في العاشر من يونيو 1917 وفي منطقة الدرب الأحمر بالقاهرة ولد ونشأ، التحق بالكلية الحربية في نوفمبر 1935 وتم ترقيته إلى درجة الجاويش وهو في السنة الثالثة وبعد تخرجه من الحربية تم تعيينه في سلاح الصواري وأصبح قائدا لفرقة من فرق الفروسية، بدأ منذ منتصف الأربعينات في التركيز على الأدب وليؤكد وجوده كقاص فقد نشر عدد من المجموعات القصصية وأعقبها بكتابة عدد من الروايات، كان في تلك الأثناء يجمع ما بين عالم الأدب والحياة العسكرية حيث كان له الفضل في إنشاء سلاح المدرعات، وقد بدأ مسيرته في العمل العام بإنشاء نادي القصة مع زميله احسان عبد القدوس، وأسهما في انعاش الحركة الأدبية وظهور أسماء لمعت في ما بعد.
استكثر عليه زملاؤه أن يكون موظفاً مرموقاً وأديباً ناجحاً، فشككوا في أدائه كموظف، وفي موهبته كأديب، لم يستسلم ولم يغيره النجاح، وعبر عن ألمه حين قال:”كلما حلقت بي الطائرة، أو شقت بي عباب اليم باخرة، أشعر بأنني أقترب أكثر إلى عدالة السماء، وأبتعد أكثر عن شوائب الأرض، فلا مجلس فنون ولا مؤتمر آسيوي، ولا يوميات ولا كتابة قصص ولا غيرة ولا بغض ولا غدر ولا حسد ولا ضغائن ولا سخافات آدمية، بل خروج من كل سلطان الأذى والتعب والضيق والألم، ورقي الشعور عن كل شعور”
تولى مجلس إدارة ورئاسة تحرير عدد من المجلات والصحف منها روز اليوسف آخر ساعة دار الهلال الأهرام وفي عام 1977 أصبح نقيبا للصحفيين كما تولى وزارة الثقافة المصرية، سافر السادات إلى القدس في نوفمبر 1977 مما جعل عديد من الدول العربية إلى قطع علاقاتها مع مصر ورافق السادات في رحلته بصفته رئيسا لتحرير جريدة الأهرام، وبعد نحو ثلاثة أشهر سافر إلى قبرص رغم كل التحذيرات ليُغتال هناك.
كتب نصيحة لابنه ولقرائه يقول فيها: “يابني لا تعدُ ولا تجر، إن الحياة طويلة فلا تنهك نفسك بالعدو فيها، فستصل إلى النهاية مقطوع الأنفاس محطم القوى، سر على مهل وتكلم على مهل، وافعل كل شيء على مهل، يكفي أن تفعل في حياتك نصف ما تفعل، فلو أنك ستسير في حياتك ألف ميل وتتكلم نصف مليون كلمة، سر نصفها وتكلم نصفها، فليس هناك ما يجبرك على أن تفعلها كلها، فلن تقدم في نهاية حياتك كشفاً بما فعلت”.
إنه أديبنا الرائع صاحب رد قلبي، نادية، أرض النفاق… فارس الرومانسية “يوسف السباعي” الذي سئل يوماً عن السبب الذي منعه من كتابة مذكراته، فأجاب أنه فعل، فقد كتب أدق تفاصيل حياته في كتبه العديدة، أو كما قال الأديب يحيى قنديل:” قدر الكاتب أن يتعرى ليكسو الآخرين، فشاء أم أبى، خطط أو لم يخطط، لا بد أن تتسرب حياته على الورق”.
كان يرى الموت قريباً جداً منه، فقال: “أرى الموت كامناً بجواري في كل لحظة، في عربة تعدو على الطريق، أو في زر للكهرباء، أو في عود ثقاب، أو من قطعة جاتو، أو من رصاصة صغيرة، أو من كل شيء وفي كل شيء” وهذا ما حدث، فلم تكن رصاصة صغيرة بل ثلاث أردته قتيلاً وهو يتصفح الصحف والكتب في بهو فندق بقبرص من قبل متطرفان عرب في 18 فبراير 1978.
المزيد من الموضوعات
عمر الشريف يكتب: ليتني أعود طفلاً
أسامة حراكي يكتب: في يوم الطفولة العالمي
امسية ثقافيه وندوة ادبية بمقر حزب الوفد بطنطا…