وسيط اليوم

جريدة الكترونية عربية

( الحياة )…

( الحياة )…

 

بقلم / محمد صقر 

وسيط اليوم 

11/5/2022

 

الحياة سيدي القارئ و ما أدراك ما الحياة !؟ إن كنتم لا تعرفونها فلقد جئنا نوضح لها تبيانا من زاوية تنفرج تجاهنا جميعا .

و الحياة ما هي إلا بحر عميق لا نستطيع أن نسبح فيه بسهولة و إن كنا ماهرين في السباحة و الحياة ما هي إلا جبل شامخ قمته تمثل سفحا أو قاعا لأعلى قمة في العالم لا نستطيع تسلقه أو صعوده ببساطة و إن كنا فائقين في التسلق . 

 

و الحياة ما هي إلا صحراء واسعة تمتلئ بمعالم و بطرق و بخبرات و بقرارات و بتجارب تحتاج إلى دارس مجرب حكيم ؛ لكي يجيد التعامل مع ما يقابل من منزلقات أو عقبات .

 

و الحياة ما هي إلا شغف و رغبة في الوصول و لكن يصعب على الكثير أن يحدد الهدف أو يحدد إلام يريد أن يصل أو حتى في أي شيء يرغب . 

 

و الحياة ما هي إلا معادلة رياضية من عدة أطراف ينبغي على من يريد حلها أن يضع الأرقام و القوانين بمنتهى الدقة و بأتم الحرص . 

 

و الحياة ما هي إلا بعض البشر الذين لا بد أن نحتاط معهم في الاحتكاك و التعامل كي لا نصدم أو ننهار و الحياة ما هي إلا خزانة كبيرة تكتظ بما فيها من أموال تحتاج إلى حارس أمين ؛ كي لا تضيع تلك الأموال .

 

و الحياة ما هي إلا متاعب شتى تقسم ظهورنا كالجمال حينما تنوء بأحمالها تحتاج إلى شخص درس الصبر في مدرسة أيوب يتصف بالجلد و أيما جلد ! و يجيد التحمل رغم أي عناء .

 

و الحياة ما هي إلا عدد من الخطى يستوجب علينا جميعا أن نفكر ألف مرة و مرة قبل أن نحرك أقدامنا أو نتجه صوب نحو ما و الحياة ما هي إلا أعمال و مهام شاقة تتطلب عاملين ماهرين يؤدون المطلوب على أكمل وجه . 

 

و الحياة ما هي إلا مآس و مصاعب لا ينجو الحي منا منها و لا يسلم من أذاها و أعبائها و الحياة ما هي إلا الكلمة التي إذا أردنا استبدالها بكلمة صعبة و الحياة ما هي إلا البعض من الناس الذين لا يؤتمن لهم شر و لا يرجى لهم خير ؛ لذا كان لزاما علينا أن نحترس في تعاملنا معهم و الحياة ما هي إلا كأس من علقم الكل شاربه و ما من أحد منا يستطيع النجاة من مرارته .

 

و الحياة يا صديقي ؛ كي لا أطيل عليك و لا على نفسي دائرة تبدأ منذ رؤيتنا للنور أو استنشاقنا لأنفاسنا أو استدراكنا أننا أحياء و لكن ليس لها نقطة نهاية و منعطف واسع قد تراه ضيقا أو و ربما تراه صغيرا و في الحقيقة أنه ما لسعته من حدود فاحذر أن تضل الطريق و أنت بداخل هذه الدائرة أو و أنت في طريقك إلى هذا المنعطف و إلا فعليك – راحة لك و لي و لنا جميعا – أن تحسب لكل خطوة تخطوها بقدميك ألف حساب و حساب فالخطأ وارد من الأحياء و الحياة قاسية جدا حينما تحاسبنا على أخطائنا و أشد قسوة حينما تطبق العقاب .

 

و بالمختصر المفيد الحياة يا صديقي لا تعطي دروسا بالمجان و لا تدع حرفا تعلمه لنا إلا و نحن قد دفعنا ضريبته و أما عني فأنا لم أكتب هذا إلا حرصا مني على نفسي و عليكم من قسوة الحياة و آلامها و ما على الرسول إلا البلاغ

Follow by Email
Instagram
Telegram
WhatsApp