وسيط اليوم

جريدة الكترونية عربية

( خدعوك فقالوا ) 

( خدعوك فقالوا ) 

كتب / محمد صقر 

وسيط اليوم 

7/8/2022

إخواني و أخواتي شباب و شابات الثانوية العامة و الجامعات مستقبلا و عما قريب بمشيئة الرحمن أتوجه إليكم بكلمات من القلب و من أخ إلى إخوته و أخواته آملا أن تخفف عنكم ثقل ما تحملون و أن تضع عنكم و لو جزء ضئيلا من جبال الانتظار فقد كنت يوما من الأيام أحد ركاب هذا القطار و ألا و هو قطار الثانوية العامة و الذي كان يسير ببطء شديد و سرعان ما وجدته بعد ذلك منذ أن أنهيت العام الدراسي قد سار بسرعة البرق و لو أنني ألتمس لكم ألف عذر و عذر و لكنني أثق و أيما ثقة أنكم ستتأكدون مما خط القلم في القريب العاجل و بعد أن يكمل كل منكم مسيرته التعليمية القادمة – قوام الغد و عماد المستقبل بأكمله – و ايم الله إن الثانوية العامة هي فقط مجرد بداية و ليست كما ملأوا أسماعنا أنها تحديد مصير أو نهاية المطاف بل و حسب هي مجرد سنة مهمة فاصلة يجب ألا يطول بنا الوقوف في محطتها كثيرا فلا يتوقف عليها مستقبل و لا ينقطع بعدم نيل المراد منها رزق فأرجوكم لا تتشبسوا بوهم مصطنع و لا تكونوا ضيقي الأفق فإليكم المزيد و المزيد من نماذج النجاح و القدوة الحسنة و المأسى لم يكونوا خريجي كليات الطب أو الصيدلة أو الهندسة بكامل فروعها أو الإعلام أو العلوم السياسية و الاقتصاد و منهم من لم يحصل على أية مؤهلات بل رضخ كل نموذج لما حمل له القدر و ارتضى بما شاء الله و أكمل مسيرته و حياته بتمام الجدية و بمزيد من العمل الدؤوب و الاجتهاد حتى قدر الله له أن يكون نموذجا للنجاح كما أن الثانوية العامة لا تستحق أبدا أن نبكيها عمرا أو أن نندب الحظ بفعلها دهرا و لا تستحق بالمرة أي لحظة ضعف أو انكسار أو انتحار أو تبديد مستقبل أو قتل فرحة فالأيام ستتوالى و لا بد و أن يبتسم لكم الزمان حتى و إن كشر عن أنيابه في إحدى سنوات العمر الطائل لأن الثانوية العامة ما هي إلا شيء من اثنين إما تحقيق هدف مرغوب أو درس مفيد فهنيئا لمن حقق الهدف و عليه ألا يتراخى و ألا يتهاون و ألا يتوان و ألا يكتفي بأنه قد أبلى بلاء حسنا في الثانوية العامة فكما قال الشاعر و ما يجدي افتخارك بالأوالي إن لم تفتخر فخرا جديدا و هنيئا أيضا لمن كان نصيبه منها درسا مفاده بإذن الرحمن و بمشيئة المولى – عز و جل – أن القادم أفضل و أجمل فرب عثرة أحزنتك ذات ليلة من الليالي تكون هي السبب في انطلاقة العمر و تحقيق الأمل المنشود و رب صفعة آلامتك جعلتك نابها يقظا لأيامك و لحياتك فلعل ما تخشاه ليس بكائن و لعل ما ترجوه سوف يكون فأن يتسنى لك مرادك هو شيء محمود و هو خير و أبقى و أن تخفق – لا قدر الله – فالعاقبة في الأيام القادمة و ستتمكن من أن تعوض الفاقد في نطاق آخر و إلينا اليوم نموذج بات حلما و قدوة لكثير من أطفال و شباب هذا الجيل و ألا و هو اللاعب المصري ذو الأخلاق و السرور محمد صلاح و الذي باتت شوارع أوروبا تتغنى بإنجازاته في المستطيل الأخضر الإنجليزي و الذي لم يكتف بما قدمه من نجاحات في كرة القدم بل أصبح ينافس العالم بأسره في الخلق الحميد و الإنسانية و فعل الخيرات و النبل و التدين و الالتزام فوق كرة القدم و بات أيضا مثالا يحتذى به و قدوة يتخذها كل من يود النجاح أو يطمح في الوصول نحو القمة و علما على الرياضة المصرية و العربية و الإفريقية و العالمية و هذا الرجل لم يكن من طلاب الثانوية العامة و لم يحمل مؤهلا جامعيا و الشاهد من هنا أن كل ما يبتدع من أقاويل حول الثانوية العامة مع كامل تقديري لأهمية هذه السنة في حياة الطلاب و الطالبات إنما هو وهم زائف توهمته الأجيال جيلا بعد جيل أسأل الله العلي القدير أن نتخلص منه عما قريب رحمة و رأفة ثم أنه لو كانت هذه السنة هي من تحكم المصير أو تنهي المطاف أو تتوقف عليها الحياة لما جعلت أغلب الدول الأوروبية الدراسة الجامعية على وجه التحديد برغبة الدارس أو الدارسة و على كل فالأولى أن نقول دائما و أبدا سواء أ نلنا ما أردنا أم لم ننل وداعا أيها الحلم القديم و مرحبا بما يختار الله لنا و كلنا ثقة أن الخير و الخيرة فيما اختاره الله و فيما كتبت الأقدار و أقسم لكم مرة أخرى أن الطب و الهندسة و الإعلام لم يصنعوا أحدا و لكنما يصنع المرء نفسه و لا قدر الله إذا خسرتم النتيجة فلا تخسروا أنفسكم بل استقبلوا أقدار الله بصدر رحب و نفس راضية و وجدان مطمئن و ضمير مرتاح و أعصاب هادئة فخدعوك فقالوا أن الثانوية العامة هي كل شيء على الرغم أن محمد صلاح قد أنهى هذا كله بما رأينا و بما نرى و بما سنرى من إنجازات لهذا الرجل السامق المفضال و الذي أطل على العالم أجمع بإشراقة جديدة تحمل في طياتها تعريفا آخر عن للنجاح و الفلاح و الرشاد و لكنه قد يكون طويلا إلى حد ما و اختصاره المفيد في تلك العبارة و التي تقول : – ” سر الصلاح صلاح السر . ” و إنما الصلاح حياة و عليه فإن سر الحياة أيضا و ليس فقط سر الصلاح أو النجاح صلاح السر و نظرا لذلك فارشدوا فإن معاجم المجد لم تكن لتحوي فقط كلمة الثانوية العامة أو كلمة كلية الطب أو كلمة كلية الهندسة أو كلمة كلية الإعلام و لكنها تنوء بالكثير و الكثير من الكلمات الطيبة الأخرى و التي ستضعكم أيضا إن قرأتموها جيدا على طرق المجد و حبذا أن تقرأوها بمنتهى الأمانة و المصداقية فلكل دلالته و ارشدوا فإنها لا تستحق و في الختام نأسف للسادة القراء على الإطالة و لكن تلك هي الظروف و ما استدعت و ما استحكمت و أخيرا و ليس آخرا أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يصلحني و إياكم سرا و علانية و أن يقر عيني و أعينكم بما نتمنى جميعا و أن يجعل لي و لكم من جبر الخواطر نصيبا مفروضا و دمتم موفقين بأمر الله مع التحية …

Follow by Email
Instagram
Telegram
WhatsApp