وسيط اليوم

جريدة الكترونية عربية

عمر الشريف يكتب: لا ثقافة من دون كتاب

يُعيد معرض القاهرة الدولي للكتاب كتابة التاريخ العربي المجيد، والمحطات المضيئة لإزدهار الثقافة والفكر والأدب والعلم، فها هو بدورته الرابعة والخمسون يشع إبداعاً وإنتاجاً وتواصلاً، ويجعل القاهرة قبلة للكتاب ومحطة عالمية للثقافة.

ففي هذه الدورة تكبر طموحات القاهرة وتتجلى في المزيد من الانفتاح والتفاعل، وتسليط الضوء على الثقافات الأخرى والتعريف بالثقافة العربية ودورها المؤثر في الفكر العالمي والحضارة الإنسانية، من خلال إسهامات المبدعين العرب ونتاجاتهم في مختلف ميادين الحياة، ومعرض الكتاب هو من أهم الإشراقات التي تبعث على الأمل والنجاح لمواصلة عملية البناء والنهوض، وتكشف عن اتجاهات ومسارات إبداعية جديدة في الوعي، وفهم الواقع لدى الأجيال الحالية التي يُراد لها أن تكون حاضرة وفاعلة ومنتجة.

وحلَّت المملكة الأردنية الهاشمية ضيف شرف هذا العام، وشخصيتا المعرض: المبدع الراحل صلاح جاهين، وكاتب الأطفال كامل كيلاني بوصفه رائداً من رواد أدب الطفل ليس في مصر فقط وإنما في العالم العربي بأكمله.

وإن أهم ما يميز معرض القاهرة الدولي للكتاب إلى جانب ضخامته وتنظيمه وفعالياته، هو ذلك الدفء الذي ينبعث من ثنايا الكتب وحماس الزوار، وأيضاً ذلك الشغف الكبير الذي يدفع بالكتاب من كل أنحاء العالم، للمشاركة في فعاليات المعرض وتوقيع كتبهم ولقاء قرائهم، والمساهمة في إثراء الحراك الثقافي، فضلاً عن تبادل الأفكار والنقاشات والتطلعات، إنه مساحة مشرقة مترامية الحب والفرح، فيها تبتهج الندوات واللقاءات وتتناثر کنسائم الربيع، وفيها تحلق الكتب كأسراب طيور متمايلة في الفضاء، وكذلك فيها تتجسد عطاءات الإنسان المثقف وإبداعاته، ففي هذا المعرض وما يقدم في كل دورة من مفاجأت ومبادرات وتطورات، ينبثق المستقبل ويتجدد الحلم في أبهى صوره، فلا ثقافة من دون كتاب، ولا كتاب من دون تشجيع ودعم ونشر ومعارض.

Follow by Email
Instagram
Telegram
WhatsApp