بور سعيد .. كل عام وأنتِ بخير
من الشرفة كنت أُطل عليها، أراها مستحمة بزرقة المدى، مملحة بهواء البحر، ممتدة كبساط موازي للماء، خصلات شعرها موج البحر و ضفائرها الشمس.
عند أقدامها تكسر الغزاة، علمت الدنيا معنى الشموخ و أهدت للعالم أطواق الحرية، هي جارة لدمياط.
منذ أكثر من نصف قرن كتبت بالأحمر أسطورة البقاء، بالحبر خط الشعراء قصائد عشقهم لها فهي كلما تتقدم بالعمر تزداد سحراً و جمالاً، و بالدم سطر الشهداء ملحمة النصر و أجبروا غزاة العدوان على التراجع والفرار تطاردهم أطياف الشهداء وصيحات الأرض المنقلبة على الطغاة..
ولا عجب أن يكون أبنائها من شهداء وعمال و صيادون ومزارعون و أدباء ملهمين، فمنهم من كتب بدمه قصة شعب لم يرضى يوماً الذل والهوان، ومنهم يكتب بصنارته و شباكه على صفحات المياه و في أعماقها حكايات الرزق الحلال، ومنهم من يكتب بمحراثه سطور التراب وأُغنيات الخير و الغلال، ومنهم من يحول كل هذا إلى قصائد وروايات وكتب تخلد ما يصنعها أهلها الطيبون الذين يعلموننا حتى اليوم معنى الحرية و الإبداع..
و هل من إبداع بلا حرية و هل من مبدع حقيقي إلا و كان في مدرسة الحرية .
هذا أقل ما أقوله عنها، إنها المدينة الباسلة بور سعيد التي شربت مائها عذباً و لم و لن أرمي في بئرها حجراً، تحية لها و تحية لشعبها في يوم عيدهم القومي الذي يحتفلون به في 23 ديسمبر من كل عام.
المزيد من الموضوعات
أسامة حراكي يكتب: التراث
وزارة الثقافة تحتفي بمبدعي ومثقفي مصر في إحتفالية “يوم الثقافة ” 8 يناير القادم…
عمر الشريف يكتب: فلا يؤذين