خالد علم يكتب : كن عبداً ربانياً ولا تكن عبداً رمضانياً
لقد انتهى شهر رمضان منذ أيام قليلة، وللأسف الشديد هدأت المساجد، وقلَّت الصفوف، ورجعت المصاحف إلى الرفوف! وبقيت هناك قلَّةٌ خفيةٌ نقية؛ جعلت حياتها رمضانًا دائمًا، مصاحفهم لا تعرف الغبار والهُجران، خطاهم إلى المساجد لم تنقطع، زادهمْ رمضان قوةً فوق قوتهم وطاعة فوق طاعتهم داوموا على صلاة الفجر وجميع الصلوات .
ولكن عمل المسلم لا ينتهي إلا بمفارقة روحه بدنه ورجعوها الى خالقاها، قال عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم : {و اعبد ربك حتى يأتيك اليقين} والمقصود هنا باليقين هو الموت ، وقال سبحانه قبل عن عيسى عليه السلام: { وأوصاني بالصلاة و الزكاة ما دمت حياً }
أعلم اخى الحبيب هل مازالت على الطاعة كما كنت في رمضان ام رجعت لسابق عهدك.؟!
اياك أن تكون في عباداتك موسميا بل كن من المداومين على الطاعات كما قال الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم كما في سنن أبي داود (عَنْ عَائِشَةَ – رضى الله عنها – أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ : « اكْلَفُوا مِنَ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا وَإِنَّ أَحَبَّ الْعَمَلِ إِلَى اللَّهِ أَدْوَمُهُ وَإِنْ قَلَّ ». وَكَانَ إِذَا عَمِلَ عَمَلاً أَثْبَتَهُ. ) ، ولئن كان شهر رمضان قد انتهى وولى بما فيه من بحار الفضائل فإن فضائل الطاعة لا تنقطع ولا تنتهي .. ومن كان يعبد رمضان فإن رمضان قد ولى ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت.
الحذر الحذر من الشيطان وجنوده واعوانه بعد رمضان: إن الشياطين يُطلق سَرَاحها بعد رمضان وتفكّ قيودها، ولكن كيد الشيطان ضعيف كما أخبرنا ربنا سبحانه، ومن اعتصم بالله عصمه الله من مكايد الشيطان. الشيطان عدو يغفل عنه الكثير ولا يعمل له حساب إلا من رحم ربي، رغم علمنا بعداوته لنا وتحذير الله لنا بقوله تعالى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ}
لا تغتر بعبادتك يا مسكين ولا تقُلْ: لقد صمت رمضان كاملاً، بل احمد المولى تعالى أن وفّقك وبلّغك شهر رمضان شهر الخير والإحسان، واحمده أن وفقك أيضًا لصيامه وقيامه، فكم من محروم وممنوع! واستغفر الله فتلك عادة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد كل طاعة الاستغفار. فعلى المسلم أن يلزم نفسه بقدرٍ من العبادات يستطيع أن يداوم عليه ولو كان قليلاً، فإنه سيكون كثيرًا بالمداومة عليه، وسيكون محببًا إلى الله تعالى.
وختاما : فيا من تظلم العباد؛ اتق الله في نفسك، ودع عنك الظلم والطغيان، واعلمْ أن دعوة المظلوم مستجابة، ليس بينها وبين الله حجاب.
يا مَن دعاك منصبك وجاهُك الغير دائم إلى ظلم العباد! ويا من حملتك قوتك وثروتك على ظلم العباد! تذكّرْ قدرةَ الله عُدْ إلى رُشدِك، وابتعِدْ عن الظلم والطغيان
نسأل الله تعالى أن يُجنِّبنا الظلم، وأن يكفينا شر الظالمين.
المزيد من الموضوعات
كلمة للتاريخ يوما ما سيجئ الحساب…
بالبنط العريض…
بريهان العبودى تكتب.. الغدر ونكران المعروف