وسيط اليوم

جريدة الكترونية عربية

( عاقبة الرضا ) بقلم / محمد صقر

بتاريخ / ٤ – ٣ – ٢٠٢٢ م

إن الحياة كلها تتمثل في هيئة أشياء ناقصة لاتكتمل إلا برضانا لذا قد كان الرضا بالمكتوب عبادة و أيما عبادة الرضا لا شك عبادة سامية أمرنا بها الله – سبحانه و تعالى

و رسوله الكريم لحكمة بالغة تكاد تكون أن الرضا بما قسم من خير و من شر كان راحة للبال من الشقاء و للنفس من العناء و لا جدال في أن الإنسان الذي يسلم لأقدار ربه محسنا التوكل عليه ينال حظي الدنيا و الآخرة

فبماذا يفيدك سخطك !؟ الإجابة حتما لا شيء فليس هناك أولى و لا أفضل من أن نرضى بما كتبه الخالق فالخير كله في الرضا فإن استطعت فارضى و إن لم تستطع فاصبر.

و هنا أتجه بكم نحو مقام آخر ألا و هو بعدما نرضى ماذا سيكون الحصاد؟!! و لعل إجابتي على هذا السؤال ستطول بعض الشيء و لكن أقول لكم أنه يكفيني و يكفيكم أن عاقبة الرضا هي السعادة و الجبر و يكفينا جميعا أنه من رضي بقدر الله أعطاه الله على قدره و قدر الله ليس له من آخر.

و هنا أتوقف لبعض لحظات لأسأل نفسي سؤالا ألا و هو لماذا يختبر الله صبرنا !؟ و سؤالا آخر و هو لماذا يأمرنا دائما أن نسلم لأقداره و نرضخ لقضائه و هنا ستكون الإجابة بلا شك حديث رسول الله – صلى الله عليه و سلم – الذي يقول : – ” عجبت لأمر المؤمن فأمر المؤمن كله خير إن أصابته سراء شكر فكان له بذلك أجر و إن مسته ضراء صبر فكان له بذلك أجر … “

و هذا بكل تأكيد رد مثالي و جواب قاطع على أي سؤال يجول في خاطرنا أو أي تساؤل تحدثنا به أنفسنا فإن أصدق الحديث كتاب الله و أطهر الكلام كلام رسوله – صلى الله عليه و سلم –

و أخيرا أود بعدما خط قلمي سالف الكلمات أن أختتم مقالتي المتواضعة بقول الله تعالى في الحديث القدسي و هو ما ذكره فضيلة الإمام الراحل – رحمة الله عليه – الشيخ محمد متولي الشعراوي و الذي نصه : – ” يا ابن آدم خلقتك للعبادة فلا تلعب وَ قسمت لك رزقك فلا تتعب فإن رضيت بما قسمته لك أرحت قلبك و بدنك و كنت عندي محمودا … “

و هذا يكفي دون مراء فرضا العبد بقضاء الله من رضا الله على هذا العبد فاللهم إنا نسألك رضاك و الجنة و نعوذ بك من سخطك و النار كما نسألك – جل شأنك و عز سلطانك – أن تجعلنا راضين مرضيين في الدنيا و الآخرة و اجعلنا اللهم بفضلك ممن صبروا فنالوا ما تمنوا و سألوك فأعطيتهم و رضيت عنهم و رضوا عنك صدق من لم يذل جليلا صدق الهادي إليه سبيلا صدق الله و من أصدق من الله قيلا ، إليكم أرق تحياتي و انتظرونا بقلم جديد …

Follow by Email
Instagram
Telegram
WhatsApp
× اتصل الآن