إن للشخصية القوية بنود تحددها و تميزها و تفصلها عن غيرها و لنبدأ بأول بند و ألا و هو :-
الإيمان بالذات و القدرات و الثقة – غير التكبر – بالنفس و في واقع القضية قليل من هم مؤمنون بقدراتهم و أقل من هم واثقون بأنفسهم و لهذا كان هو البند الأول و الشرط الأولى و الأسبق لنستطيع أن نقول أن هذا أو ذاك هو صاحب شخصية قوية و أما عن البند الثاني فهو :-
التعقل و التمعن و الحكمة في السلوكيات و حسن التصرف إذ أنني أعي بذلك أن الشخصية القوية هي من تعرف جيدا كيف تتصرف و أي وقت تتصرف بالكيفية التي ستكون لحظتها مقترنا بذلك التزام الحكمة و التزين بالعقل و هذا الكلام السابق أراه يتجه بنا صوب ثالث البنود و هو بند غاية في الأهمية و الروعة و الجمال و هو احترام الآخر فاحترام الآخر – أعزائي – ليس فقط بندا من بنود قوة الشخصية و لكنه شرط و أساس لنجاح أي عمل فعلى سبيل المثال
إنك إن دخلت في نقاش أو في جدل مع طرف آخر و كان لك رأي ما و للطرف الآخر رأي يختلف عن رأيك تماما ففي هذه الحالة لكي يكون النقاش مثمرا و يؤخذ عنه نتائج لا بد و أن تراعي حديثك كي لا يتحول الاختلاف إلى خلاف و بالتالي يجدر بنا القول أنه يتوجب عليك ظاهرا و باطنا – عموما و شمولا – و لا أقصد أحدا بعينه – أن تحترم رأي الآخر حتى يتسنى لنا أن نقول أنك – إجمالا غير تفصيل – ذو فكر رشيد و بناء و شخصية قوية و مثمرة.
و يستدعيني كلامي السابق أن أذكر لكم البند الرابع و هو أن تحترم إنجازاتك الصغيرة قبل الكبير منها و أن تسعى دائما سعيا متواصلا في أن تطور من ذاتك و من إنجازاتك مهمشا كلمات السفهاء و المحبطين و غير الأسوياء و كل من هم أمثالهم التي لا تقدم و لا تؤخر ما امتد الدهر و طال العمر و أن تستمر في عملك مثابرا و بناء و مجددا و مغيرا سائرا بعزيمة صلبة و إرادة متينة.
فالسهل – عزيزي – هو الوصول إلى قمة الجبل و أما الصعب فهو الاستمرار عليها لأنه دائما ما يكون أشد حرا من جمرات النيران و هنا أصطحبكم – صحبة الكرام – نحو البند الخامس و الذي نصه كما يلي : – “
لا بد على من يرغب في أن يتمتع بشخصية قوية أن يتحلى بروح التحدي و الإصرار و ألا يدع لليأس في قلبه و نفسه ثغرة – لا مدخلا – كي لا تتأثر أهدافه أو يتلهى عن حلمه و طموحه أو تخور عزيمته أو تهتز ثقته بنفسه و حينها لم يعد قادرا أن يتخذ قرارا صائبا في حياته كاملة فلا تستهينوا باليأس و بما يفعله في نفوس أصحابه و كونوا – دائما و أبدا – على إيمان واصب بمقولة الزعيم الراحل – مصطفى كامل ، رحمة الله عليه – : – ” لا يأس مع الحياة و لا حياة مع اليأس ”
و من قبل ذلك ضعوا الثقة التي بلا حدود و الظن الحسن الذي لا ينقطع في من برأ البرايا و استوى على العرش و استمروا – أحبابي – سائرين في دروبكم مؤمنين بأحلامكم حتى يتحقق لكم ما أردتم و حتى يتحقق لكم ما أردتم فتلاشوا كل كلمة و كل وسيلة تثبط عزمكم و تقلل جهدكم و تحبط خطواتكم و شدوا وثاق الحذر عند الاحتكاك و الاختلاط بالأشخاص – ليس خوفا من أن يحبط أحدهم أحدكم – فكفى بكونكم تؤمنون بقدراتكم و الذي لا يمكن أيا منهم بعد من فعل ذلك و لا يدع له الفرصة – من الأساس – ليفعل ما يفعل – كائنا ما كان – و لكن لكي لا يتداخل طموحكم مع طموح أحد منهم فهذا هو الأهم و تغلبوا بهمة على كل عقبة أو عثرة تعترضكم ( و أنتم مقبلون على النجاح ) “
و كفى بذكرنا ما سلف حتى لا يطول بنا المقام و لكن شتان ما بين بند و آخر و يبقى الأهم و الأولى الوعي الجيد و الدراسة المتقنة و الإجادة لكل بند مما سبق و لسبب بسيط حتى نعلم من هي الشخصية القوية و ما الفارق بينها و بين غيرها – فأنا لا أود أن أقول الشخصية الضعيفة .
و يبقى البند السادس – الأخير في مقالي لا على وجه العموم – هو سيد البنود المذكورة لأنه هو من يشيد بالشخصية القوية حق الإشادة حيث يتأكد لدينا من خلاله أننا لا بد أن نعي تماما أن الشخصية القوية لا تسمع لأحد و لا تعير اهتماما لكل ما يقع على مسمعها فأحاديث الناس لا تنتهي فليتكم لا تقفون عندها أو عليها فما القائل برسول أو ملك – حاشا لله – و لا يتوجب أبدا على من يتمتع بشخصية قوية أن يصدق أو يعتبر بأي كلام دون برهان أو دليل و لا يتوجب عليه أيضا مجرد الرد عليه حين سماعه فليس كل ما يقال يستحق الرد.
و أخيرا و قبل الختام وددت أن تسمحوا لي بالتوضيح لكم أنه ليست البنود الستة التي تناولها مقالي هم كل البنود التي تفصل أصحاب الشخصية القوية عمن سواهم و لكنني انتهيت من الحديث خشية الإطالة فلا يعتري القارئ أو القارئة ملل أو سأم – أثناء القراءة – أو يصاب المقال بعي البيان فتنقص – على أثر ذلك – قيمة الكاتب و قيمة المحتوى سائلا المولى – عز و جل – لي و لكم أن يكون لنا جميعا لقاء مع المجد داعيا ربي بدوام العون و التوفيق و السداد متمنيا أن تكون كلماتي المتواضعة قد راقت لأعين القراء و أختتم مقالي و كلي ثقة أن غدا أجمل فسنلتقي و سنرى مع التحية …
المزيد من الموضوعات
ندوة أدبية وثقافية بحزب الوفد بطنطا…
اللواء محمد البربري رئيس جهاز الحماية المدنية سابقا و أحد أبرز كوادر حماة الوطن بالغربية في حوار مع وسيط اليوم …
كلمة للتاريخ يوما ما سيجئ الحساب…