المنحة الإلهية…
بقلم مدير التحرير/ لميس الحو
وسيط اليوم
17/2/2023
المشاعر والعاطفة هما المنحة الإلهية ،
التى منحها آلله للإنسان دون غيره عن سائر المخلوقات ، وجعل القلب محل العاطفة ينبض بها ويلين لها ، والحب هو العاطفة التى أضاء الله بها قلوبنا بنوره ، فكانت الفطرة الاولى هى محبة الله سبحانه وتعالى مؤلف القلوب بالود والحب ، هو الذى يروى عطش القلوب الظمأى للحب بحبه والإيمان به الذى وقر فى القلب ، أي أن القلب هو ايضا” محل الإيمان بالله لأننا نؤمن به ونحبه دون أن نراه ، خلق الله الإنسان على فطرة المحبة والسلام ، فالأنسان هو الكائن الوحيد الذى يستطيع أن يحب حبا” فطريا” عذريا” بعيدا” عن الغرائز والشهوات التى يتصف بها غيره من الكائنات، ا
الحب عهد ووعد بالأخلاص والوفاء والأمان والاهتمام والتقدير والاحترام، الحب رحمة وعطف وارتواء ، فالقلوب كالورود تحتاج دائما ” للسقيا كى تزدهر وتحيا وتظل تعطى حبا” بلا حدود، فبالحب نحيا وبدونه نموت.
الحب الذى أعنيه هنا ليس فقط ميلا” او احساسا” نحو النصف الآخر ، إنما ما أقصده الحب بمجمله كأسلوب حياة ، فالحب ان يكون قلبك عامرا” بالإيمان وعقلك ناضجا” بسمو الفكر والأخلاق واحترام الآخرين ومحبتهم.
ان الله لم يخلق على وجه الأرض رابطه أقوى من الحب فى وصل الناس ببعضهم البعض ، فهو سر السعاده والعبادة على الأرض ، حتى أن آلله أعتبره من الجزاءات التى اعطاها لعباده فى قوله تعالى”والله يحب الصابرين” وقوله تعالى ” والله يحب المحسنين” من احببه الله احبب فيه من احبهم ، وأبعد عنه حب الزيف والمصلحة، ومفتاح الحب هى الكلمة الطيبة والمعاملة الحسنة بين البشر.
ويقول رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه ، إذا احب آلله العبد نادى جبريل، ان الله يحب فلانا” فأحببه فيحبه جبريل وينادى فى اهل السماء، إن الله يحب فلانا” فأحبوه ، فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض. مما يؤكد لنا ان الحب شريعة السماء والأرض ، أضاء الله الكون كله بنور محبته.
أعلم جيدا” ان كلماتى هذه بعيدة كل البعد عن زمننا هذا الذى نعيشه، زمن تحجرت فيه القلوب وقست على أقرب من لها، واصبحت تلهث وراء حب المادة والحاجه والمصلحة فقط لا غير .
لكنى ومع ذلك سأظل انادى به وأدعو له وأراه فى كل شىء جميل ، فى عيون طفل برىء ، فى وردة تلامس خديها قطرات الندى ، فى خيوط الشمس الذهبية عندما تشرق لتؤذن بيوم جديد ، فى نور القمر الذى يبدد ظلام الليل ليعلمنا انه دائما” فى وسط كل عتمة نور ، فى امواج البحر تداعب نسمات الهواء.
أيها الناس ان أردتم حياة افسحوا فى قلوبكم مجرى لنهر من الحب لتحيوا سعداء فى الدنيا وتهنئوا بالحياة الأبدية فى الاخره عند لقاء الحبيب جامع القلوب على محبته ، رب الكون مالك الملك والملكوت.
المزيد من الموضوعات
كلمة للتاريخ يوما ما سيجئ الحساب…
بالبنط العريض…
بريهان العبودى تكتب.. الغدر ونكران المعروف