وسيط اليوم

جريدة الكترونية عربية

الإنسان والْمَعنى بقلم الشاعر حسن منصور

الإنسان والْمَعنى

بقلم الشاعر حسن منصور

ماذا تَنفَعْ
أَشعارٌ تُرْوى أوْ تُسمَعْ
صَرَخاتٌ تَخْرُجُ منْ صَدري
تَدْوي في الدُّنيا كَالْمِدْفَع
أوْ آهاتٌ حَرَّى
إنْ أُرسِلْها أوْ أكتُمْها
أحَدٌ غَيري لَم يَعلَمْها
أوْ يَسْمَعْها
فأنا كَوْنٌ مُغْلَق
وسِوايَ شَبيهٌ بِي
لا يَسأَلُ عنّي لا يَقْلَق
فَلأُرْسِلْها تَتْرى
ضَحِكاتٍ أوْ زَفَراتٍ أوْ آهاتٍ-
لا جَدْوى
بلْ لا مَعنى
أنا وَحْدي في دَربِي
مَن يَدري عَنّي، أوْ مَن يَشعُرُ بِي
مَن يَحْملُ شَيئاً مِن هَمّي؟!
****
لكِنّي لَنْ أقْنع
بالقول وبِالأَشعارِ لِتُطْفئَ لِي ناري
أوْ تَحْملَ عنّي أوْزاري
أوْ تَخْفضَ شأنِي أوْ تَرْفَع
بلْ أَمضي في دَرْبِي الصَّعبِ
فَقَديِماً قلتُ ولَمْ أقْنعْ
بالقولِ الْخارجِ منْ قَلبي
بلْ رُحتُ أُرَبّي أجْيالاً
وأُعَلِّمُهم دَرساً يَنفَع
درْساً مِمّا قد عَلَّمني زَمَني
دَرساً صاغَتهُ يدُ الْمِحَنِ
كَتَبَتْ فيه:
(إنَّ الإنسانَ بِلا عَمَلٍ
وبِلا فِكرٍ مُبْدِع
لا يُدعى إِنْسانا
أوْ يَمْلكُ أحْلاماً أوْ آمالا
والرّأسُ الشّامِخُ للأَعْلى
لا يَبْقى مرْفوعاً إلاّ
إنْ عاشَ عَلى القِيَمِ الْمُثْلى
وَبِها مَلأَ الدُّنيا
لا قَوْلاً يُطْوى إذْ يُتْلى
بلْ في عَملٍ يَحْيا
لِيُحقِّقَ مَعنى الأَخْلاقِ الفُضْلى
ويَكونَ القُدْوةَ لِلآتِي
يتَألَّقُ كالنَّجمِ الثَّاقِب
في عُمقِ اللّيلِ الْحَيْران
ويُنادي: أينَ الإِنسان؟
أيْنَ الْمَعْنى؟
يا من يَسعى نَحْوَ الأسْمى
ارْفَعْ عَيْنَيكَ إِلَيَّ هُنا
لِتَرى دَرْبَك
لِتَقولَ: مَشيْتُ، عَرفتُ العُنْوان
وأنا الإِنْسانُ، أنا الإِنسان أنا الْمَعْنى**)
******

** يقول الله تعالى: (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة) [البقرة:30] وقال أمانويل كانت: (افعل الفعل بحيث تعامل الإنسانية في شخصك وفي شخص كل إنسان سواك، بوصفها دائما وبنفس الوقت غاية في ذاتها، ولا تعاملها أبداً كما لو كانت مجرد وسيلة)

Follow by Email
Instagram
Telegram
WhatsApp