النظرة المستقبلية الدفاع و الأمن القومى
الوعي … ثم … الوعي..
بقلم لواء مهندس السيد نوار
وسيط اليوم
16/3/2022
إن الأمن القومي هو قدرة الدولة على تحقيق وتأمين المصالح الاستراتيجية ، على أساس امتلاك الدولة لعناصر القوة الاستراتيجية التي تقوم وتستند على تحقيق الأمن الإنساني، والتي تتيح للدولة امتلاك إرادتها الوطنية، وتوفر الدعم المطلوب لتحقيق وتأمين المصالح الوطنية الاستراتيجية، مع المحافظة على البيئة وتنمية الموارد الطبيعية وحفظ حقوق ومـصالح الأجيـال القادمـة والإسهام في تحقيق الأمن الدولي .و يشمل المصالح الوطنية والحيوية للدولة معاً، في تفاعل متكامل بينها لتحقيق الأمن للدولة، دون تحديد لها حيث أنها من المتغيرات الدائمة، وقد تختلف من موقع لآخر، أو من عصر لآخرإضافة إلى القوة العسكرية، من أجل تأمين المصالح الوطنية الحيوي للدولة.
و يهدف الأمن القومي للدولة بالتطوير والتنمية، ( الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية ) مع العمل على تأمين الحماية الكاملة لها. إن الأمن الحقيقي للدولة يعتمد على المعرفة العميقة للمصادر التي تهدد مختلف قدراتها ومواجهتها بتحقيق الإجراءات المناسبة لتنمية تلك القدرات تنمية حقيقية في كافة المجالات سواء في الحاضر أو المستقبل.
و الخلاصة فإن الأمن القومي لمصر هو وطنية عملية مركبة. تحدد قدرة الدولة على تنمية إمكاناتها، وحماية قدراتها، على كافة المستويات، وفي شتى المجالات، من الأخطار الداخلية والخارجية. وذلك من خلال كافة الوسائل المتاحة، والسياسات الموضوعة، بهدف تطوير نواحي القوة، وتطويق جوانب الضعف، في الكيان السياسي والاجتماعي و العسكري للدولة، في إطار فلسفة قومية تشمل جميع المتغيرات الداخلية والإقليمية والدولية.
و قد ورد مفهوم الأمن القومي, في القرآن الكريم منذ أكثر من 14 قرنا في قول الله عز و جل :
’’ و أعدوا لهم ما استطعتم من قوة و من رباط الخيل,
ترهبون به عدو الله و عدوكم و آخرين من دونهم لا تعلمونهم, الله يعلمهم ’’
,, و أعدوا بمعنى وضع السياسات و الاستراتيجيات مع النظرة المستقبلية لما هو آت ,,
و مفهوم القوة هو :
· تنمية القوة البشرية, علميا, صحيا, ثقافيا, و اجتماعيا, و تنمية الوعي.
· التنمية الاقتصادية للدولة و الأفراد.
· تنمية الوعي الروحي إستنادا بما جاءت الأديان السماوية.
· مكافحة الفساد, و القضاء على الفتن العرقية.
· الوعي و تنمية الشعور بالانتماء للوطن و العمل على تحقيق السلم و الأمن الاجتماع.
و مفهوم رباط الخيل هو :
· بناء و التنمية المستدامة اللقوة العسكرية, بالمعدات المناسبة للمرحلة الحالية و المستقبلية, بغرض إرهاب العدو حتى لا يفكر في العدوان على الدولة و لحماية مقدرات الدولة و في الداخل و الخارج.
· التدريب المستدام للجنود و الضباط المرابطون , على فنون القتال.
و آخرين من دونهم, الله يعلمهم ,
· دراسة نوايا الدول المعادية بجمع المعلومات بصفة مستديمة, أو حتى الدول الصديقة, لتأكيد حسن النوايا, التي لا يعلمها إلا الله عز و جل. و في هذا المجال يلزم النأكيد على القدرة المسدامة مع التطوير المستمر لأجهزة جمع المعلومات ( المخابرات العامة, المخابرات الحربية, الأمن الوطني ) داخل و خارج الحدود الاستراتيجية و البعيدة.
إن الأمن القومي للدولة المصرية يتحقق بحماية أراضيها وشعبها ومصالحها وعقائدها وثقافتها واقتصادها من أي عدوان خارجي بالإضافة إلى قدرتها على التصدي لكل المشاكل الداخلية والعمل على حلها واتباع سياسة متوازنة تمنع الاستقطاب وتزيد من وحدة الكلمة وتجذير الولاء والانتماء للوطن والقيادة.
أبعاد الأمن القومي :
· الأمن العسكري: استشعار الخطر المسلح وتنمية القدرات الدفاعية وقراءة مستقبلية لنوايا الدول الأخرى
· الأمن السياسي: الاستقرار السياسي للدولة، وحماية الشرعية
· الأمن الاقتصادي: حماية الثروات والموارد المالية والتنمية
· الأمن الاجتماعي: الشعور بالأمان والتعايش السلمي بين جميع مكونات الدولة من خلال قبول الطرف الاخر واحترام العادات والتقاليد للمكونات الاخرى بغض النظر عن العرق او الدين أو ألمذهب او الهوية.(
أسباب الاهتمام بالأمن القومي للدولة هي :
· مفهوم المصلحة القومية يعني ضمان الرفاهية بالمعنى الشامل من أجل تامين المصادر و الموا الموارد. ومن ثم برز مفهوم الأمن القومي كتعبير عن كل من الرفاهية من ناحية رد العمل على ضمان مصادرها الخارجية من ناحية أخرى وحماية الترتيبات الداخلية التي تدفع إلى زيادة معدل الرفاهية.
· ازدياد معدل العنف وتصاعد حدة الصراعات الدولية المباشرة والتي قد تتطور إلى حروب, كما يحدث الآن بين روسيا و أونكرانيا, و الراعات و الفتن و الفوضى الدلخلية, كما حدثت في ما سمي بالربيع العربي في الدول العربية و مها مصر, و قد قامت الدولة المصرية بالاهتمام بالأمن القومي بوضع الاستراتيجيات و الخطط لمواجهة هذه الصراعات على المستويين الإقليمي والدولي.
· ازدياد الشعور لدى الدول الصغرى بالتهديدات المتصلة بأمنها و المتصلة بأمنها القومي. فمن جهة الديون الخارجية المستحقة عليها تهديدا لأمنها السياسي والاقتصادي، وتحد بالضرورة من حرية اتخاذ القرارات الإستراتيجية.
· قيام الدول الكبرى بتوظيف المنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة ليس فقط لتحقيق مصالحها ولكن للإضرار بالمصالح القومية والأمن الذاتي للدولة المصرية, و الادعاء عليها بانتهاك حقوق الإنسان و ما فعلته الولايات المتحدة بالعراق وأفغانستان وغيرها تحت مظلة الأمم المتحدة من احتلال وتدمير لقدراتها العسكرية الدفاعية والهجومية وتحطيم الإمكانيات الاقتصادية.
· و أخبرا وباء كوفيد 19, الذي اجتاح الكرة الأرضية و أدى إلى تراجع إقتصاديات الدول, و قد قامت الدولة المصرية حكومة و شعبا مع القيادة السياسية بالتعامل مع الأزمة بحكمة و خطط مدروسة بالعبور الآمن و حققت معدات تنمية ملموسة.
· تزايد الإحساس بالقلق والتوتر الداخلي والذي يمكن أن يتحول إلى مظاهر عديدة من عدم الاستقرار وعدم الأمن في الدول الصغرى. فبعد أكثر من نصف قرن من الاستقلال لاتزال كثير من تلك الدول تعاني من مشكلات كبرى في عملية الإنتاج وكذلك عملية التوزيع. ولا شك إن الإحساس بالحرمان النسبي لدى المواطنين من شانه أن يزيد من الشعور بالإحباط ومن ثم الانخراط في علميات عنف ضد النظام السياسي. كما أن الفراغ الفكري و الوعي لدى الدول الصغرى دفعها إلى الاتجاه إلى زيادة الإنفاق على التسلح سواء لبناء مؤسسة عسكرية قوية وعصرية أو لبناء قوات شرطة مجهزة ومدربة لمواجهة المتطرفين قوميا أو فكريا (أو عرقيا) أو مذهبيا أو دينيا. ويمكن أن يقود ذلك إلى موجة جديدة من الدول البوليسية تنغمس في الحياة العسكرية وحد أدنى من الحياة المدنية وهي دولة تنشأ نتيجة الحرب أو الخوف من الثورة أو التغيير أو المغالاة في إنتاج واكتساب الأسلحة التقليدية والنووية أو اكتساب التكنولوجيا العسكرية، وتستهدف صيانة الاستقرار والنظام في الشئون الداخلية والدفاع عن الوضع القائم في العلاقات الدولية. في مثل هذه الدولة, والتي يسيطر عليها ماديا ونفسيا وفكريا مفهوم الامن العسكري فإن دور المدنيين يكون محدودا للغاية إذ ينظر إليهم على أنهم عنصر تهديد للأمن وليس عنصر تدعيم له.
· إن الأمن القومي في حالة تفكك الدول الكبرى وخاصة الفيدرالية إلى دول قومية مستقلة ذات سيادة، كما حدث في تفكك الاتحاد السوفيتي ويثار الأمن القومي هنا من عدة زوايا، منها: من يتحكم في مقومات الأمن القومي وخاصة المقومات العسكرية أي الجيوش والمعدات، خاصة إذا كانت معدات أو أسلحة نووية، ومن يحمي الجمهوريات أو الدول الوليدة، خاصة إذا كانت ذات مسحة عرقية، وكيف تتحقق الرفاهية في الدول الجديدة، وما إذا كانت عملية التحلل تتم بصورة سلمية أم بصورة عنيفة وصراعية. ويتضح من التجارب الماضية والمعاصرة لعمليات التفكك والتحلل مدى التهديد الذي يشكله بعضها للأمن القومي أو الإقليمي سواء تعلق ذلك بالجمهوريات المنسلخة عن الاتحاد السوفيتي السابق أو الدول الناتجة عن انقسام يوغوسلافيا السابقة أو ما يتهدد اليمن والعراق و سوريا وفلسطين.
النظرة المستقبلية للدولة المصرية في التنمية المستدامة للقدرات الدفاعية للقوات المسلجة من خلال المفهوم الاستراتيجي الأمن القومي :
· مواكبة التطور العالمي في نظم إعداد وتدريب الفرد المقاتل نظريا وعمليا.
· إقامة قاعدة محمد نجيب المتكاملة بين أنظمة التسليح في المنطقة الغربية, و المجهزة لأي مهام جديدة.
· إقامة قاعدة برنيس المتكاملة بين أنظمة التسليح والمجهزة لأي مهام جديدة.
· تزويد القوات البحرية الغواصة الألمانية ( إس-44 ) و الذي يعتبرنقلة غير مسبوقة .
· تزويد القوات البحرية بالغواصة ميسترال الفرنسية ( عدد 2 ) و العمل على توطين صناعتها في مصر.
· نزويد القوات المصرية بالفرقاطة الفرنسية جويند و توطين صناعتها في مصر,
· تطوير الصناعات العسكرية الدفاعية .
· تأسيس الأسطول البحري الشمالي في البحر المتوسط و الأسطول الجنوبي في البحر الأحمر.
· تنويع مصادر السلاح حتى لا تتعرض القوات المسلحة لاحتكار أي دولة لإرادة التطوير.
· تنفيذ المناورات العسكرية, على مدار العام التدريبي في الاتجاهات الاستراتيجية للدولة بغرض الحفاظ على جاهزية القوات المستدامة لتنفيذ المهام القتالية المتعددة.
· تنفيذ المناورات العسكرية المشتركة مع الدول الصديقة لنقل الخبرات .
· تنفيذ المناورات العسكرية مع الدول العربية لتوحيد المفاهيم و الاستعداد لأي مخاطر مشتركة ضمن أستراتيجية الأمن القومي العربي.
و لا ننسى قيام القوات المسلحة بالحرب ضد الإرهاب بالتعاون مع رجال الشرطة, و تطهير سيناء من الإرهابيين و تأمين الداخل من وصول الإرهاب إليه, و نوفير الأمن و الأمان للشعب
· كما يجب ألا ننسي أن نوجه التقدير لقواتنا المسلحة مساهماتها الهائلة في بناء الدولة من خلال تنفيذ المشروعات القومية الكبرى.
حقا إن مصر تستطيع بحول الله مصر تستطيع
عاشت مصر حكومة و شعبا و جيشا و شرطة تحت قيادة سياسية و طنية, حبانا بها الله
الرئيس عبد الفتاح السيسي
تحيا مصر … تحيا مصر … تحيا مصر
المزيد من الموضوعات
ندوة أدبية وثقافية بحزب الوفد بطنطا…
اللواء محمد البربري رئيس جهاز الحماية المدنية سابقا و أحد أبرز كوادر حماة الوطن بالغربية في حوار مع وسيط اليوم …
كلمة للتاريخ يوما ما سيجئ الحساب…