وسيط اليوم

جريدة الكترونية عربية

عمر الشريف يكتب: باريس بيروت ترانزيت…

عمر الشريف يكتب: باريس بيروت ترانزيت…

كتب/ عمر الشريف

وسيط اليوم

16/5/2023

 

بينما أنتظر مع حقيبتي السيارة التي ستحملنا، لمحت دجاجتان محتشمتان، تظهر عينا كل منهما من بين غطاء رأسها الأحمر، تتسابقان في التقاط سلطة الأعشاب التي في حديقة الفندق، لا تقعدهما مرآة تنظران فيها، ولا شبح منتقد سيحيط خصريهما بشريط القياس، فحلاوة الطعام تنسي منغصات السمنة. 

وصلت السيارة وغادرت الفندق الباريسي الذي كنت أقيم فيه ولا قلق يساورني، فمن يبدأ مبكراً لا يصل متأخراً، حيث سأعود للقاهرة عبر بيروت ترانزيت.

وصلت مطار “شارل ديجول” وعند الميزان تكلمت بالفرنسية، فأجابتني الفتاة المسؤولة دباحة العينين بالعربية، وطلبت جواز سفري فسلمتها إياه، فتحته وسألتني أنت من مصر؟ وتابعت بحرارة بلكنة لبنانية “تُقبر قلبي منور يا جميل” فأجبتها “بوجودك” وحينها تأكدت مباشرةً من غياب أية مشكلة ستواجهني في الوزن أو اختيار المقعد.

تبدأ الرحلة بالباص قبل أن تبدأ بالطائرة،  وبالسائق الذي يمسك المقود بمسؤولية وهدوء، ومن خلفه فاتنات يرتدين يونيفورم كامل الأوصاف..
 
يتدرج الباص ويتوقف ونصعد الطائرة وتُقلع ويمضي الوقت..

في طائرة الخطوط الفرنسية “اير فرانس” على ارتفاع آلاف الأقدم، الحديث يتناسل من أصابعي على مفكرة الهاتف، وتنطلق بين حين وحين من أحد المقاعد الخلفية، أصوات أولاد متخصصين في إقلاق الراحة العامة بأنغام بكاءات ومواويل العويل، تكشف عن منشئها الأوروبي أو العربي القح، وتخترق طبلة الأذن صاحية أو نائمة.

في مطار بيروت تتغير الصورة؛ بساطة وقِدم وفقر مقارنة بباريس الغنية نسبياً، وحركة بطيئة جداً عند مشارف صالات الترانزيت، فقد كنت واصلاً بقدم ومغادراً مباشرة بأخرى.. وبعد ساعة طيران وصلنا للحبيبة القاهرة، وفي المطار يُفرج “الشحن” عن حقيبتي ويسلمني إياها.

بعد ساعات من السفر فاقت الثماني ساعات، تحملني درجات السلم الصاعدة إلى الطابق الأول للبيت، تتلقاني أحضان أمي وأبي الغاليين، وقبلات أخوتي مع كلمات “حمد الله على السلامة”.

فجأة يُطرق الباب فأصحوا مفزوعاً
– “بقالك أكتر من نص ساعة بالحمام”
لقد كانت الرحلة مجرد غفوة في الحمام من شدة إرهاق السهر والتحضير للإختبار والإستيقاظ بعد نوم قليل !

Follow by Email
Instagram
Telegram
WhatsApp