أخرى غير روسيا، وبسرعة يتم إحضار العينة، كما تم استيراد المكونات كمواد كيماوية. وانقلب المركز القومي للبحوث بالتعاون مع القوات المسلحة إلى خلية نحل كانت تعمل 18 ساعة يوميا.

ونجح أبناء مصر مدنيين وعسكريين الذين اشتركوا في هذا الجهد العظيم في إنتاج كمية كبيرة (45طن) من وقود الصواريخ. وبهذا اصبح الدفاع الجوى المصري على أهبة الاستعداد لتنفيذ دوره المخطط له في عملية الهجوم.

وقد كانت مفاجأة ضخمة للخبراء السوفييت – كان مازال بعضهم موجودا – الذين علموا بما قام به المصريون دون استشارة أو معونة من أي منهم.

لم تكن القوات المسلحة وحدها هي التي تقاتل حرب الاستنزاف أو تستعد لخوض حرب أكتوبر 1973. لقد كانت مصر كلها علماء. فلاحين. عمال. مهندسين. طلاب. مثقفين على قلب رجل “

لذلك يمكن القول بأن الدكتور سعاده وطاقم عمله قد انقذ مصر كلها من البقاء تحت الاحتلال الاسرائيلي لسيناء او الاحتلال السوفيتي .

وبدون شك ان نجاح الدكتور سعاده في تخليق الوقود المصري للصواريخ يعد أحد الاسباب وربما يكون أهم اسباب نجاح الدفاع الجوي في تدمير 326 طائرة أسرائيلية في حرب أكتوبر

ولمن لا يعرف الرجل الاسطوره المجهوله :

هو الأستاذ الدكتور المرحوم “محمود يوسف سعادة”
أستاذ بقسم التجارب نصف الصناعية بالمركز القومى للبحوث ثم شغل منصب نائب رئيس أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا ومدير مكتب براءة الاختراع فى التسعينات
ثم أستاذا متفرغا بالمركز القومى للبحوث حتى توفاه الله تعالى فى 28 ديسمبر 2011
وقد حاز على جائزة الدولة التشجيعية ووسام العلوم والفنون

Follow by Email
Instagram
Telegram
WhatsApp