( الشهرة حصان جامح )
بقلم / محمد صقر
وسيط اليوم
6/12/2022
كلنا نعلم أن الشهرة خير من المال و لكنما القليل منا فقط هو من يعلم أن الشهرة سلاح ذو حدين و يرجع السبب في ذلك العلم أنه فضلا عن كون بعض المشاهير يستغلون شهرتهم استغلالا سيئا – و إن كان قليلهم فليس هذا هو المقصد – و إنما كل ما أعنيه هو أننا ما زلنا نتمسك أيما تمسك بثقافات ليست بصحيحة – و لا أستحي أبدا أن أقول مغلوطة – و يكمن ذلك في الجواب عن هذا السؤال و ألا و هو : – ” ماذا نأخذ عن المشاهير … !؟ ” .
حقيقة لقد بات الوعي العام الذي تشكل لدى غالبية الناس في أزمة فأصبح الكثير منا ينظر إلى الشخصيات المشهورة فقط ليحاكيها في ماذا ارتدت من ملابس قيمة ( التي تواكب الموضة ) و فيما حملت من هواتف جوالة و في ما تعطرت به من العطور الفواحة و فيما اقتنت من سيارات حديثة ( آخر موديل ) و في قصات الشعر و لا أحد منا قد أعطى نفسه الفرصة ذات مرة ليفكر في أخلاقهم أو كيف يتعاملون مع من حولهم من محيط العامة و البسطاء و المهمشين أو ما هي اهتمامات هؤلاء المشاهير أو حتى كيف يفكرون و أيضا كيف يديرون مختلف شئونهم و ما يتولون أمره سواء أ كان على وجه العموم أو على وجه الخصوص أيضا .
أحبائي – جمهور متابعي الوسيط اليوم – أجيبكم أنا – و أعوذ بالله من لفظة أنا – عن أية تساؤلات تكاد تثير الشكوك أو ربما تدور في أذهان البعض أو ربما تشغل بال الكثيرين بكل صدق إنه لم يعد هناك من سبيل بعد ليفكر أحد ليعطينكم جوابا أو حتى مجرد أن تعيد الأقلية النظر في مثل هذه النقاط لأنه و كما أوضحت لكم سالفا قد أصبحنا – للأسف الشديد – في أزمة وعي و لا بد و أن نجد لها حلا ملائما كي يتغير منظور الجميع تجاه هذه القضية تباعا لذلك فيما بعد و إلا سنقع و سنسقط – آسفا – فيما لا يحمد عقباه – و لو طال الثبات أو الوقوف – فلقد كان الصواب أن نسأل أنفسنا سؤالا واحدا – من ذي قبل و في بادئ الأمر – و ألا و هو : – ” متى ننتقل من أزمة الوعي إلى وعي الأزمة … !؟ ” .
و هنا سأصمت قليلا مفكرا بذهن عميق و محدقا البصر كي أتحصل على الجواب الأنسب لسؤال كهذا السؤال – حيث يحظى باقتناع الأغلبية – و ايم الله إن إجابتي قد لا تختلف كثيرا عن الإجابة التي أعطاها إيانا الواقع و التي نراها رأي العين و بكل وضوح و مضمونها أن الشهرة حصان جامح فعلى قدر ما هو قوي و متين و رصين و يمكن لأي فارس أن يعول عليه و يجتاز أية سباقات إلا أنه في مسيس الحاجة إلى من يعي جيدا كيف يروضه و كيف يوجهه و كيف يتحكم فيه كي لا يؤذي أحدا و على الدوام فارسه فإن انطلاقته – كما ذكرنا – سلاح ذو حدين و من شأنه ينبغي أن يحكم الفارس قبضته كل الإحكام حتى يتسنى له أن يروض جواده على أكمل وجه .
و هنا يبقى المقصد من كتابنا المتواضع أنه على كل من سنحت له الفرصة و تسلح بهذا السلاح قبل أن يفرح بما أوتى من فضل الله و نعمته أن يظل حريصا على هذه النعمة كي لا تتبدد أو تضيع فإن انعدام شكر النعمة أو الغفلة عنها أو سوء الحرص عليها يجعل منها نقمة تنقلب على صاحبها بدلا من أن تخدمه و عليه فإنه يجدر به أيضا أن يحسن استغلال و استخدام سلاحه فكم من مشهور في الأرض لا زال مغمورا في السماء و كم هو مستحب و مميز ألا تجعلك شهرتك في حاجة إلى بطاقة تعريف و كم هو مخز و مخيف أن تكون سببا في هلاكك أو تهوي بك في الهاوية بغير رأفة و دون سابق إنذار فارعوا عهد شهرتكم و تعلموا ذلك إن كنتم حديثي عهد بها .
و إلى هنا كانت نهاية حروفنا و قبل أن أسدل الستار على حلقة النقاش فالله تبارك و تعالى أسأل أن أكون قد وفقت فيما صغته إليكم و أن يكون ما كتبت قد راق لأعينكم جميعا و إن لم يكن أو كان ثمة خطأ فسامحوني فكل ابن آدم خطاء و خير الخطائين التوابون و من ذا الذي ما ساء قط و من له الحسنى فقط على أمل أن ألتقيكم في سطور أخرى و على حال أفضل .
المزيد من الموضوعات
كلمة للتاريخ يوما ما سيجئ الحساب…
بالبنط العريض…
بريهان العبودى تكتب.. الغدر ونكران المعروف