عشاء رئاسي
في يوم ماطر تقاعس فيه الزبائن وقرروا البقاء في بيوتهم؛ أقلب الملابس في إحدى محلات الملابس الأنيقة، وليس هناك من أحد غيري يلتفت إليها أو “يقول لها بكام؟”..
وكنت أقارن الألوان والأسعار، أقيس أمام المرآة وأدقق في نوع القماش وعنوان الخياط، كل ذلك من غير نية جادة في شراء أي شيء، ولقد كنت في الحقيقة وما كنت أدري حينها، أساهم في رفع الروح المعنوية للمنتجات التي كانت سمعتها في الحضيض !
فجأة وجدت أمامي أربعة من الرؤساء الأمريكان، جورج بوش الإبن، وباراك اوباما، ورونالد ترامب، وجو بايدن، وجميعهم كانوا بملابس جديدة ما زالت ورقتها عالقة بها، ثم اصطحبوني معهم.. وكيف ولماذا وجدتني معهم على مائدة غداء في فندق عريق بمنطقة وسط البلد.
كنت أرتدي بدلة سوداء اللون، وقميص ناصع البياض، كجميع الرؤساء الموجودين، لكن من دون ربطة عنق حمراء مثلهم، فطلب لي الرئيس اوباما بالذات، ربطة عنق من غرفته رقم أربعة وأربعين.
جلست مع الرؤساء الأمريكان بعد الغداء، وأعطوني محاضرة طويلة لمادة “المحاسبة المالية” وقد أدركتني نومة القيلولة أثناء المحاضرة.
أعادتني الوالدة أطال الله في عمرها إلى أرض الواقع، بكلماتها القليلة الخارجة من القلب وهي توقظني: ” قوم انزل صلي الفجر قبل إقامة الصلاة “.
فاستيقظت والتحقت بالجماعة في صلاة الفجر وبعد الخروج من المسجد أخذت أسترجع مشاهد الحلم، وكان تفسير هذا الحلم لن يغنيني عن إضافات المجتهدين، وعن محاولة الاستئناس بما يراه ابن سيرين!!
فقد كان تفسيره أن جميع الرؤساء الأمريكان الذين عاصرتهم بحياتي حتى اليوم، جورج بوش الذي لحقت فترته الرئاسية الثانية من 2005 إلى انتهاءها عام 2009 وباراك اوباما الذي عاصرت فترتاه الرئاسية، الاولى 2009 – 2013 والثانية 2013 – 2017 ثم رونالد ترامب بفترته الرئسية الوحيدة 2017 – 2021 والحالي جو بايدن التي بدأت فترته 2021 وربما ستنتهي يناير 2025، جميعهم ذو سياسة واحدة وهي الوقوف مع اسرائيل مهما تجملوا وحاولوا ان يظهروا انهم انصار الديمقراطية وحقوق الإنسان، وجلوسهم معي وتقديمهم لي محاضرة هو تفسير لاجتماعاتهم بالعرب وصعوبة التوصل لحل بشأن ما تفعله اسرائيل، ورقم غرفة اوباما في الفندق “44” هي إشارة لرقم الرئيس الرابع والأربعون للولايات المتحدة.
المزيد من الموضوعات
أسامة حراكي يكتب: التراث
وزارة الثقافة تحتفي بمبدعي ومثقفي مصر في إحتفالية “يوم الثقافة ” 8 يناير القادم…
عمر الشريف يكتب: فلا يؤذين