بقلم : فهيم سيداروس
البارعون في مواساة الأخرين غالباً ما يفشلون في مواساة أنفسهم
ليس كل من يواسيك خاليا من الجراح، ولا كل من يعطيك يملك أكثر منك، الإيثار ليس إيثار متاع ومال فحسب، قد يشاطرك أحدهم آخر زاده من الصبر، ويهبك ما تبقى في قلبه من أمل، ويقتسم معك آخر إبتسامة قبل أن ينفرد بحزن طويل، فأحسِن إستقبال الود فإنه ثمين.
السعادة التي تضعها في جيوب الآخرين ستعود يوماً لتختبئ في جيبك عندما تحزن، فكن في حياة الآخرين مثل السكر، حتى وإن إختفيت تركت طعماً جميلاً.
فلا يخدعوك بقولهم: خيراً تعمل شراً تلق
ولكن قل: خيراً تعمل أجراً تلق، قد ينسى الناس ولكن الله لا ينسى.
نحن الذين ندعي بأننا بأفضل أيامنا و نواسي كل من يشكو ضجر الأيام، من يصدق بأننا متهشمون من الداخل، وبأننا نصادق الليل والسقف، حتى لم نعد نعرف متى آخر مرة أستيقظنا ولم نضع أيدينا فوق قلوبنا خوفًا من الإنهيار أمام البشر الذين لم يشعروا يوما بأننا نكافح حتى ظهرنا بهذه القوة.
إنهم لا يفهمون، كيف أن إيماءة وجهك إلي كفيلة بأن تصنع لي يومي الطويل، وأن إبتسامة منك كافية، لأن أتجاوز مصاعب الحياة، إنهم لا يفهمون.
كيف أن حزني منك للحظة صغيرة، يحتاج منهم عمرا كاملا ليواسوني عنه، وضحكة واحدة منك أنت لتواسيني.
البارعون في مواساة الأخرين غالباً ما يفشلون في مواساة أنفسهم
المزيد من الموضوعات
كلمة للتاريخ يوما ما سيجئ الحساب…
بالبنط العريض…
بريهان العبودى تكتب.. الغدر ونكران المعروف