رسالة الى أمي
بقلم ابراهيم عادل الديهي
وسيط اليوم
9/7/2023
ياأمي كم ضحيت من أجلي ! صار رضاك عنى كما لو كان عراجين مثقلة بثمار النعيم الخالد ، كثيرا ما تكفكفين دمعاتك التى تسيل على خد يك كقطرات اللؤلؤ النضيد تذوقين قساوة الظروف وتتجاسرين أمام سطوتهاوضرباتك لجياد الحياة لا تخطئها عين ، حقا لقد رأيت الجنة فى بهاء وجهك وأنت تصحين من الفجر ويتفجر فى البيت حينها حالة إيمانية كأن الشمس لا تفارقنا مهما جار ليل الخمول ، فى صغري كنت عندما لا أتقلد كتاب الله كانت حنجرتك تثير فى وجدي حماسة لا تخبو ، قاومت صعوبات الحياة؛ لأتعلم من معامع التعليم ومازال قلمي لم ينكسر بعد فمازال وهاجا بدفقات التعبير الراقى على قدر الحد الذي يعجز معه العقل على وصف قامتك ، عيدك يا أمي هذا المدعى إنما هو الجاني فى محكمة قلبى المنعقدة كل يوم هل صار حبى لها مجرد برهة زمنية قاصرة ؟ سأظل لك أبدا الدهر أجثو على ركبتى تحت طاعتك مهما توغلت النوائب
إنها الحياة تتجسد فى صورة بشرية تمشى على ثقة بأنها تتحدى الظروف لايثنيها عن سعيها فى تربيتنا كائن من كان فى ظل القرية التى ننتشى فيها عبيق القرآن الكريم كتاتيب جمة ومتنوعة وكان كل شيخ منهم يرفع لواء النصر فى معركة الحفظ والتجويد للقرآن الكريم مابين كتاب الشيخ القدير على مندور حفظه الله وكتاب الشيخ محمد بحرى رحمه الله معركة لطيفة لا يخسر فيها أحد الجميع فائزون حيث تقام مسابقة كبرى يحضرها الجميع كانت أمة تستعد لهذا الحفل البهيج فكانت تجاهد نفسها فى سبيل سعادتنا من أجل أن نتدبر القرآن الكريم
كانت أيضا تساند أبى الذى يعمل فلاحا فى زراعة الأرض ولا تجد حرجا فى ذلك فهذا هو الشرف الكبير لا أستطيع أن أكثر مآثرها
وفضائلها أحاول أن أضغط على محبرتى وشعورى ليخرج معنى أفضل لما أقول ولكنها الأم الروح التى تساند صاحبها إذا اكفهرت الدنيا فى وجهه فتعمل على تطيب خاطرى بكلام أشبه بالحكمة أو الفلسفة ولله در القائل
أمى عطاء زاخر فى فيضها بحر الخصم
ضحت لأجلى بالهنا وتحملت عنى الألم
جادت بزهرة عمرها من غير ضيق أو سأم
حياك الله يا أمى ببركة رسول الله صلى الله عليه وسلم يامن قطعت من طعامك ماتشتهين لكى تطعمينا الحنان والرأفة والرضا والسرور ماذا دهانى حين استعرت نار الشوق فى وجدى؟
ليتنى أستطيع رد بعض من كرمك علينا ولكن أنت البحر حين نغترف من عطاياه يزيدنا طلاوة وبهجة كم تمنيت أن تزور بيت الله وأنا أطوى الحياة سعيا من أجلك ولا أستطيع تلبية نداك ولكن الله يراك ويعلم شوقك المحتوم لرؤية بيته وكيف لا وقد تهيأت روحك إيمانا أدناه حسن تربيتك لنا بالمعروف ؟
أحبك أمى من أعماق قلبي فكم تقطعت أنياط قلبك الطيب إذا حاقت بنا نازلة السوء بمرض وماشابه ذلك فأنت الجندى الذي يقود زمام الحياة من أجل أن تمضى الأسرة على الصراط المستقيم وتسعد وتهنأ بطاعة رب العالمين
شكرا لك يا أمى فهذا جزء يسير من حقك وأخشى أن يندرس فى قاع الزمن
المزيد من الموضوعات
كلمة للتاريخ يوما ما سيجئ الحساب…
بالبنط العريض…
بريهان العبودى تكتب.. الغدر ونكران المعروف