بلاغـــة النســــــاء
بقلم الأديب المصري
د. طارق رضوان جمعة
وسيط اليوم
21/9/2023
“أنت يا بني أعلم بنفسك. إن كنت تعلم أنك على حق واليه تدعو فامض له, فقد قتل عليه أصحابك, ولا تمكن من رقبتك غلمان بنى أمية, وان كنت إنما أردت الدنيا فبئس العبد أنت أهلكت نفسك وأهلكت من قتل معك, وان قلت كنت على حق فلما وهن أصحابى ضعفت, فهذا ليس فعل الأحرار ولا أهل الدين”… أسماء بنت أبى بكر لأبنها عبد الله خليفة المسلمين.
رجل تجمعت فيه كل التناقضات, فهو حافظ للقران كاره للصلاة. وهو معلم للصغار ثم صار قائد جيوش متعطش لسفك الدماء. محب لرسول الله ولكنه هدم بالمنجنيق أجزاء من الكعبة. قتل أكثر من 120 الف مسلم منهم المحدثين وأهل العلم والتابعين, وهو من أقام السدود وحفر القنوات وأصلح حال البلاد وضرب بقوة على ايدى اللصوص. هو رجل صغير الجسد ذو نظرة مرعبة. رجل بليغ اللسان , عنيد, مقدام على سفك دماء كل من خرج على السلطان, بل وطرده من الملة فجعله كافر واستحل دمه. احتار المفكرون وأرباب القلم في تصنيفه هل هو رجل دولة أم رجل دين؟ قال عنه الإمام الذهبي:” كان رجلا ظلوما جبارا خبيثا ذو شجاعة وإقدام ومكر ودهاء”.
تبدأ قصة الحجاج وسبب شهرته حين تولى عبد الله بن الزبير الخلافة بعد وفاة يزيد بن معاوية وفى نفس الوقت كانت اغلب القوة العسكرية فى يد الأمويين وخليفتهم مروان بن الحكم. فأصبح الحجاج في حيرة من أمره, ولا يعلم إلى أى الفريقين ينضم. كان الحجاج طموحا. وطموحه الجامح دفعه للسفر وترك الطائف للتقرب من الأمويين. وبموت مروان بن الحكم تولى أبنه عبد الملك وعندما أخبروه بموت والده وأنه أصبح الخليفة كان في يده المصحف فأغلقه وقال قولة شهيرة :” هذا فراق بيني وبينك”.
نجح الحجاج فى الانضمام لشرطة الأمويين والتي كان بها مشاكل كثيرة من سؤ التنظيم وغيره. وبسبب شكله المخيف وبلاغته استطاع التقرب من رئيس الشرطة ويدعى روح بن زنباع الذي ساعد الحجاج على الترقي فى سلك الشرطة سريعا بل وقدمه لعبد الملك بن مروان. وصار الحجاج رئيسا للحرس واصرف فى معاقبة المخالفين, فاستتب له الأمر وأطاعه الجميع. ثم ولاه عبد الملك بن مروان أميرا على العراق لما رأى منه من حزم وشجاعة وفصاحة.
الحجاج وال الزبير
وقطع رأس مصعب بن الزبير والى العراق وأرسلها لأخيه عبد الله بن الزبير فى الحجاز. ولما استقر آمر العراق, بدا عبد الملك فى التخطيط للسيطرة على الحجاز والتخلص من عبد الله بن الزبير . وكان الحجاج بالطبع هو القائد المكلف بهذا فقتل عبد الله بن الزبير وصلبه على الكعبة ثلاثة أيام, عبد الله بن الزبير التقى البار بوالديه, وأمه كريمة الأصل هي أسماء بنت أبى بكر ذات النطاقين. وكانت السيدة أسماء فى هذا الوقت قد فقدت بصرها وصارت فوق المائة عام. وبعد قتل عبد الله وقطع رأسه دار حوار شهير بين الحجاج والسيدة أسماء يدل على عنف وقسوة الحجاج. قال لها :” كيف رأيتينى فعلت بعبد الله؟ قالت رأيتك أفسد عليه دنياه, وأفسد عليك دينك”.
الحجاج وسعيد بن جبير
كل هذه الفتوحات والدماء التي سفكت ولم يبالى الحجاج أو يشعر بالرأفة, حتى قتل الحجاج سعيد بن جبير والذي
المزيد من الموضوعات
أسامة حراكي يكتب: شاعر الزوايا المغلقة.. ارتور رامبو
حاكم الشارقة يتفقد “جناح الهيئة المصرية العامة للكتاب” في “معرض الشارقة الدولي للكتاب” ويثني على إصدارات وزارة الثقافة…
عمر الشريف يكتب: سماء الحرية