ترتبط كلمة العنف بالأشخاص الجاهلين والعصبيين الذين لا يملكون المنطق والتفكير الحكيم، والذين لا يُحسنون قوة الكلمة ورجاحة البيان في إقناع الآخرين، فهم يلجئون للعنف وإرهاب غيرهم لضعف نفوسهم من جهة، ولضعف ما يتكلمون به من آراء ومذاهب فكرية.
ولكن يحدث في بعض الأحيان أن يتبوأ مديرٌ ما منصب القيادة والمسؤولية في إحدى المؤسسات، فيفرض ذاته كمدير من خلال إرهاب من حوله بالعقوبات كونه جاهلٌ في طرق القيادة وأساليب الإدارة الناجحة، فهذا النوع من المديرين يلجأ كثيراً إلى صلاحيات المدير بشكل همجي وبدائي مستخدماً أسلوب العقوبات بحق الموظفين بشكل متعسف ومزاجي؛ لأنه في منصب غير مؤهل له أصلاً ولم يصل إليه بحسب أولوية الكفاءة وتكافؤ الفرص.
في حين أن المدير القائد هو المدير الكفء الذي لديه المعرفة الكافية والقدرة العميقة على فهم أوضاع هذه المؤسسة، ودراسة مشاكلها بشكل موضوعي، كما أنه لديه القدرة العلمية والكفاءة الإدراكية لوضع الخطط والاستراتيجيات للنهوض بحال هذه الشركة، والارتقاء بأحوال الموظفين واعتبارهم ثروة ومورداً بشرياً تقع عليه مسؤلية قيادتهم وتدريبهم.
أضيفو إلى ذلك ضرورة امتلاكه للعديد من الصفات الشخصية والنفسية المتوازنة التي تجعله سيداً في قراره، حكيماً في وجهات نظره، موضوعياً في تقييماته، نزيهاً في تصرفاته، أميناً في مسؤولياته.
وفي علم الإدارة وساحات العمل في المؤسسات الحكومية والخاصة هناك أساليب إدارية علمية متعددة ينبغي أن يعتمدها المدير القائد لكي يقود بكفاءة حقيقية دفة المؤسسة التي يديرها؛ ليصل من خلال هذا الأسلوب الإداري إلى بر نجاحات متتالية محققاً بذلك الأهداف المرسومة لهذه المؤسسة على جميع الأصعدة، بواسطة أقل جهد ممكن وأقل تكلفة وأقل وقت، مع توفير كبير للجهد الضائع وتفادي ارتكاب الأخطاء في العمل، فالمدير القائد والفعَّال لا يمكن أن يصنعه مجرد قرار تعيينه في إحدى الجهات، ولا يمكن أن يدير مؤسسته من خلال سياط العقوبات، فالإدارة ليست عنفاً وإرهاباً وإنما هي علم وفن وموهبة.
المزيد من الموضوعات
ندوة أدبية وثقافية بحزب الوفد بطنطا…
اللواء محمد البربري رئيس جهاز الحماية المدنية سابقا و أحد أبرز كوادر حماة الوطن بالغربية في حوار مع وسيط اليوم …
كلمة للتاريخ يوما ما سيجئ الحساب…