أحمديات حكمت الشربيني…
بقلم/أحمد عبد الكريم
وسيط اليوم
13/12/2023
قيثارة الإذاعة المصرية تشرفت بمعرفتها منذ أربع سنوات عن قرب فى أحد المحافل الثقافية ولكنني كنت أعرفها منذ منتصف الستينيات من القرن الماضى عندما بدأت عملها كإعلاميه فى إذاعه الشرق الأوسط عام 1964.. ولأنني من المغردين بإذاعة وبرامجها بصفة عامة وإذاعة الشرق الأوسط بصفة خاصة.. كنت أتابع هذه الإذاعة ولفت نظرى برنامج “شعر وموسيقى ” الذى كانت تقدمه الإعلامية القديرة صاحبه الصوت المتميز والمتمكن قيثارة الإذاعة حكمت الشربيني.. كان هذا البرنامج متميزاً لأن القيثارة تقدم فيه أشكالاً مختلفة من الشعر وأعمار مختلفة من الشباب و الكبار.. كما قدمت القيثارة برنامج ” ما يطلبه المستمعون” وأنت عندما تستمع إلى حكمت الشربيني كأنك تستمع إلى قطعة موسيقية فهى تعرف كيف تشد أذن المستمع بعذوبة صوتها ورقة مشاعرها وضبط ألفاظ اللغه العربيه السليمة..
وتعد حكمت من رائدات إذاعة الشرق الأوسط الأوليات، وقد وُلدتْ سنة 1939 ميلادية، وتخرَّجتْ فى الجامعة سنة 1961م، ودرست المسرح فى أكاديمية الفنون، ونالت بكالوريوس الفنون المسرحية، قسم النقد سنة 1980م
وتدرجت فى الإعلامية القديرة في المناصب حتى وصلت إلى رئيس شبكة إذاعة الشرق الأوسط قبل بلوغها سن التقاعد..
ولا تزال القيثارة تقدم برنامجاً فى الشعر ورغم سنوات العمر إلا أن صوتها لم يتغير ولا يزال كما هو برونقه وحلاوته.. وقد قال عن صوتها الإعلامى الكبير والشاعر السيد حسن أن صوت حكمت الشربيني كصوت “الكمان”..
ومما لفت نظري فى شخصية القيثارة إستمرارها في العطاء ومشاركتها في الفعاليات الثقافية إما بالحضور والمتابعة و إما بالقاء الشعر وهى تثرى الحياة الثقافية المصرية والعربية..وهى شخصية متواضعة وعلى قدر كبير جداً من الأخلاقيات الحميدة و تعرف كيف تتعامل مع الناس وتقدرهم وهذا ما لمسته منها في التعامل مع شخصى البسيط فهى تتمتع برقة المشاعر وكم أكون سعيداً عندما تتأتى بتواضعها لتسلم على شخصي لأنها تعرف ظروفي الصحية فكم هى عظيمة واتمنى أن يتعلم منها الكبير والصغير فى العطاء الإنسانى والعطاء الثقافى فنحن بحاجة إلى مثل هؤلاء القمم لتنير حياتنا وحتى ننعم بمن بقى من الزمن الجميل عندما كان الصغير يحترم الكبير والكبير يعطف على الصغير..
إن قيثارة الإذاعة المصرية حكمت الشربيني نموذج مصرى يجب الإقتداء به ومصرنا الغالية ثرية بأمثال هذه القيثارة.
المزيد من الموضوعات
كلمة للتاريخ يوما ما سيجئ الحساب…
بالبنط العريض…
بريهان العبودى تكتب.. الغدر ونكران المعروف