تعجز الكلمات وتتقاصر المعاني في وصف الأم التي هي مصدر للعطاء والتضحية الخالصة، فقيمة الأم في نفس كل إنسان قيمة عالية لا تدانيها قيمة ومحبتها متفردة لا تنافسها محبة.
وحقوق الأم في رقبة الابناء دائمة وثابتة، وهي شاملة لكل معاني الحب والإحسان والامتنان على ما بذلت هذه الأم تجاه ابنائها في تربيتهم والعناية بهم لكي يخطون في الحياة بخطوات ثابتة في صراط الصلاح والنجاح بعيداً عن سبل الضلال والفشل.
وللأمومة معانٍ واسعة ومساحات شاسعة في المجتمع الإنساني، فهي تدور بين معاني أمومة الولادة وأمومة التربية، فأمومة الولادة التي فيها ما فيها من مشقة الجسد وعذاب الروح وتعب الأعصاب، فالأم فيها تحمل وليدها في أحشائها وتزداد وهناً على وهن، ليكون الخلاص بعد ذلك برؤيته يوم الولادة لتنسى كل ما عانته من أيام الحمل الثقيل.
وبعد الولادة تبدأ المرحلة الأهم والأشق وهي مرحلة أمومة التربية التي تتفاوت الأمهات في إحسانها وإتقانها على أكمل وجه، فتربية الجسد جزء أصيل وغاية في الأهمية، ولكن تربية النفس وبناء القيم هو الأهم والأبقى في نفس الابناء في مراحل حياته.
وللأسف أننا نجد أن الكثير من الأمراض الاجتماعية قد أفرزت مشاكل وانتكاسات حقيقية جعلت دور أمومة التربية يتضاءل إلى درجة أن عدد الأمهات التي تربي أقل بكثير من عدد الأمهات التي تلد، ومن هنا يأتي الكثير من الألم في حياة الابناء الذين حظوا بأم تلد ولكنهم لم يحظون بأم تربي.
وهذا يسلط الضوء على ضرورة العمل الجاد لتمكين المرأة في مختلف مجالات الحياة لكي تغدو أم مربية وفاضلة تغرس في نفوس أبنائها القيم والفضائل والأخلاق بدل أن يقتصر دورها فقط على الإنجاب والولادة بدون أي هدف أو معنى، فالأمومة هي الحياة، وهي أمل نجاح المجتمعات.
المزيد من الموضوعات
ندوة أدبية وثقافية بحزب الوفد بطنطا…
اللواء محمد البربري رئيس جهاز الحماية المدنية سابقا و أحد أبرز كوادر حماة الوطن بالغربية في حوار مع وسيط اليوم …
كلمة للتاريخ يوما ما سيجئ الحساب…