وسيط اليوم

جريدة الكترونية عربية

( إما الأولوية أو العدم ) بقلم د/ محمد صقر

 

إنها ليست مجرد عبارة احتواها مقال و إنما واقع من المفترض أن نعيشه و نحياه و مبدأ لا بد أن نأخذ به

و نرسخه فإنني إذ أكتب ما أكتب ليعلم كل قارئ لمقالي أنه عليه ألا يكتفي بمجرد الوجود الرمزي

أو الشرفي و إنما عليه أن يكون ذا أهمية و أثر و هذا قبل كل شيء هو الأهم

لأنه حينما يكون التواجد مثله مثل العدم فلا داع له كما أنه ليس هناك من دور إلا و هو يرتبط ارتباطا تاما

بالقيمة و المكانة و الكرامة فقبولنا بالتواجد دون دور دون بصمة دون أثر لا يفرقه شيء عن العدم

بل هو صورة و نسخة طبق الأصل من فقداننا لمكانتنا و لكرامتنا و عدم إحساسنا بقيمتنا

و تعد هذه الصورة هي تأكيد انطباع كوننا عديمي القيمة لدى كثير ممن يأخذونه من الوهلة الأولى

و لعلنا إن رضخنا لهذا الوضع المؤسف و تقبلنا هذا الجزء من الواقع المأسوي سنجد أنفسنا مهمشين تماما شيئا فشيء

و هذا من المؤكد أن سببه هو قبولنا بذلك و حينها للأسف الشديد سنلوم أنفسنا ألف مرة و مرة على كوننا قد رضخنا لوضع لم يك ليرضخ له من توعاه جيدا و توعا جوانبه المأسوية التي تحطم النفس

و تهدم الشخصية و إن كانت بناءة فكونك تشعر بأنك بلا قيمة هو شعور مؤذ و قاتل في حد ذاته

و لا أبالغ فإما الأولوية أو العدم و إنني إذ أحضكم قارئي ما أكتب كل الحض على أن تطالبوا الجميع بأن يحفظ لكم قيمتكم و ألا يقلل من شأنكم أو مكانتكم .

و قبل أن تكون المطالبة شفوية فلا بد أن تكون بإثبات الذات

و من هنا يأتي فرض النفس و الشخصية على الجميع بالفعل المرئي و الملموس و بما يحقق كل منا و عليه لزم التنويه على أنني ككاتب صحفي يكتب مقاله الآن كالمعتاد يوقن تمام اليقين أن الوجود في حد ذاته أو بمفرده غير كاف و أنه شيء و الأولوية شيء آخر .

فليست القضية في أن تتواجد و لكنها في أن تكون لك الأولوية فكم من موجود لا مبالاة به لذا فقليل من لهم الأولوية و ختاما أتمنى أن أكون قد وفقت في أداء رسالتي و في إيصال فكرتي بشكل سلس غير أني أرى أنه كفى بعنواني ( إما الأولوية أو العدم )

معبرا عما وددت قوله و لعل الأيام و التاريخ و التجارب هم خير من يثبت لكم ذلك دون محض شك و سلوهم إن كنتم لا تعيرون اهتماما أو لا تعتبرون بما أكتب فعليكم أن تأخذوا الوعظ غير مرغمين من الأيام

فالأيام دول من التاريخ فهو لا يكذب و لا يجامل و لا يداهن و لا ينافقو

من التجارب التي أراها البرهان القاطع الذي يثبت ما أقول بالشهادة و بالدليل و على وجه التحديد إن كانت التجربة تجربتكم فالتجارب وسيلة واقعية في المتناول لاستخلاص العبر و لضمان الإثبات فتمسكوا بأن تكون لكم الأولوية شريطة الأحقية و كونوا أصحاب دور و رؤية و موقف تحفظ لكم كرامتكم و ترتفع مكانتكم و يرق شأنكم و تنالوا احترام و تقدير الجميع مع التحية …

Follow by Email
Instagram
Telegram
WhatsApp