وسيط اليوم

جريدة الكترونية عربية

ذكرى حرب الخامس من يونيو 1967 بقلم اللواء سيد نوار

                                     ذكرى حرب الخامس من يونيو 1967

                                   الدروس المستفادة و البطولات المزعومة

أذكر في هذا اليوم, وكنت طالبا في الكلية الفنية العسكرية, و قد تم يومها في طابور الصباح تعريفنا ببروج نوبة الإنذار و التصرف حين حدوث أي هجوم جوي.

وفي تمام الساعة الثامنة و خمس و أربعون دقيقة و أثناء المحاضرة الأولى إنطلقت نوبات البروجي و صفارات الإنذار أسرعنا جميعا إلى ملعب كرة القدم و أنتشرنا فيه و قمنا بحفر الحفر البرميلية. كنا نتابع الأخبار من الإذاعة المصرية من مكبرات الصوت في الكلية. توالت البيانات بعدد طائرات العدو التي تم إسقاطها حتى بلغ العدد إلى حوالي عشرين طائرة, كنا سعداء فقد كنا مشحونين معنويا بقدرة قواتنا المسلحة على دحر العدو و إلقاء إسرائيل في البحر. قم توالت البيانات من الإذاعة حتى بيان أن قواتنا في سيناء تتجمع عند خط الدفاع الثاني.

و في منتصف اليوم تقريبا إكتفنا حجم الكارثة من الإذاعات الأجنبية بعد أن إستطاع البعض ممن لديهم أجهزة راديو. مرت الساعات ثقيلة حتى صباح السادس من يونيو و قد سمح لنا بسرعة التوجه لدورات المياه و العودة فورا. و هنا أذكر موقفا سأعود إليه لاحقا نظرت من شباك العنبر و كان يطل على شارع الخليفة المأمون, حزنت لما قام عدد من الشباب يسبون القوات المسلح و يسبونا بألفاظ قذرة.

مرت الساعات حتى و صلنا ليوم الاعتراف بالكارثة, شعرنا بشرخ عميق و لكن رسخ في قلوبنا رفض الهزيمة و نية الإصرار على متابعة القتال.

قم جاء خطاب التنحي الزعيم جمال عبد الناصر حزينا و مؤلما كنا نصيح لا و ألف لا و فجأة و بلا سابق إنذار دوت صيحات الجماهير في شارع الخليفة المأمون في إتجاه منزل الرئيس مطالبين برفض التنحي و الإصرار على الثأر. أعود الآن إلى بضعة الشباب الذين سبونا بأقذر الألفاظ قارنت بينهم و بين سيل الجماهير, فهمت الفرق بين شباب الإخوان المغيبون و جماهير الشعب ولي خبرة بهم منذ عام 1965 متابعا لقضية السيد قطب بعض زملاء المدرسة من الإخوان ضمنا لهم, و لكن هيهات كنت خريج الكتاب و تلميذا لشيخ معمم في المرحلة الابتدائية.

إن الجيش المصري لم يخض حربا حقيقية في هذه المعركة, و لم تتح اه الفرصة ليذود عن أرضه بسبب أخطاء بعض القيادات حينها و الحديث عنها ليس مجالنا الآن, و عندما سنحت الفرصة للثأر كان النصر العظيم في العاشر من أكتوبر 1973.

ويجب ألا ننسى أن إسرائيل إختطفت من المصريين نصرا زائفا و أوهمت به العالم أنا القوة التي لا تقهر. إن العقيدة القتالية للجيش الإسرائيلي تقوم على نقل الحرب خارج حدودها اتفادي الخسائر المادية و المعنوية لافتقارها ااعمق الاستراتيجي, و الحرب الخاطفة و نظريا اليد الطولى بالطيران و سرعة الالتفاف و التطويق لإيهام القوات على جبهة القنال بالهزيمة.

التمهيد للحرب : –

و من الجدير بالذكر أن أذكر هنا أنه كانت هناك محاولة خبيثه لإصقاط جمال عبد الناصر, البعض يريد التخاص منه نهائيا. و آخر يريد هزيمته و ليس إسقاطه حتى يرامي تماما في أحضانهم, ففي عام 1960 أعلن الروس عن حشود إسرائيلية على سوريا, فأعلن عبد الناصر الطوارئ و لم تكن لإسرائيل نية الحرب حينها فقامت إسرائيل بدعوة للقيام بجولة على الحدود السورية من داخل حدود إسرائيل من ضباط من سوريا و مصر للتأكد من عدم نية إسرائيل للحرب و انتهى الموضوع, ولكن في 1967 إختلف الأمر, أعلن الرةس عن قيام إسرائيل بالحشد على الحدود السورية و في نفس التوقيت قامت إسرائيل بالحشد فعلا, مع حملة دعائية أنها بصدد الحرب على سوريا لإسقاط النظام بها بهدف توريط مصر في الدخول في الحرب.

و قد قامت القيادة المصرية بالآتي :-

· في 15/ 5/1967 أرسل الجيش المصري 80 ألف جندي إلى سيناء بغرض تخفيف الضغط على سوريا.

· و في 16/5/1967 طلب جمال عبد الناصر سحب قوات الطوارئ الدولية.

· و في 18/5/1967 غادرت قوات الطوارئ الدولية سيناء و غزة.

· و في 22/5م1967 أعلنت مصر إغلاق مضايق تيران.

· و في 30/5/1967 وقع عبد الناصر و ملك الأردن إتفاقية تحالف عسكري و أنهى الخلاف بينهما.

و من هنا وجدت إسرائيل أن هذه الإجراءات هي إعلان الحرب عليها و اتخذتهاذريعة لشن الحرب.

كان يوم الخامس من يونيو 1967 أشأم يوم في تاريخ العرب الحديثز تم فيه تدمير الطيران المصري في مرابضه و تقرر بعد ثلاث ساعات فقط مصير الحرب بين العرب و إسرائيل و إستكملت إسرائيل في ستة أيام إحالال سيناء و قطاع غزة و الضفة الغربية بما فيها القدس و احتلت الجولان.

حال القوات قبل بدء القتال :-

· كان هناك فرق شاسع في التدريب و الرةح المعنوية و أهداف المعركة بين العرب و إسرائيل.

· القيادة الإسرائيلية واحدة بهدف واحد و هو إسرائيل من النيل إلى الفرات و كانت القيادات العربية غير موحدة تديرها قيادات متناحرة.

· فقر المعلومات المتوفرة لدى القوات, مع توافر المعلومات لإسرائيل عن تحركات الجيش المصري.

· ضعف مستوى التدريب للقوات العربية على المستوى التكتيكي و التعبوي و الاستراتيجي.

· في حين زودت أمريكا إسرائيل بأسلحة حديثة.

الجبهة المصرية :-

في الساغة الثامنة و خمس وأربعون دقيقة قام الطيران الإسرائيلي بتدمير نحو ثلثي الطائرات المصرية في مرابضها في غضون ثلاث ساعات بطيران منخفض تفاديا للرادارات المصرية قادمة من البحر من الاتجاه الشمالي الغربي, و أثناء الهجوم الجوي كانت طائرة عبد الحكيم عامر في الجو متجها للاجتماع بقادة الفرق في جفجافة ولم يتم إسقاطها, و هذا اللغر لم أستطع له تفسيرا أحدثكم عنه في مقال آخر بعد متابعتي له بالبحث بعد النصر في 1973, و مما لا شك فيه أعتقد أم خطة إنتشار الطائرات المصرية لم تكن صحيحة.

و في نفس توقيت الضربة الجوية بدأ الهجوم على القوات البرية مع غياب قياداتها في إنتظار عامر في جفجافة. و مع تفوق جوي إسرائيلي, مع غياب القيادة لإدارة المعركة, و تم عزل قطاع غزة عم القوات المصرية و إحتلاله.

و في يوم الثلاثاء السادس من يونيو أصدرت القيادة المصريه قرارا بالانسحاب لجميع الفرق قبل أن تحصل على الفرصة للقتال الفعلي, و في الأربعاء السابع من يونيو كان الجيش المصري في وضع سئ غي ممر متلا و جفجافة في الوقت الذي إستمر في الطيران الإسرائيلي يقصف بقوة و شراسة القوات و انتهت المعركة بسيطرة كاملة.

أما الحديث عن الجبهة الأردنية و السورية ففيه أقوال كثيرة. يبدو أنهم توهموا أن إسرائيل لن تقوم بحرب شاملة.

الدروس المستفادة :-

· كانت خطط العرب دائما دفاعية مما يجعلها دائما معرضة للضربة الأولى دون التخطيط الجيد للرد و الردع.

· عدم وجود قيادة عربية موحدة لإدارة المعركة. و هنا تأتي أهمية مناورات التدريب المشترك بين القوات المصرية و العربية لتحيد المفاهيم و كذا مع القوات الصديقة لاكتساب الخبرات القتالية.

· ضعف التدريب و التعليم للأفراد مما يضعف قدراهم على إستيعاب الأسلحة و المعدات.

· فشل التنسيق و التعاون بين القوات العربية خصوصا في القيام بضربة جوية هلى المطارات الإسرائيلية أثناء هجومها على المطارات الإسرائيلية مما يحرم الطائرات الإسرائيلية من الهبوط عند عودتها مما يكون له أكبر الأثر في سير الحرب.

· خطأ جسيم في تقدير الموقف بالنسبة لانسحاب القوات خاصة في سيناء و الجولان.

· يجب ألا نهمل هنا الدور الأمريكي الحليف لإسرائيل بهدف إسقاط الزعيم الراحل جمال عبد الناصر لما لديه من توجه عربي وحدوي مما يشكل خطرا على مصالحهم في المنطقة.

يرحم الله شهدائنا و لن ننسى تضحياتهم في سبيل الوطن سواء في هذه الحرب التي لم تخلو من البطولات رغم النكسة, و شهدائنا في معركت الثأر في السادس من أكتوبر 1973 .

وهنا أثمن و أحيي دور القيادة المصرية الحالية في تنويع مصادر السلاح و تطوير التعليم العسكرري و الفني و الهندسي و الذي ساهمت فيه الكلية الفنية العسكرية جنبا إلى جنب مع الكلية الحربي و الدفاع الجوي و الكلية البحرية مع بقية المعاهد الفنية, مما كان له أكبر الأثر في التعاون مع الأجهزة المدنية في معركة البناء و التعمير.

Follow by Email
Instagram
Telegram
WhatsApp