وسيط اليوم

جريدة الكترونية عربية

علاءشبل يكتب عن قدراتهم الفائقة وقدراتنا المحدودة

علاءشبل يكتب عن قدراتهم الفائقة وقدراتنا المحدودة…

 

كتب: علاء شبل

وسيط اليوم 

27/2/2022

 

نحاول أحيانا أن نلبس أنفسنا…

 

ثياب العطف والإحسان والشفقة على من نظن انهم أقل حالا منا ممن ابتلاهم الله بفقد نعمة من النعم ولأننا فائقون في إطلاق الصفات والمسميات فإننا أطلقنا عليهم ذوي الاحتياجات الخاصة ولكن عندما نمعن النظر ونقف مع أنفسنا وقفة صدق ندرك على الفور أننا لابد أن نلتمس الأعذار لأنفسنا لأننا لم نستطع أن نواكب هؤلاء لأن المستعرض للتاريخ بأمانة يجد أن غالبية الابتكارات والبطولات والطفرات التي نعيش في ظلها من صنع هؤلاء الفائقين من ذوي القدرات الهائلة الخاصة وتعالوا نطل معا ونستعرض جانبا من هؤلاء العظماء الأفذاذ فقد كان إبان بن عثمان بن عفان رضي الله عنه مصابا بالصمم والبرص ثم أصيب بمرض الفالج( الشلل النصفي) وكان ابان فقيها تابعيا عالما بالحديث والفقه جعله عبد الملك بن مروان واليا على المدينة عام ٧٦هجرية وكان يقضي بين الناس وتوفي رضي الله عنه في عام ٨٥هجريةوتحدث ما شئت عن محمد بن عيسى الترمذي المعروف بالأمام الترمذي صاحب السنن العظيم صحيح الترمذي هذا أحد الكتب الستة المشهورة في الحديث وكان رضي الله عنه كفيفاولكنه برع في علم الحديث وصنف سنن الترمذي ومعه كتاب الشمائل المحمديةوكتاب العلل المفردة والزهد وتوفي رضي الله عنه عام ٢٧٩هجرية وان ننسى فلن ننسى الصحابي الجليل ربعي بن عامر وكان شديد العرج ولكنه كان طلق اللسان ومفاوضا عظيما وكان سفيرا أرسله سعد بن أبي وقاص إلى قائد الفرس رستم وكتب التاريخ أن معاقا اعرجا تحدى أكبر قادةجيوش العالم في قصره المنيف اما ابو الأسود الدؤلي فإن قليلا من يعرف انه كان به عرج ولكنه كان قاضيا على البصرة كلها ثم تم تعيينه أميرا عليها وكان شجاعا فصيحا وأطلق عليه لقب ملك النحو وهو أول من وضع قواعده بل وأول من شكل آيات القرآن الكريم وأول من وضع النقاط على الحروف العربية وننتقل الى عطاء بن رباح إمام اهل مكة وعالمها بل ومفتيها وكان رضي الله عنه مصابا بالشلل والعرج وكان الخليفة الاموى عبد الملك بن مروان يقول لا يفتي الناس في موسم الحج إلا عطاء بن رباح ولن نذهب بعيدا بحضراتكم عندما نذكر أن الإمام الزمخشري الذي يعد من أشهر مفسري القرآن الكريم والعالمالفذ في اللغة وهو واضع أسس البلاغة كان مصابا بالعرج وكان العلماء يقولون لولا الأعرج لرفع القرآن بكرا وكثير منا يعرف الفاتح العظيم موسى بن نصير ابن قبيلة بكر بن وائل الذي كان من كبار الفاتحين المسلمين وقاوم الروم وفتح الاندلس وافريقيا ومدنا كثيرة في اوروبا ولكن ما لا يعلمه الكثيرون ان الفتاح العظيم كان اعرجا

 

 ومعنا الأحنف بن قيس الذي دعا له النبي صلى النبي عليه وسلم فقال اللهم اغفر للأحنف وضرب به المثل في الحلم فكان يقال : أحلم من قيس وكان في رجليه اعوجاجا وكان ملتصق الفخذين فشق بينهما كما كان اعرجا قصير القامة وقيل عنه : أنه إذا غضب غضب له مئة ألف سيف لا يسألونه فيما غضب لانه كان سيدا شريفا ذا مروءة وحركة وحزم ومن يستطيع أن ينسى رهين المحبسين ابو العلاء المعري الشاعر العباسي الذي أصيب بالعمى وهو ابن الرابعة من عمره وكان فيلسوفا ومفكرا وشاعرا وله كتاب اللزوميات في الفلسفة ورسالة الغفران وسقط الزند وقريبا منه الشاعر العباسي ايضا بشار بن برد الذي كان كفيفا منذ ولادته وأصيب بالجدري ولكنه كان صاحب مدرسة شعرية خاصة وكان امام القراء في زمانه

 

 ولن نذهب بعيدا فهذا عبد الله بن ام مكتوم الذي عوتب النبي فيه على بعض الأقوال وكان أعمى واستخلفه رسول الله على المدينة مرتين يصلي بالناس فيها وأنابه عليه السلام على المدينة أربع عشرة مرة في غزواته وفي حجة الوداع

 

 وكان عبد الله بن عباس/:

ترجمان القرآن وحبر هذه الأمة وأحد المكثرين في الرواية عن سيد المرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام كان كفيفا وكان عمرو بن الجموح الذي وصفه رسول الله بقوله هذا سيدكم الأبيض الجعد عمرو وكأني أنظر إليك يا عمروتمشي برجلك العرجاء هذه صحيحة في الجنة

 

 وهذا هوالاديب المصري الرائع مصطفى صادق الرافعي الذي أصيب بالصمم وهو في الثلاثين من عمره ولكنه أصبح أشهر وأعظم الأدباء والمفكرين المنافحين عن الاسلام ومن اصحاب الرؤى العظيمة وله عدة مؤلفات تصل للعالمية منها المعارك تحت راية القرآن والمساكين وكتاب وحي القلم والسحاب الاحمر كما أن له ديوانا باسمه وهو ديوان الرافعي وديوان النظرات

 

 ثم نلتقط الأنفاس برهة لنتذكر عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين الذي أسس جامعة عين شمس وصاحب الجولات والصولات الفكرية الرائعة والذي اتفق معه كثيرون كما اختلف معه مثلهم وهو وزير معارف مصر الذي أطلقها صرخة مدوية عندما قال إن التعليم كالماء والهواء

 

 

وحتى لا نتهم بالعنصرية والتميز لأبناء جلدتنا وأمتنا العربية والإسلامية فاننا سنبحر لنقص أمثلة أخرى لذوي القدرات الفائقة الذين اذهلوا العالم والتاريخ ولهم بصمات خالدة على البشرية كلها فقد رسم لويس برايل طريق العلم لمن فقد حاسة البصر واخترع طريقة برايل وصندوق برايل ولوح برايل وكان اديسون مخترع المصباخ الكهربي متأخرا دراسيا ولكنه اخترع مصباحا ليضيئ العالم كله ووصل لمعادلة عظيمة ليصبح من أهم المخترعين كما أن اينشتاين الحاصل على جائزة نوبل في الفيزياء كان متأخرا دراسيا ولم يحصل على الشهادة الاعدادية وهو صاحب نظرية النسبية

 

 ومن يستطيع أن يتجاهل هيلين كيلر الأمريكية تلك المرأة الصماء والعمياء والبكماءالتى تعلمت الإنجليزية والفرنسية والألمانية اللاتينية ودخلت الجامعة وتخرجت منها لتتفرغ بعدها للكتابة والتأليف ولها العديد من الكتب والقصص والمقالات وأشهر هذه الكتب قصة حياتى ومن منا يعرف أن الرحالة الشهير ما جلان البرتغالي الأصل مكتشف كروية الأرض وهو من سمى المحيط الهادي بهذا الاسم كان اعرجا

 

 والرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت وهو الرئيس الثاني والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية كان وكيلا لوزارة البحرية الأمريكية وأصيب بالشلل عام ١٩٢١ثم انتخب عام ١٩٣٢رئيسا لأمريكا كما لا يستطيع أحد أن يتغافل الموسيقار العالمي بيتهوفن الاصم وصامل اشهر السونفونيات وكذلك هوميروس صاحب الالياذة الشهيرة التي تعد من أعظم الملاحم البطولية وقد كان كفيفا

 

 وبعد ألم يئن الأوان أن نقدم اعتذارا مشفوعا بالأسف والأسى ممن سولت له نفسه أن يطلق على هؤلاء ذوي الاحتياجات الخاصة مع أننا جميعا لنا عندهم احتياجات وحاجات عامة ويعجز كثير منا أن يحقق معشار ماحققوه او وصلوا إليه حقيقة انا مع أسفي اعتذاري اشعر بالخجل..

Follow by Email
Instagram
Telegram
WhatsApp
× اتصل الآن