عمر الشريف يكتب: أدب الإحسان في رمضان…
كتب عمر الشريف
وسيط اليوم
9/4/2023
من مظاهر الخير والجود في هذا الشهر الكريم أن الناس قد اعتادوا فيه على مد يد العون والإحسان إلى غيرهم من خلال إخراج زكاة أموالهم ودفع الصدقات، وإنشاء موائد الرحمن لإفطار الصائمين، والبحث عن الفقراء والمحتاجين والمساكين لسد احتياجاتهم قدر الإمكان، فقد كان هناك أمثلة يُحتذى ومازال يجب ويجب الاحتذاء والتمسك بها، ألا وهو أشرف الخلق (ص)، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان، ونستطيع أن نقول أنه كان كالريح المرسلة في الخير وبذل المعروف ومد يد العون والمواساة.
فأفعال الإحسان في شهر رمضان كثيرة، ومن شأنها أن تنشر في المجتمع أصول المحبة والتعاضد ( التعاون ) بين الأغنياء والفقراء، وأن تجعل الناس يشعر بعضهم ببعض، وأن يحمل بعضهم بعضاً في المصائب والأزمات.
ومن البشر من ينفقون أموالا كثيرة لسد احتياجاتهم، ولإشباع متعهم في نواحٍ عدة، بحثا عن السعادة بمختلف وجوهها وعُمق معانيها، ولكن المُحسن الكريم ينال من السعادة من متعة البذل والعطاء ما لم ينله الكثيرون من اللاهثين “الذين يريدون المتعه وإشباعها وحسب” وراء متعه الدنيا الفانية الزائلة، فمن كان طبعه البذل والإحسان يعرف متعه يشعر بها عند قيامه بأي عمل خير من مساعدة محروم أو سد حاجة محتاج، فمتعة العطاء والمنح عند الإنسان المتوازن أعلى بكثير من متعة الأخذ، عكس الإنسان اللاهث.
غير أن قيمة الإحسان ليست بكثرة بما نقدمه من مال للمحتاجين، بل بما يكون معه من مشاعر جميلة تجاههم، التي يكون لها شأن كبير ونسبة كبيرة في إعادة كرامتهم التي سحقتها قساوة الأيام، ف جنيهاً واحدا تبذل عليه الخير وتضع فيه نية الاخلاص، ونعطيه لهم بطلاقة وجه وبكلمات دافئة، خير لهم وأنفع من ألف جنيهاً نرميها في أيديهم بتكبر، وكلمات المن بالعطاء تنسيهم مما شربواْ من كأس الذل .
وكما ذكرنا في مطلع الكلام أنه يجب علينا الاحتذاء برسولنا الكريم ولو مثلاً في حديثه قائلاً : ” تبسُمُكَ في وجه اخيك صدقة ” فعندما نبتسم أنا وأنت في وجه من نعطيه هذه الصدقة، تكون هذه الابتسامة صدقة أخرى أيضاً، وتؤجر عليها بالطبع لإتباعك سنة ومنهج رسولك الكريم .
صحيح أن كل غني بالمال يستطيع أن يتصدق بالكثير من نقوده، ولكن غني القلب فقط هو الذي يستطيع أن يبذل العاطفة والروح والرحمة مع مال الصدقة، غني القلب فقط هو الذي يُحيي في نفس الفقير كرامته وإنسانيته التي غابت في الحرمان، ويجدد له روحه التي ماتت من الفقر، وينعش له قلبه الذي توقف من ألم الجوع والعري والدواء، فهذا أدب رفيع في كيفية الإحسان إلى الناس، وإلا فإن بطلان العمل وحبوط الثواب سيكون مصير تلك الصدقات التي مزجت بالمن أو بالأذى للفقير .
وفي الختام نستطيع الاستدلال بقليل من قول الله تعالى: {إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِىَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتؤْتُوهَا الفُقَرَاءِ فَهُوَ خَيرٌ لَّكُمْ}.
وكل رمضان وكل عام والأمة الاسلامية جميعها بخير .
المزيد من الموضوعات
ندوة أدبية وثقافية بحزب الوفد بطنطا…
اللواء محمد البربري رئيس جهاز الحماية المدنية سابقا و أحد أبرز كوادر حماة الوطن بالغربية في حوار مع وسيط اليوم …
كلمة للتاريخ يوما ما سيجئ الحساب…