( علاقات ) بقلم / محمد صقر لعل العنوان الذي انتقيته لمقالي
هو السبب الأول و العامل الأكبر في قرائتكم له فليس هناك من شيء في هذه الحياة
يقوم و يحدث دونما أية علاقات و هنا لعل أنه قد اتضح لكم و أمام أعينكم ما أود قوله و إيصاله
حيث لم أكن أقصد فقط العلاقات بصفة عامة أو العاطفية و الرومانسية أو حتى الاجتماعية و لكنني أستدعي في حديثي رابطا علميا متينا قائما على ربط الأسباب بالمسببات و مستمدا من العبارة التي تقول
أن حتمية الوصول في استمرارية السعي و أن لكل فعل رد فعل و ذلك أيضا مع مراعاة وجود هذا و حدوث ذاك
تحت ظل ظروف ترتبط ارتباطا وثيقا و مباشرا بهذا الوجود و بذاك الحدوث
و لا شك أن هذه الظروف يقترن ظلها بتشكيل الأحداث أي أن الظروف هي التي خلقت الأسباب و منها
مهدت للنتائج و هذا يعني أن الأسباب هي التي أدت إلى حدوث النتائج و من هنا نتفهم أن الظروف
تلعب دورها غير المباشر حتى نتقابل و إيانا بالنتائج التي حدثت و دور الظروف كما ذكرنا التمهيد و هذا هو الحيز الذي تشغله الظروف من مساحة ربط السبب بالنتيجة و الفعل برد الفعل
و قبل أن أكمل حديثي هذا فتقبلوا اعتذاري لكل من لم يفهم كلامي و أخص بالذكر الفئة التي تتواضع علميا و فكريا لغلبة الطابع العلمي على المقال و تدريجيا أعدكم أنكم ستصلكم الفكرة من طريق الفهم العقلي البسيط فكل ما أود قوله أنه لا يوجد شيء في حياتنا يحدث وليدا للصدفة و لا من تلقاء نفسه و لا من خدمة الحظ و إن تواجدت في بعض الأحيان
و لكن لا بد له من سبب و أي سبب سب كاف على وجه التحديد فمثلا لقد افترض الوضع أن يستمر السعي من أجل الوصول و أن يكون هناك فعل ليكون هناك رد فعل فكفى أن الله سبحانه و تعالى قد ذكر ذلك في محكم التنزيل قائلا : – ” و جعلنا لكل شيء سببا … ” – صدق الله العظيم –
و هذا هو ما يؤكد صحة الكلام السابق و يقر بمنطقيته و هو خير وسيلة للاقتناع به و للإقناع به و إنه إن دل هذا القول الكريم على شيء فإنما يدل على أن حياة الإنسان كاملة منذ المهد و حتى اللحد و منذ الصرخة الأولى و حتى توافيه المنية تتواجد بها الأسباب و لطالما تواجدت أسباب تواجدت النتائج أيضا و ها هنا أستوقفكم لأتمكن الآن من وصف حياتي كإنسان و كآدمي مع شمول و عموم الوصف أنها عبارة عن مزيج من الأسباب و النتائج و عند الجمع بين هذين الاثنين تنتج الأحداث التي يمر بها المرء طيلة عمره و عند المقارنة بين كليهما
نجد أن كلا منهما على علاقة وطيدة بالآخر فالسبب يؤدي بنا إلى النتيجة و النتيجة تسلمنا للسبب و هذا هو ما يبين أن هناك حلقة وصل بين هذا و ذاك لذا قد توجب علي أن أربط بينهما و أن أنوه لزاما و لكن إذا تم طرحهما أو فصل واحد عن آخر أصبحت الحياة عبارة عن معادلة مغلوطة لأنها ستضحي غير متكاملة الأطراف و هذا هو دليل قاطع و برهان صادق على صحة ما سبق و هنا أتجه بكم نحو نصيحتي المتواضعة التي أوجهها إليكم من النافذة الصحفية و الإعلامية فربما هناك من يأخذ بها و ألا و هي إنه ليتوجب علينا جميعا أن نربط بين الشيء و سبب حدوثه حتى نفهم المغزى و نأخذ العبرة من كل عارض يعترضنا .
و أن نقدر الأمور على قدر دقيق حتى تتضح أمامنا رؤية الشيء من زاوية سليمة و دقيقة فنتمكن من نهل العظة من منبعها و حتى تتقين النفس الإنسانية أننا لم نخلق عبثا فكما قلت و أوضحت لكم أنه ليس هناك من شيء يحدث من تلقاء ذاته و إنما له ما سبقه فمهد لحدوثه و حتى العلاقات العاطفية و الرومانسية نفسها و التي لم تكن محور حديثي و لكن قد استلزم الأمر أن أوضح نقطة فاصلة في قضيتي حيث أنني أقصد أن العلاقات العاطفية لم تحدث وليدة للصدفة فما قامت العلاقة إلا بعد مرورها بعدة مراحل من قبل النشأة و حتى وصولها للمرحلة التي بإمكاننا في أثنائها أن نطلق عليها علاقة عاطفية أو رومانسية إذ أنه كيف تلعب العاطفة دورا و ليس هناك بين الشاب و الشابة مجرد الحديث أو كيف يتعمق حب حتى يصل إلى الرومانسية و لم يكن هناك حب من الأساس أو لم يك هناك رابط من الأساس يربط الطرفين ببعضهما البعض فأين الرابط !؟ و حتى العلاقات الاجتماعية بدايتها من الترحيب فالتعارف فالانسجام
إذ كيف يربط شخص بشخص آخر علاقة اجتماعية و هما لم يتعرفا من ذي قبل و تبقى العظة و سوف تظل قبل الختام أنه لا بد أن نأخذ الأمور بعقلانية و بوعي و نحسب لما نفعل قبل أن نفعله ألف حساب حتى لا نندم على فعله يوم لا ينفع الندم أصحابه و كي لا نضع أنفسنا في حال غير مرغوب فيه بالمرة و ألا و هو البكاء على اللبن المسكوب أو ربما إتيان الرياح بما لا تشتهي السفن
و عند هذا الحد أثق تماما أن ما وددت قوله قد بات مفهوما واضحا و قد أدركه كل من قرأ بأتم معاني الإدراك لأنه إذا لم تك هناك علاقة بين الفعل و رد الفعل فعن قناعة يمكنني أن أقول لكم أنه لم تعد هناك حياة و عليها فإن سألوك عن العلاقات فأجبهم قائلا إنها الحياة و كفى بذلك قدرا آملا في الله و فيكم أملا عظيما أن تروق كلماتي لكل متابع كريم
المزيد من الموضوعات
اللواء محمد البربري رئيس جهاز الحماية المدنية سابقا و أحد أبرز كوادر حماة الوطن بالغربية في حوار مع وسيط اليوم …
كلمة للتاريخ يوما ما سيجئ الحساب…
بالبنط العريض…