لم يُغَرِّد ذاك المأفون مصادفة ، ولم يكتب كلاماً عاطفياً للرد الإعلامي فقط.. بل أراه يسترق النظر -خُفيةً- من فوّهة البابِ الموصود ، البابُ الأصم الذي يُحْكِمُ أسيادُ العالمِ تغليقه ووضع المتاريس خلفه وهم يدبرون مستقبل هذا الكوكب التعيس!
ومن تلك الإرهاصات التي لا يفتأ أبو “إيفانكا” من حين لآخر أن يسرِّبها لنا نحن الرَّعِيَة ما يخص (الفترة القادمة). وهي فترة التحولات الكبرى. الفترة القادمة هي فترة الفرص المُستغلة والأخرى المُهدرة! أمريكا ستترك الشرق قولاً واحداً ، ستتركه مقاسمة بين إيران وإسرائيل. برداء شفّاف فاضح يسمى الدول الأعضاء في حلف النيتو! كي لا يكون العرض علنياً. فقد اتفق الممثلون على تقديم العرض سراً.
الفترة القادمة ستشهد ظهور قوة غاشمة قادمة من شرق آسيا كالصين. وآخرى موتورة كروسيا. روسيا التي تشبه -إلى حد كبير- تجار الخردة ، والذين يحلون -كالغربان- عقب الكوارث والمصائب ، كانهيار عقار أو احتراق مبنى. ليشتروا القيم النَّفيس بدراهم معدودة! ستأتي أيضا الهند. ليلعبونها ثلاثية فيما بينهم!
أما الشابة -سابقاً- الولايات المتحدة الأمريكية فقد فعل بها الزمن ما فعله بالوالدة العجوز بريطانيا. لتصير البنت بعد فترة صديقة أمها ، بل وتكاد تقترب شبها وجسدا من اختها ، فيصيران أختين قريبي الشبه ، بعدما يترهلان بحكم دورة الأيام!
الميلاد والشيخوخة والوفاة نواميس كونية ، تجري على كل مخلوق. فالنجم يولد ويشيخ ويموت ، وأمريكا والاتحاد السوفيتي القديم -كانتا- قوتين ضاربتين في جذور الأرض. قاما -قديماً- على أعقاب انهيار العروش الأولى في الحرب العالمية الثانية. لتخفُت بريطانيا وتنشأ أمريكا ، وتسقُط المجر والنمسا وإيطاليا وألمانيا. ويحتل الاتحاد السوفيتي ذات المقاعد التي أصبحت شاغرة بعدما تركها المشاكسون! ليشغل ذات المنصب.. مُجَرَّد مشاكس صف أول!
وتموت الامبراطورية العثمانية في ظروف غامضة ودون وريث! فيتفرق إرثها على أقارب من الدرجة العاشرة ، ناهيك عن الاقطاعيات والجامكيات والهبات التي وهبها مغتصبون لمغتصبين آخرين -فقط- لذر الرماد في العيون! منها فلسطين الجريحة ، والتي قدّمها الغرب لكلاب العالم هدية سائغة. من باب “المال السايب”!! وبعدما أخفقت كل الحملات الصليبية في تمهيد (طريق الرب). وبعد رجوع الكنيسة الأوروبية -منكَّسةِ الرأس- للعهد القديم بعد الألفية الأولى. وبعد ذبول أضحوكة (عودة المسيح) التي لعب بها وعليها الآباء المؤسسون. أصبحت الكرة يومئذ في ملعب “القردة”. فلعبوا بها وبالعالمين!
الفترة القادمة تشبه دورة حياة النجم. أفول ثم موت ، يعقبه تفتت وذر ، ثم تجمع شاسع بثقب أسود ضخم مختفي ، كمكانس السماء العملاقة! ثم تمدد رهيب. فانفجار عظيم. ينتج منه وعنه نجومٌ جديدة! (تركيا) الآن اللاعب الأساس! ولو وجدت في هذه الفترة بالذات مساندة حقيقيةوظهيراً صلباً فسيولد لهذه الأمة مارد ضخم ، إن تلمّظ وفرد -وفرض- صلبه فستشمخ رأسه إلى حيث لا تراها العين المُجَرَّدَةُ. وإن أسدل عباءته ظللت على رؤوس الجبال الشم!
ولكن لكل منسأة “أرطة” ، تأكلها في تكتم ، ولا تترك من يستدل عليها سوى بعد أن تخر المنسأة أرضاً. ومن فوقها يخرُ الجسدُ دون سابقِ إنذار.. أو تنسيق حوار!
_______________
المزيد من الموضوعات
كلمة للتاريخ يوما ما سيجئ الحساب…
بالبنط العريض…
بريهان العبودى تكتب.. الغدر ونكران المعروف