أنتم سند لبعضكم البعض، أنتم الرواية التى لا تكتمل إلا بوجود الذكر والأنثى، أنتم الحب الذي خلقه الله لكم لإضاءة الكون، لا تستطيعوا إنكار ذلك مهما اختلفنا في الرأى والتعبير.
المرأة ليست لقمة في الأفواه، وليست ضعيفة إلى هذا الحد كما يفهم بعض أشباه الرجال، حتى يظلوا يتحكمون بها كما يشاؤون ويقولون بأنهن ناقصات عقل ودين أدركوا جيداً بإن المرأة لا تنقص ولا تقل عنكم شيئاً.
وهنا قبل أن تتحدثون يجب أن تدركون بإن المرأة لها كيانها المستقل، وإن لها شخصيتها المستقلة، وعلى هذا فعلى جميع الرجال أن يعلموا أنه لاتوجد واحدة من النساء تقبل أن تعيش تحت كنف شبه رجل في عبودية وذل وخنوع وإهانة، وذلك لأنها سئمت من ذلك ، ولم تعد تقبل على نفسها أن تصبح بعد الآن، ريموت كنترول’ كما كانت عليه سابقاً !!
مؤكدة أنه لولا وجود المرأة العاقلة الحكيمة في حياة الرجال، فلما كان هناك رجل واحد عظيم؛ لأن المرأة هي سبب عظمة الرجل وسبب مجده .!! فالمرأة التي تهز سرير وليدها بيسارها؛ لقادرة أيضاً على أن تهز العالم بأسره بيمينها، وهذه حقيقة وليست من وحي خيالي.
ناقصات عقل ودين..
كثيراً من الذكور يتحدثون النساء ناقصات عقل ودين، ولا يدركون المعنى الحقيقي لها.. معنى نقصان عقلها من جهة ضعف حفظها وأن شهادتها تجبر بشهادة امرأة أخرى؛ وذلك لضبط الشهادة بسبب أنها قد تنسى، فتزيد في الشهادة أو تنقصها، كما قال سبحانه: وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى الآية [البقرة:282].
وأما نقصان دينها؛ فلأنها في حال الحيض والنفاس تدع الصلاة وتدع الصوم ولا تقضي الصلاة، فهذا من نقصان الدين، ولكن هذا النقص ليست مؤاخذة عليه، وإنما هو نقص حاصل بشرع الله، هو الذي شرعه، رفقا بها وتيسيراً عليها لأنها إذا صَامت مع وجود الحيض والنفاس يضرها ذلك، فمن رحمة الله شرع لها ترك الصيام وقت الحيض والنفاس والقضاء بعد ذلك.
وأما الصلاة فإنها حال الحيض قد وجد منها ما يمنع الطهارة، فمن رحمة الله جل وعلا أن شرع لها ترك الصلاة، وهكذا في النفاس، ثم شرع لها أنها لا تقضي؛ لأن في القضاء مشقة كبيرة؛ لأن الصلاة تتكرر في اليوم والليلة خمس مرات، والحيض قد تكثر أيامه، فتبلغ سبعة أيام أو ثمانية أيام أو أكثر، والنفاس قد يبلغ أربعين يوما، فكان من رحمة الله لها وإحسانه إليها أن أسقط عنها الصلاة أداء وقضاء، ولا يلزم من هذا أن يكون نقص عقلها في كل شيء، ونقص دينها في كل شيء.
وإنما بين الرسول ﷺ أن نقص عقلها من جهة ما قد يحصل من عدم الضبط للشهادة، ونقص دينها من جهة ما يحصل لها من ترك الصلاة والصوم في حال الحيض والنفاس، ولا يلزم من هذا أن تكون أيضا دون الرجل في كل شيء، وأن الرجل أفضل منها في كل شيء، نعم جنس الرجال أفضل من جنس النساء في الجملة لأسباب كثيرة، كما قال الله سبحانه وتعالى: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ [النساء:34] لكن قد تفوقه في بعض الأحيان في أشياء كثيرة، فكم لله من امرأة فوق كثير من الرجال في عقلها ودينها وضبطها، وإنما ورد عن النبي ﷺ أن جنس النساء دون جنس الرجال في العقل وفي الدين من هاتين الحيثيتين اللتين بينهما النبي ﷺ.
وقد تكثر منها الأعمال الصالحات فتربو على كثير من الرجال في عملها الصالح، وفي تقواها لله عز وجل، وفي منزلتها في الآخرة، وقد تكون لها عناية في بعض الأمور فتضبط ضبطا كثيرا أكثر من ضبط بعض الرجال في كثير من المسائل التي تعنى بها وتجتهد في حفظها وضبطها، فتكون مرجعا في التاريخ الإسلامي وفي أمور كثيرة، وهذا واضح لمن تأمل أحوال النساء في عهد النبي ﷺ وبعد ذلك.
وبهذا يعلم أن هذا النقص لا يمنع من الإعتماد عليها في الرواية، وهكذا في الشهادة إذ انجبرت بامرأة أخرى، ولا يمنع أيضاً تقواها لله وكونها من خيرة عباد الله ومن خيرة إماء الله إذا استقامت في دينها، وإن سقط عنها الصوم في الحيض والنفاس أداء لا قضاء، وإن سقطت عنها الصلاة أداء وقضاء، فإن هذا لا يلزم منه نقصها في كل شيء من جهة تقواها لله، ومن جهة قيامها بأمره، ومن جهة ضبطها لما تعتني به من الأمور، فهو نقص خاص في العقل والدين كما بينه النبي ﷺ، فلا ينبغي للمؤمن أن يرميها بالنقص في كل شيء وضعف الدين في كل شيء، وإنما هو ضعف خاص بدينها، وضعف في عقلها فيما يتعلق بضبط الشهادة ونحو ذلك، فينبغي إيضاحها.
رفقاً بالنساء فهن المؤنسات الغاليات
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “استوصوا بالنساء خيراً”.
وقال أيضا : “إنما النساء شقائق الرجال، ما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم”.
صدق رسول الله
المزيد من الموضوعات
كلمة للتاريخ يوما ما سيجئ الحساب…
بالبنط العريض…
بريهان العبودى تكتب.. الغدر ونكران المعروف