الفرق بين المعارضة الوطنيةوالمدبوليزم!
بقلم/دكتورمصطفى زلوم
وسيط اليوم
23/5/2023
لولا معرفتي بتاريخ «كليجدار أوغلو» المعارض، لقلت بأنه كومبارس إنتخابات. يعمل لحساب «أردوغان»! – كمال كليجدار أوغلو (74) عاما. تركي ينتمي للطائفة العلوية. منافس الرئيس التركي – رجب طيب أردوغان (69) عاما. مسلم تركي من أهل السنة. باسم كل الموالين للرئيس، باسم كل محبي تركيا.. ماضيا وحاضرا ومستقبلا.
أتقدم لك باسمى آيات الشكر والعرفان. فقد أثبت “دون إرادة منك على حد ظني” أنك من أشد مؤيدي الرئيس الطيب. بداية من الرد الغير معلن على الذين طلبوا من الرئيس عدم الترشح لكبر سنه، فجئت أنت متخطيه بخمس سنوات.
وإستعراضا ثم إنتهاءً بتتويج الرئيس رئيساً، ليكون لك منا خالص الامتنان. فعندما يتحدث الرئيس عن مستقبل تركيا اقتصاديا، وسياسيا، وعسكريا. وتتحدث أنت عن (تهجير السوريين من تركيا)، فأنت من الموالين للرئيس، ولست معارضاً، عندما يأتي الرئيس مسلحا بطائرة بيرقدار المسيرة عن بعد، والتي استطاعت في وقت قصير اكتساح السماوات الملتهبة. وتأتي أنت مسلحا بوعد قطعته على نفسك مسبقا. وهو (تهجير السوريين من تركيا)، فأنت من الموالين للرئيس.
عندما يتكلم الرئيس عن التحديات القادمة، وكيف سيتصدى لها، وأولها أطماع اليونان في غاز شرق المتوسط، ويعرض على مؤيديه كيف استطاع طرد البارجة الفرنسية من المياه الإقليمية بالقوة المسلحة. وتتكلم أنت عن التحديات التي ستقابلك أثناء (تهجير السوريين من تركيا)، فأنت من الموالين للرئيس. حتى عندما تملص الرئيس من وعد انتخابي كثيرا ما نسمع مثله ولا نرى ظله. حول اصلاح الاقتصاد التركي قريباً، ووعد بأنه لن يرفع الفائدة تبعا للبنك المركزي الفيدرالي، وعلق الجرس في عنق الإنتاج المحلي، وطالب الأتراك بأن ينتجوا كي يسدوا الفجوة الدولارية. دون العوز لرفع الفائدة أو تعويم العملة المحلية، جئت أنت بالحل الأكثر نفعا، والأسرع نتيجة من وجهة نظرك. وهو (تهجير السوريين من تركيا)، فانت إذن من الموالين للرئيس. الخلاصة يا سيد أوغلو أنت ومن يقف خلفك خاطبتم شعباً مثقفاً وفاهماً بلهجات لا تصلح معه.
فليس الأتراك مصريين كي تخوفهم بالإخوان، وليسوا مغاربة لتخوفهم من الجزائريين، ولا صحراويين لتخوفهم من المغاربة، ولا سعوديين لتفزعهم بالإيرانيين واليمنيين، ولا إماراتيين لتخوفهم من عامة المسلمين. ولا حتى أمريكيين لترعبهم بالمهاجريين المكسيك! فموضة تخويف الشعوب موضة قد أمست بالية. ولم يعد يستعملها إلا المتخلفون أمثال ترامب ومرتضى منصور. وعندما حاول الأستاذ “كمال” الخروج عن المألوف سماعه من فمه.
حاول التجويد. فوعد الناخب التركي، في حال نجاحه ووصوله للحكم. بأنه سوف يضخ مبلغ 400 مليار دولار في الاقتصاد. خلال الأسبوع الأول! ثم أسهب في التجويد: ”هذه الدولارات ملك لتركيا. وهي في مكان لا يعرفه أحد غيري، وهذه الأموال هي خالص تجارة مخدرات نظيفة‟. ونظيفة بمعنى قد تم تدويرها في نشاطات أخرى، عبر بيوت غسيل الأموال الأوروبية والإماراتية والإسرائيلية. وهي بالتأكيد تعود للمافيا التركية التي تحكمت لعقود طويلة في الاقتصاد التركي، أيام حكم آباء كليجدار المؤسسين للمذهب العلماني. أي أن الرجل.. في حال إخفاقه في الانتخابات قد يُواجه بتهمة غسيل الأموال، والتجارة مع المافيا المحظورة.
وعندما إستشعر الرجل الخطر، وحسب حسبته جيداً، نظر لمن حوله وسألهم: إحنا كنا بنقول ايه؟ آه افتكرت. لو أنني صرت رئيساً لتركيا، سوف أعمل جاهدا على: (تهجير السوريين من تركيا). ملحوظة: «المدبوليزم» هي مدرسة معروفة في الكوميدية، تعود تسميتها لمؤسسها، الفنان الكوميدي الراحل «عبدالمنعم مدبولي» رحمه الله. وهي تقوم على الإضحاك من خلال تكرار الإفيه مرات عديدة..
المزيد من الموضوعات
كلمة للتاريخ يوما ما سيجئ الحساب…
بالبنط العريض…
بريهان العبودى تكتب.. الغدر ونكران المعروف