مسؤولياتنا الاجتماعية وأهميتها في ترسيخ قّيم المواطنة وتعزيزها في نفوس أبنائنا…
بقلم/ لواء مهندس السيد نوار
وسيط اليوم
28/2/2022
الوعي بمحبة الوطن و قيمة الوطن
إن محبة الوطن و الشعور بقيمة الانتماء له أمر فطري داخل كل فرد يعمل على رفع شأن الوطن. و الواقع في عالمنا اليوم أن جميع الدول تضم أجناساً بشرية مختلفة، ومكونات أيدلوجية وقومية وعرقية متنوعة، إلا أن الجامع بين هؤلاء هو نظام الوطن والمواطنة الذي لا يخل بديانات الناس ولا بالتفرقة بينهما.
لذلك فإن للمواطنة أهمية تعمل على اكتساب المناعة لكل مواطن من خلال التنشئة والتربية التي ترتكز على القيّم والمبادئ السامية، ومن خلال الدور الهام الذي تقوم به الأسرة والمؤسسات التربوية في مصر في تنمية هذه القيّم والمبادئ وتعزيزها في نفوس أبنائنا، وكذلك من خلال التعليم الذي يعد من أهم الوسائل التي تساعد على تكوينها وتنميتها، كونها الأساس الذي يساعد أبنائنا على معرفة حقوقهم وواجباتهم، وتحديد العلاقات التي تربطهم ببعضهم البعض وبمحيطهم الخارجي، مما يجعل المواطنة من المفاهيم التي توليها الدولة إهتماما كبيرا
فكم مرت علينا مؤخراً من تغيرات سلبية اجتماعية واقتصادية بل وسياسية أدت إلى حدوث صراعات ونزاعات بين أبناء الوطن بداخلها مما أدى إلى ما مر به الوطن من أحداث مدمرة في الخامس و العشرين من يناير ٢٠١١ نتيجة لتفربغ الفكر و الوعي الجمعي للشعب العدي تعمل على التغيير المجتمعي بين أفراد الوطن.
الحمد لله نرى الآن كبف تعمل المؤسسات التعليمية المختلفة بإرادة حقيقية تحت قيادة سياسية واعية، على تطوير التعليم من خلال المنهاج
التعليمية والتربوية لمواكبة التطورات المتسارعة في العالم الآن في كل المجالات و العمل ترسيخ وغرس قيم المواطنة في نفوس المواطنين، من خلال متانة العلاقة بين المسؤولية الاجتماعية والمواطنة، ومساهمتهما في تحقيق التطلعات المختلفة للمواطنين. و بغض النظر عن الرفاهية الاقتصادية والاجتماعية هناك تحقبف الحرية، المساواة، العدل، الأمن، الناتجة عن روح المواطنة المرتبطة بالوطن وحبه والدفاع عنه، وبغض النظر عن الظروف والمشاكل والتهميش التي يعيشها المواطن داخل وطنه، إلا أن كل ذلك لا يؤثر في حبهم لوطنهم، والافتخار بالانتماء إليه دون سواه.
إن المواطنة هي أهم أداة لبناء مواطن قادر على العيش بسلام وتسامح مع غيره، على أساس المساواة وتكافؤ الفرص والعمل، والمساهمة في بناء وتنمية الوطن والحفاظ على العيش المشترك فيه، لذا نجد أن عملية التربية والتنشئة الاجتماعية تشكل أساس تكوين المواطنة كنمط سلوكي متميز وتسهم في تنمية الشعور والانتماء والمشاركة الإيجابية من خلال المناهج التعليمية والتربوية التي تعتبر أداة فاعلة في إرساء دعائم المواطنة، وما لها من تأثيراً مباشراً في تحقيق ما تهدف إليه التربية الوطنية وتنمية المواطنة، حيث إن تركيبة ونوعية الحياة داخل المؤسسات التربوية تؤثر في أبنائنا وفي تنشئتهم وتربيتهم على قيم المواطنة.
وأن أبرز قيم المواطنة التي تسعى المؤسسات التربوية إلى ترسيخها لدى أبنائنا والتي تتمحور في الولاء والانتماء للوطن، وحب الوطن والحرص على أمنه واستقراره، وقيامها في تدعيم تلك القيّم في فلسفاتها التربوية وتفعيلها نظرياً وتطبيقياً داخل مؤسساتها، وأن يكون لها دور في تفعيل نظام المساءلة والرقابة للقضاء على الفساد داخل تلك المؤسسات، وتطبيق الأنظمة والقوانيين والقضاء على الوساطة والمحسوبية.
إن المسئوليه الاجتماعية دوراً بالغ الأهمية في ترسيخ قيّم المواطنة وتعزيزها في نفوس أبنائنا، لذا يتوجب العمل على وضع أسس لبناء ذلك لكي نتمكن من تحقيق التنمية الثقافية الوطنية التي يمكنها أن تتصدى للهجمات الثقافية وتبني الشخصية الوطنية القادرة على فهم ما يدور حولها، وإدراكها المخاطر ومواجهتها، وكذلك يجب التعرف على أهم التهديدات التي تعترض قيّم المواطنة، وعلى أثرها لتنمية المفاهيم الايجابية لدى أبنائنا ولمواكبة الاتجاهات العالمية في هذا المجال، كما يتوجب العمل على القاء الضوء على تراث الوطن ومقدراته متمثلا في القيمة والواجب، وعلى العوامل السلبية والايجابية التي تؤثر في القيم والمبادئ، وكذلك على أهم المعايير الحقيقية لفهم المواطنة وإدراكها، والعمل على مراجعة البرامج والسياسات في التربية الوطنية لمواجهة سيل من التأثيرات المؤثرة على ذلك.
ولكي ننطلق إلى نجاح منظومة تنشئتنا الاجتماعية في إكساب الأفراد قدر كبير من الوعي بقيم المواطنة، ومحاولة الوقوف على معاني ودلالات تلك القيم ضمن شروط البيئة الاجتماعية، وفهم علاقتها بتنمية وتعزيز مسؤولية الأفراد تجاه ذواتهم وبيئتهم ومجتمعهم ووطنهم ككل، والسعي إلى بناء الأسس التي ترتكز عليها قيم المواطنة في علاقتها بتنمية وتعزيز المسؤولية الاجتماعية لدى الأفراد في مصر المحروسة
حفظ الله مصر واحة للأمن والأمان، والتقدم والازدهار في ظل التكاتف يدا بيد بين قيادة سياسية رشيدة و شعب واع.
الوعي.. ثم الوعي
المزيد من الموضوعات
ندوة أدبية وثقافية بحزب الوفد بطنطا…
اللواء محمد البربري رئيس جهاز الحماية المدنية سابقا و أحد أبرز كوادر حماة الوطن بالغربية في حوار مع وسيط اليوم …
كلمة للتاريخ يوما ما سيجئ الحساب…