وسيط اليوم

جريدة الكترونية عربية

الصحوة- عودة الروح -يقظة الوعي- ثورة شعب في في 30 يونيو 2013 بقلم اللواءسيد نوار

                    الصحوة … عودة الروح .. يقظة الوعي …
                                                                 ثورة شعب في 30 يونيو 2013
أفاق شعب مصر العظيم من سباته على كابوس شيطاني يجثم على قلوبهم إسمه الإخوان المسلمين، وعدهم بالجنة و الرخاء ولم يعدهم إلا خسارا.
بدأت الحكاية في الخامس و العشرين من يناير 2011، خطط لها الإخوان و بايعهم السلفيون لخراب مصر، بدأت بعد أن إستغل الإخوان حاجة الشعب للعيش و الحرية و العدالة الاجتماعية لتبدو و كأنها ثورة بريئه بال زعيم يقودها. تم خداع الشعب بالأوهام منذ أن أخرجهو السادات من السجون، و منع الأحزاب من ممارسة السياسة داخل الجامعات و المدارس و ترك الحبل على الغارب للإخوان، وقتلوه في النهاية. و مع إستمرار سياسة مبارك على نهج سابقه توغلوا في المجتمع و عاثوا فيه فسادا باسم الدين، والدين منهم براء.
كان الشعب يعاني من الفقر و غابت الدولة عن تلبية إحتياجاته، اللهم إلا القليل من المسكنات مع شو إعلامي كاذب، تآكلت فيه الرقعة الزراعية و توغلت العشوائيات في الدولة، فسد التعليم و التربية و عم الفساد في ربوع البلاد. و هنا كان دور الإخوان في إثارة الشعب ضد الدولة إستغلالا لوعي الشعب الجمعي الذي تم تفريغه.
أتذكر الآن يوم 25 يناير 2011 و كان عيدا ييشرطة، كنت مدعوا على قناة الدلتا مع لواء شرطة صديق، يرحمه الله، و أثناء التوجه للقناة راقبت المشهد في الشارع، ساعتها تأكدت أنها بداية ساخنة و لن تنتهي على خير. و ردا على سؤال من المذيعة، لم تكن تتوقع إجابتي عليه، أعلنت أنها فوضى و لن تنتهي على خير و يلزم الحذر، لم يصدقني أحد.
تتابعت الأحداث بسرعة مرعبة، وتوالت الهتافات الهدامة و المثير يرددها خلفهم حتى وصلت ليسقط حكم العسكر، و مع الأسف هناك من الإعلاميين منهم بقصد و منهم من هو مخدوع و الكثير راح يركب الموجة طمعا في مكانة مع المظام الجديد القادم و أصبح البلطجية و المنحرفون نجوما على شاشات التليفزيون ، وعيدا عن التفاصيل، إنتهت الورحلة بركوب الإخوان على الدولة. و التحكم في مفاصلها.
كانت هذه مقدمة لازمة لتعريف من لم يشهد هذه المرحلة و التي كانت هي البداية للثلاثين من يونيو 2013
عانى الشعب من الفوضى و البلطجة بعد أن فتحوا السجون للمجرمين و الإهابيين.
عانى الشعب من الكابوس، فاستقظ على خراب جاء به الإخوان، أفاق و استجمع تاريخه و حضارته و قرر أن يستعيد الدولة و راح يستدعي أداته الشريفة الوطنية لأنقاذه من الورطة، من هنا بدأت رحلة تمرد.
وفي 30 يونيو أطلق الشعب ثورة جديدة لتصحيح مسار 25 يناير , ودوّت في جميع ميادين القاهرة والمحافظات هتافات موحدة لملايين المتظاهرين تطالب بإسقاط نظام محمد مرسي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة؛ ففي ميدان التحرير “أيقونة الثورة المصرية”, كان المشهد منذ ساعات الصباح الأولى ليوم 30 يونيو حاشدًا ومهيبًا , إذ اكتظت جنباته بالمتظاهرين الذين لم تمنعهم حرارة الشمس الحارقة أو الزحام الخانق عن البقاء ثابتين في أماكنهم لترديد هتافات : “الشعب يريد إسقاط النظام” و”ارحل” و”يسقط يسقط حكم المرشد”. الميادين الكبرى بالقاهرة والجيزة كانت بمثابة رحم لثورة العاصمة, حيث خرجت منها مسيرات تقدمها ناشطون وسياسيون بارزون, لكنها سرعان ما ذابت بين أبناء الشعب, وكذلك رجال الشرطة الذين انضموا لهم واحتضنوا هتافاتهم , لتشهد ثورة 30 يونيو شعارًا جديدًا وهو “الشعب والشرطة إيد واحدة”.
وتتحول المسيرات إلى كتلة بشرية هائلة ( كجلمود صخر حطه السيل من عل ), في مشهد حضاري دون عنف و إنطلق مخزونها الثوري إلى ميدان التحرير ثم قصر الاتحادية. وفي المحافظات, لم يكن المشهد بعيدًا عن حالة الغليان الثوري, إذ لم تقتصر على المظاهرات الحاشدة المنددة بالنظام والمطالبة بإسقاطه, بل تخطى الأمر إلى حد فرض العصيان المدني, حيث تمكن المتظاهرون في الدقهلية وكفر الشيخ والمنوفية والشرقية والقليوبية من حصار مباني المحافظات والمباني الحكومية وإغلاقها بالجنازير وطرد محافظي الإخوان حتى يسقط النظام. واللافت للنظر أكثر في المشهد الثوري خارج العاصمة هو؛ رفض كثير من محافظات الصعيد – التي لم تشارك في ثورة يناير- تهديدات حلفاء مرسي وخرجوا إلى الشوارع والميادين للمطالبة بإسقاط النظام.
أذكر إنني كنت على الهواء على قناة الدلتا أيام 27 و 30 و الثالث من يونيو ، أعود بعد الحلقات للشارع أسجل بالفيديو و بالصور فرحة الشعب بالثورة الحقيقية، أتحدث مع البسطاء ، أسعدني خروج أسر كاملة رجال و نساء و أطفال.
ومساء الثالث من يوليو, وبعد انتهاء المهلة الثانية التي منحتها القوات المسلحة للرئيس محمد مرسي, انحازت القوات المسلحة إلى الشعب, وأعلن الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة مساء الثالث من يوليو خارطة المستقبل التي تم الاتفاق عليها مع عدد من الرموز الدينية والوطنية والشبابية, والتي تضمنت تعطيل العمل بالدستور وتولي رئيس المحكمة الدستورية العليا إدارة المرحلة الانتقالية، وتشكيل حكومة كفاءات وطنية وكذلك لجنة للتعديلات الدستورية وأخرى للمصالحة الوطنية.
وعقب انتهاء بيان القوات المسلحة، الذي تلاه الفريق أول عبد الفتاح السيسي – كلمة السر في نجاح ثورة المصريين على الإخوان – عمّت فرحة عارمة في ميادين مصر كلها وهتف المتظاهرون للسيسي والقوات المسلحة التي انحازت لثورة الشعب المصري, والتي طالما أكدت – من خلال مواقفها – أنها جيش الشعب وقوته الضاربة ضد أعدائه في الداخل والخارج.
قبل ثماني سنوات وعقب نجاح ثورة الشعب في 30 يونيو 2013، بدت مصر شبه دولة، تعاني الاضطراب الأمني والفتنة الداخلية، الطائفية والسياسية، تقف على شفا الانهيار الاقتصادي، معزولة عن محيطها العربي ومحاصرة في قارتها الإفريقية وأواصر علاقاتها مقطوعة مع دول العالم.
و لم يتوانى أعداء ثورة الشعب المصري العظيمة من الداخل والخارج عن بث اليأس والإحباط في نفوس الشعب الذي أثقلته جراح فترة طويلة موروثة تلتها ثلاث سنوات من الاضطرابات وعدم الاستقرار الأمني والاقتصادي والسياسي، اختتمت باستيلاء جماعة ارهابية على الحكم، عملت على إفشال الثورة في محاولات لزعزة ثقة الشعب في ذاته الحضارية، ودولته الضاربة في عمق الأرض والتاريخ، وقدرته المتوارثة على الإنجاز وعبور المستحيل.
وتوالت الدعايات والإشاعات والحملات طوال هذه السنوات الثماني، محاولة أن ترسم وتروج صورة لمصر غير التي هي عليها بالفعل، مضفية عليها كل السواد الذي تتمناه لها ولشعبها الجماعة الإرهابية التي أطاح بها الشعب بثورته وحلفاؤها الخارجيين. إلا أن مصر الحقيقية تبقى هي تلك التي تبدو عليها اليوم بعد 7 سنوات في كل المجالات والمحاور، فإلى أين وصلت الآن وكيف تغيرت في كافة المجالات؟
كنادولة معزولة… تم تعليق عضويتها في الاتحاد الافريقي… ونظامها الجديد يجاهد لنيل اعتراف دول العالم… وفقدت حلفاءها الذين صدقوا الأكاذيب وأوقفوا توريد الاسلحة والمعدات والمساعدات”.. هذه هي الصورة التي تحالف الجماعة الإرهابية وحلفاؤها في الخارج المال والجهد والسلاح والأرواح لترويجها عن مصر في العالم،و كناإما لا نكون دولة أو لا نكون.
و يدا بيد قام الشعب و قيادته السياسية بتغيير الصورة السيئة، بعد أن غير الواقع و رأى العالم الحقيقة، و كان لخطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي في الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2014 صدى واسعا في العالم و استعاد مصر لمكانتها الدولية والاقليمية، ولاحترامها الطبيعي بين الأمم، ولدورها في قلب التفاعلات الاقليمية والدولية.
وهكذا بفضل إرادة الشعب ووحدته ورفضه للإرهاب فكراً وجماعة وتنظيماً وجرائم، تمكن الجيش والشرطة من توفير “الأمن الكامل” في كل ربوع مصر لشعبها وضيوفها وسياحها وكل من على أرضها، وأصبحت مصر وفق المؤشرات الدولية تحتل في عام 2019 المركز الثامن عالمياً في الأمن والأمان، وذلك مقارنة بالمركز الـ(16) عالمياً في عام 2018، من بين 192 دولة في العالم.
حققنا الاستقرار السياسي تماما كما نصت عليه خارطة الطريق، بالتوازي مع مواجهة الارهاب تحقيق الاستقرار الأمني، تم الشروع بعد ثورة 30 يونيو في بناء مؤسسات معبرة عن إرادة جموع الشعب، فتم وضع دستور مصري من جانب نخبة تمثل بصدق مكونات الشعب، وحظي الدستور بتأييد شعبي واسع، وأجريت انتخابات رئاسية حرة مرتين بحضور الإعلام الدولي، وتم انتخاب برلمان جديد سيكمل دورته البرلمانية ويستعد لانتخابات جديدة وتم استحداث مجلس الشيوخ وتثبيت حد أدني لتمثيل المرأة في البرلمان بنسبة 25% في تعديلات دستورية. وترسخت في مصر دولة المؤسسات، التي أرادوها أن تكون خاضعة لمكتب إرشاد ومجالس شورى لعصابات تكفيرية وتنظيمات وجماعات لا تؤمن من الأساس بفكرة الوطن فما بالك بالمؤسسية الحديثة.
بفضل وحدة الشعب الواحد بعنصريه من المسلمين والاقباط التي هي قدس الأقداس يعتز به شعب مصر على مر العصور. وفي كل هذه العصور اعتقد الأعداء والأشرار دائماً أن النيل من مصر يبدأ بإصابتها في القلب منها: في وحدة شعبها.
ورغم صعوبة المهمة، إلا أن دور الدولة والقيادة، قدم النموذج للشعب: فقد تم ترميم وإعادة بناء جميع الكنائس التي تم حرقها وهدمها. وافتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي وسط بهجة الملايين أكبر كنيسة في الشرق الأوسط وأكبر مسجد في العاصمة الإدارية الجديدة. وعادت المحبة بين الجميع وانهزم الإرهاب ومحاولات الفتنة، وأصبح المصريون آمنون في مساجدهم وكنائسهم وفي بيوتهم ونفوسهم، أكثر رضا واطمئناناً في هذا الشأن من أي وقت مضى في مصر منذ نحو نصف قرن. واستمرت المعالجة الرشيدة لكل ما يتعلق بهذا الملف من خلال توفيق أوضاع آلاف المقرات الكنسية وإصدار قانون بناء وترميم الكنائس ليضفي الطمأنينة على رعاياها ولتصبح صفحات مصر في كل التقارير الدولية هي صفحات إشادة بما حققته في مجال المواطنة والمساواة.
و كان أصعب ملفات وتحديات السنوات الثماني هو ملف الاقتصاد، وهو أخطر الملفات لتأثيره المباشر على حياة المواطنين، فلا فرص عمل ولا خدمات اجتماعية ولا مرافق، ولا جيش قوياً بدون اقتصاد قوي وناجح.
و بالجهد و العرق ووعي القيادة السياسية و الشعب تبدلت الصورة: فبعد أن كان معدل متدنيا يكاد في الحقيقة أن يكون سالبا، حققت مصر معدلات متزايدة من النمو وصل لما يقرب من 6% قبل تأثيرات جائحة كورونا الحالية، وتم إعادة تكوين الاحتياطي النقدي وانخفضت نسبة البطالة من 13.4% إلى 7.5% عام 2019، وهوت معدلات التضخم مما يزيد عن 30% إلى نحو 5% في عام 2020.
لقد قدمت مصر للعالم نموذجاً مبهراً في الإصلاح الاقتصادي والقدرة على الإنجاز. ففي مجال التنمية العمرانية، تمت إعادة إنشاء البنية الأساسية في مجالات الطرق ومياه الشرب والصرف الصحي وغيرها، وتحولت البلاد إلى ورشة بناء كبرى من العلمين غرباً إلى أسوان جنوباً، وسيناء والجلالة شرقاً، في سلسلة من مدن الجيل الرابع التي تأتي على رأسها العاصمة الجديدة، مع تطوير مستمر للبنية التحتية في كافة مدن وقرى مصر، لعل أكثرها إثارة لتقدير العالم هو توفير خدمة الصرف الصحي لنحو 40% من قرى مصر مقابل 11% فقط في عام 2014. وفي مجال الاسكان استطاع المشروع القومي للإسكان أن يوفر مئات الآلاف من الوحدات السكنية لكل المستويات الاجتماعية من الشعب، واقتحمت الدولة بجدية غير مسبوقة مشكلة العشوائيات وتغيرت حياة الملايين من أبناء الشعب في سنوات قليلة.
وفي مجال الكهرباء رصدت الدولة 614 مليار جنيه على مدى (6) سنوات حولت مصر من دولة تعاني مشكلة في الكهرباء إلى دولة مصدره للكهرباء والطاقة، بعدما تضاعفت قدراتها في هذا المجال بإضافة 28 ألف ميجاوات كهرباء.
وفي مجال الطرق، شرايين التنمية، أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي في يونيه 2014 المشروع القومي للطرق بتنفيذ 39 طريقاً بإجمالي 4400 كم يتم تنفيذ مراحلها بمعدلات إنجاز قفزت بترتيب مصر في جودة الطرق عالمياً (90) مركزاً في 6 أعوام من المرتبة 113 لتصل إلى المرتبة 28 على مستوى العالم.
وفي مجال التنمية الإنتاجية، أبرز مجالات فرص العمل المستدامة، كانت الزراعة في المقدمة بمشروع استصلاح وزراعة 1.5 مليون فدان، ثم مشروعات الزراعات المحمية لاستصلاح أمثل للمياه وكذلك مشروعات الاستزراع السمكي التي ساهمت في سد الفجوة الغذائية في هذا المجال. فضلاً عن مئات المشرعات لإعادة استخدام مياه الصرف الزراعي وتحلية مياه البحر.
وفي الصناعة تم إنشاء المناطق الصناعية المتخصصة، ومنها منطقة الروبيكي لصناعات الجلود، ومدينة الأثاث في دمياط، وتطوير مشروعات الغزل والنسيج ومشروعات صناعة السيارات وغيرها.
وفي مجال البترول والغاز، ودعت مصر سنوات الجمود والديون لشركات الطاقة العالمية إلى انطلاقة كبيرة في الاستكشاف والصناعات التي أثمرت عن اكتشافات تاريخية حولت مصر من دولة مستوردة للغاز الطبيعي إلى دولة مصدرة للغاز ومحور عالمي لتجارة الغاز. و في الوقت نفسه بدأت المنطقة الاقتصادية لقناة السويس بشائر استثماراتها وانتاجها لتوفير فرص العمل لأبناء الشعب وإضافة المزيد من القوة للاقتصاد المصري.
و في مجال التنمية الاجتماعية حيث أنها الملف الاكثر انسانية في التطور الاقتصادي الناجح في مصر بهدف تطوير وتحسين حياة المواطنين والخدمات الأساسية المقدمة لهم، وكذلك مساعدة الفئات محدودة الدخل على تحمل تبعات الاصلاح الاقتصادي، كانت مشروعات الاسكان الاجتماعي محدود التكاليف وتطوير العشوائيات وتطوير منظومة الخبز ورفع الحد الأدنى للأجور وابتكار منظومة جديدة للدعم النقدي شملت مشروعات تكافل وكرامة وحياة كريمة وغيرها. و أهم مجالين في التنمية الاجتماعية، أولهما ملف الصحة حيث أطلقت مبادرة “100 مليون صحة” بمراحلها وأهدافها المتواصلة وقامت بأكبر مسح طبي شامل في العالم لأفراد الشعب، ثم مبادرة القضاء على قوائم الانتظار للعمليات الجراحية وصولاً إلى مشروع التأمين الطبي الشامل الذي بدأ بالفعل أولى خطواته.
ثم يأتي ملف التعليم بكل مراحله ومستوياته، والذي يشهد أجرأ وأعمق تطوير وتغيير في أنظمته ومناهجه وأدواته وتأهيل المباني والمعلمين منذ بدء التعليم الحديث في مصر في القرن التاسع عشر، في ثورة حقيقية ستنقل مصر إلى قلب عصر العلوم والتكنولوجيا الحديثة.
مبارك عليكم شعب مصر العظيم، تبقى الدعوة ( عليكم بالوعي.. ثم الوعي … )
والله الموفق بحوله و قدرته

Follow by Email
Instagram
Telegram
WhatsApp