وسيط اليوم
24-10-2021
إنه ليروق في عيني و في عين أي صحفي إن أتته الفرصة أن يدلي بدلوه في موضوع كهذا
يطرح نفسه على ساحة النقاش.
ناهيك عن كونه ملامسا لواقع الجميع فالصداقة – أحبائي – مغلوطة في عهدنا المعاصر – شكلا و مضمونا .
و السبب وراء ذلك هو أن الصديق الصالح ضل الطريق و ساء فهمه لمعنى الصداقة إذ كيف بعدما قرأنا سالف السطور أن نعتبر بالحكمة التي تقول : – ” اختر الرفيق قبل الطريق . ” !؟
فعلى أي أساس نسير في دروب الحياة و نحن نفتقد الصحبة الصالحة – أيما افتقاد – !؟
كما يجدر بنا القول أن الأيام لم تغير أحدا بل هم من تغيروا و ظلموا الأيام معهم و يحضنا المقام لنستشهد ببيت الشعر التالي قال الشاعر : – نعيب زماننا و العيب فينا و ما لزماننا عيب سوانا نعيب ذا الزمان بغير ذنب و لو نطق الزمان لنا هجانا صدق شاعرنا و على أية حال فإن مصطلح الصداقة بات لغزا يصعب حله.
ففي هذه الآونة ليس بهين أن نميز بين الصديق الصالح و صديق السوء و في هذه الآونة أيضا نحن عاجزون – كل العجز – أن ننتق لأنفسنا من يصلح و أعيد قولي أن المتسبب في ذلك هو عدم القدرة على التمييز فأيهما صالح و أيهما طالح بات سؤالا صعب الجواب و هنا أقود مركبي نحو ما نراه من هؤلاء الذين تطلقون عليهم كلمة ( أصدقاء ) – و هم لا يستحقونها أبدا – أ من يغدر صديق !؟ أم أ من يغتاب صديق !؟ أم من لا يصون الود و سنوات العشرة صديق !؟ أم من يتعدى على الآخر في شرفه و عرضه و رزقه و … إلخ صديق !؟ – لا بكل تأكيد – و لقد نفيت و أنكرت و استنكرت و استحقرت كي لا يساء فهم الجميع تجاه مفهوم جليل عزيز عن أولئك الذين دنسوا صلاح الصحبة و ألا و هو ( الصداقة ) و يا ليتهم اكتفوا بذلك !
بل جعلوني و جعلوكم نفتقد الصحبة الصالحة وا أسفاه علينا جميعا و على واقعنا المرير الذي نحياه فلقد جلب لنا هؤلاء بما شان من أفعالهم حكما أخرى أصبحت تقارن بحكم – ليس لها أن تقارن بعد – فالصديق في وقت الضيق و ذلك في أوان سالف و الآن أصبحت ( الصديق في وقت لاحق ) – فمع الأسف – باتت ( الصداقة كنز لا يفنى ) مفهوما عاريا تماما عن الحقيقة و الواقع و الأيام – التي ظلمتموها – هي من أثبتت ذلك فعزائي و عزاؤكم يمتد طيلة العمر فليس بعد افتقاد الصاحب الصالح شيء و على كل فلا عزاء لأحد في خسارة صاحب لم يرع المعروف أو يحسب له حسابا و لا حزن على صاحب فرط في سنوات العشرة الطويلة و لا مأسفة على صاحب استجدى مصلحته الشخصية و لا وئام لهم جميعا و لا لأي شخص يمتثل مثلهم .
فليس علينا تجاههم سوى تصرف واحد و هو ( أن ندير وجوهنا عنهم ) – بأمانة شديدة – و وداعا كل من لا يؤتمن شره و لا يرجى خيره و تبقى النصيحة – المثالية في المضمون و التوقيت – هي ( إذا ابتغيت صحبة في دنياك فعليك بالطيبين فهم أصحاب أصالة و جدارة بهذه الصحبة و أصحاب أصل إن وددت أن تستبين السبيل في أمرهم فإن غبت عنهم افتقدوك و إن غفلت لحظة أيقظوك و إن دعوا لأنفسهم شيئا فما نسوك فهم كالنجوم إن ضل شراعك في بحر الحياة أرشدوك و هم كالمنارة إن أضلتك عتمة الأمواج أدلوك و إذا استأنست بهم آنسوك و إن وقعت في محنة أو في ضيق ما تركوك و إن استغثت بهم نجدوك.
و لأجل ابتغائك صحبتهم – في الله – أحبوك و إن قصرت يداك أعطوك و إن تأخرت في سداد دين ما طالبوك و إن لم تكن معهم جليسا فما اغتابوك و في السر نصحوك و في العلن مدحوك و في نصحهم صدقوك و إن أحببتهم فتحت ظل عرش الرحمن يوم الفصل التقيتهم و التقوك فصادقهم أرجوك فكفى بأنهم طيبون و الطيبون سلام عليهم بما حملت أنفسهم من طيب و أينما حلوا طابت صحبتهم ) فلأنهم طيبون طابت صحبتهم و ختاما أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يرزقني و إياكم الصحبة الصالحة و صحبة الأخيار و الطيبين و الصحبة التي مهما كابدت في محياها لا تضل طريق ربها و ربي بكل جميل كفيل فهو حسبي و نعم الوكيل مع التحية …
المزيد من الموضوعات
ندوة أدبية وثقافية بحزب الوفد بطنطا…
اللواء محمد البربري رئيس جهاز الحماية المدنية سابقا و أحد أبرز كوادر حماة الوطن بالغربية في حوار مع وسيط اليوم …
كلمة للتاريخ يوما ما سيجئ الحساب…