أسامة حراكي يكتب: المصارحة قبل الندم…
كتب/أسامة حراكى
وسيط اليوم
15/5/2023
اغصبحنا في حاجة إلى لحظات المصارحة في العمل والصداقة والحب والنجاح والفشل، فما أقسى من الموت إلا انتظاره، حيث يأخذ الانتظار والترقب مساحة كبيرة من حياتنا، ويعطلان بدايات أخرى كان في الإمكان أن تعيش وتنمو بشكل طبيعي، لولا فكرة التأجيل التي تسهم في التأخير في كل شيء، فما أصعب الوقوف على أمر ما، لا نتقدم خطوة بينما نتأخر أكثر من خطوة، حين تقارن بعض الشخصيات خطاها بخطى الآخرين وترى من كان معها سبقها، وهذا ما ينطبق على كل شيء في حياتنا، العملية والعاطفية والاجتماعية.
ففي قاموس الأخطاء هناك مصطلح الندم والأسف، وهي نتائج أخطاء قمنا بها في حياتنا، ويكبر الندم حسب الخطأ، وحسب الشخص الذي نخطىء في حقه، أي أن الخطأ في حد ذاته لا يشكل حجم الضرر بعيداً عن الآخر الذي يكبر ويصغر الخطأ بسببه، فالكذب مثلاً لا يتشابه وليس له لون واحد، فالكذب على الأعداء واجب وطني، أما على الأصدقاء والزملاء فهو جريمة، وعلى الأهل كارثة، وكذلك خيانة الحبيب ليست كخيانة الوطن، والأذى الذي يصيبنا من عابر سبيل، ليس كأذى الجيران والأصدقاء والأحباء، وإذا قدر لنا أن نقوم بعمل ما ونحن بكامل قوانا العاطفية والاجتماعية، فهل نفضل أن نفعل شيئاً وربما نندم عليه، أم أننا لا نفعله وقد نندم لأننا لم نفعله إذا كان فيه خير لنا، وهذا السؤال هو ما يحدد نوع الشخصية لكل إنسان.
المزيد من الموضوعات
كلمة للتاريخ يوما ما سيجئ الحساب…
بالبنط العريض…
بريهان العبودى تكتب.. الغدر ونكران المعروف