أحياناً نرى كتاباً جميلاً وجذابآ بغلاف رائع وصور مبهجه، فترغب في قراءته وتظن أن ما به يستحق وقتك وعنائك، في حين أنك قد تترك كتاباً أخر لأنه يبدو لك عادياً من مظهره، مع غلاف بسيط أو شكل لا يستهويك، قد تترك تحفة علمية ومعرفية تسقط من بين يديك.
وهكذا الأمر نفسه بالنسبة للأشخاص الذين تتعامل معهم، فمن يستهويك شكله ومظهره الخارجي ليس بالضرورة أن يكون كما توقعت أنت، ومن تحقد عليه وتبتعد عنه وتغار منه.. لأن مظهره لا يعجبك أو أنه قوي الشخصية، فهذا قد يكون هو الظاهر لك فقط، أو من تجد فيه ما تبحث انت عنه، لذا لا تقرأ الكتاب من غلافه، وتعرف عليه من الداخل بعد تصفحه.
لا تحكم علي ما يظهره لك الأخرين، فبداخل كلاً منا شيئاً لا تدركه أنت، ولا يستوعبه عقلك حين تستمع أو تنظر إليه من الداخل، فحين يبتسم لك شخصاً ما فأنت ترى هذه الابتسامة على وجهه فقط، ولكن لا تعلم ما بداخله من صراعات وتحديات، حتى يكون بكل هذا الثبات الذي يظهره لك، حتي لا يعطيك طاقه سلبيه وأن يشعرك باليأس.
عندما نحكم علي الآخرين من الخارج يأخذنا تفكيرنا إلي الهلاك، فحين تحكم علي أحد من الظاهر وهو بداخله يقول لك أُشعر بما في داخلي فإني أتألم، وهذه الابتسامه زائفه.
وبعد ذلك يأتي إليك من يحكم عليك أيضاً في الوقت الذي تريد فيه أن يشعر الآخرين عما يدور بداخلك، فأنت لن تدرك ولن تعلم إلا إذا شعرت بشعور الآخرين.
فحينما تدرك ذلك سوف تقول إني اشعر بك فأنا لا أريد أن أحكم علي الأخرين بما يظهرون، ولكن أريد أن أري ما بداخل كلاً من يحاول أن يبتسم ويخفي ما بداخله من صراعات، حتي أستطيع أن أخوض المعارك التي بداخلي أيضاً.
فيجب علينا جميعاً أن لا نحكم على الآخرين بما يظهروا لنا ولكن نحكم عليهم عندما نعلم ما بداخلهم، فنحن بشر وكلاً منا به ما به، وفيه ما فيه، من تحديات كبيرة لا يعلم بها غير رب العالمين.
المزيد من الموضوعات
ندوة أدبية وثقافية بحزب الوفد بطنطا…
اللواء محمد البربري رئيس جهاز الحماية المدنية سابقا و أحد أبرز كوادر حماة الوطن بالغربية في حوار مع وسيط اليوم …
كلمة للتاريخ يوما ما سيجئ الحساب…