الحب أو المحبة هذه الكلمة العظيمة، التي تختلف معانيها من معتقد لأخر ومن جيل إلى جيل، الكلمة التي تحمل جميع معاني الخير و الطيبة والصدق، و لكنها فقدت بريقها عند البعض في عصرنا هذا، و كبرت عند البعض الأخر.
إذا كنت تحب بصدق و تعمل بصدق فعبر بصدق، فأعظم شيء تقدمه لغيرك هي الكلمة الطيبة التي تفوح صدق و اخلاص، ولقول “رسول الله صلى الله عليه و سلم: «إذا أحب أحدكم أخاه فليعلمه إياه»، و بهذا كان بالنسبة لي أن أول خطوة في صدق المحبة هي الإعتراف بالمشاعر الغامرة، انه حق لأمر عظيم أن تقوم بالاعتراف بمشاعرك خصوصاً في المجتمعات التي تشوهت صورة الحب لديها، رغم ذلك يبقى الاعتراف هو الحل الأمثل و هناك مثل يقول الندم على القيام بشيء خير من الندم على عدم فعل أي شيء.
معنى أن تحب هو أن تصبر على غيرك، هو يخطأ لأنه إنسان و أنت تغضب فأنت أيضا انسان، لكن الفضيلة أن تكتم غضبك و تتجاوز خطيئته فأنت أيضاً سوف تخطأ في حق غيرك, فعليك أن تتقبل أن يخطأ الأخرين في حقك، بمعنى الكل يخطأ إذا الفرق هو طريقة التعامل مع المواقف، الإنسان الفاضل هو الذي يفهم الأخرين و يعرف كيف يصبر و يتجاوز على أخطائهم، و أما أن ترد الإساءة فأنت لست أفضل من غيرك بشيء.
معنى أن تحب هو أن تكون طيب بصدق ، بعض المواقف الطيبة التي نقوم بها بصدق هي التي تميز إنسانيتنا، أفعل الخير بصدق لأنها طبيعتك، لأن الطيبة خلقك، لا تنتظر مقابل لما تفعله، أصدق في نيتك فهي كل ما تملك.
معنى أن تحب هو أن تفهم الأخرين، الإنسان، ذلك الكائن الممتلئ بالعواطف و المشاعر المحتاج لكل أنواع الحنان المحبة و الإهتمام و غيرها الكثير …، المعنى هنا أن تتصرف بأدب و حسن نية مع غيرك فالكل منا قد حل ضيفاً على أقربائه و أصحابه، و الكل قد جرب ذلك الشعور بالارتياح عند البعض و التضايق عند البعض الآخر و الفرق بسيط، انها طريقة التي يعاملنا بها الآخرين، أجعل ما تقدمه له من القلب فكل ما هو من القلب يصل الى القلب، لا تحرجه و لا تهنه كن حريص على مشاعره و كرامته، فكل شخص تميزه ظروفه المادية و العاطفية و شخصيته، احرص عليه جيدا أحبه بصدق عامله بوفاء، فكر جيدا بمن هم أمامك، ليس عيب أن تترك ما تحبه و أن تتحلى بما لا تملك من أجل غيرك، العيب أن تكون بغيضا و فض الأخلاق مع غيرك.
معنى أن تحب هو كونك من أصحاب الخير، و المعنى اجعل لنفسك عمل خير تقوم به على الدوام و باستمرار قد يكون صدقة او خدمة او معاملة، لأن كل شخص يعرف نفسه و قدراته و مستواه المهم كل شخص يقدم ما يستطيع، اجعل لنفسك بصمة أمل، الكل قادر ان يقدم فاسأل نفسك مالذي يمكنك تقدميه لغيرك، افعله بصدق، افعله بمحبة، افعله بوفاء و شهامة ففي النهاية انت هو الانسان الفاضل.
معنى أن تحب هو التخلي عن الشخصية الأنانية، كثيراً ما سمعت عبارة أنا هذا هو شخصي فمن أحبني أحب شخصي و من كرهني كره شخصي، هذه أنانية.
نحن جميعاً نملك صفات حسنة و صفات سيئة، ليس عيب ان تخطأ العيب هو الإصرار على فعل الخطأ، لا تكابر كن لينناً مع غيرك لا تجعل صفة القسوة تنفر الناس من حولك، كما لا تهب أن تهان مشاعرك راعي مشاعر غيرك..
إذا حاولت بصدق فسوف تصل إلى المعاملة الراقية و ليس صعباً فقد رأيت أناساً قد بلغو درجة عظيمة من حسن المعاملة، فقط حاول بصدق أنت لن تغير شخصيتك كاملة و لكن بعض الصفات الخاصة بالمعاملة مع الأخرين، صحيح أن الكل مختلف لكن سوف نتعاشر جميعاً بهناء.
المزيد من الموضوعات
اللواء محمد البربري رئيس جهاز الحماية المدنية سابقا و أحد أبرز كوادر حماة الوطن بالغربية في حوار مع وسيط اليوم …
كلمة للتاريخ يوما ما سيجئ الحساب…
بالبنط العريض…