وسيط اليوم

جريدة الكترونية عربية

الدكروري يكتب عن الجناية على العلماء خرق في الدين…

الدكروري يكتب عن الجناية على العلماء خرق في الدين…

بقلم / محمـــد الدكـــروري

وسيط اليوم

8/11/2022

إن الجناية على العلماء خرق في الدين، فقال ابن المبارك رحمه الله تعالى “مَن استخف بالعلماء ذهبت آخرته، ومَن استخف بالأمراء ذهبت دنياه، ومن استخف بالإخوان ذهبت مروءته” وقال الإمام أحمد بن الأذرعي الوقيعة في أهل العلم ولا سيما أكابرهم من كبائر الذنوب، والطاعنون في العلماء لا يضرون إلا أنفسهم، وهم مفسدون في الأرض، وقد قال تعالى فى سورة يونس ” إن الله لا يصلح عمل المفسدين” والطاعنون في العلماء عرضة لحرب الله تعالى القائل في الحديث القدسي ” مَن عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ” رواه البخاري، والعلماء هم من أولياء الله تعالى روى الخطيب البغدادي عن أبي حنيفة والشافعي رحمهما الله أنهما قالا إن لم تكن الفقهاء أولياء الله فليس لله ولي، وقال الشافعي الفقهاء العاملون، وقال ابن عباس رضي الله عنهما مَن آذى فقيها.

 

فقد آذى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومَن آذى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد آذى الله عز وجل، والطاعنون في العلماء معرضون لاستجابة دعوة العالم المظلوم عليهم، فدعوة المظلوم ولو كان فاسقا ليس بينها وبين الله حجاب، فكيف بدعوة ولي الله الذي قال فيه “ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه” وقال الإمام الحافظ أبو العباس الحسن بن سفيان لمن أثقل عليه ما هذا؟ قد احتملتك وأنا ابن تسعين سنة، فاتق الله في المشايخ، فربما استجيبت فيك دعوة، ولما أنكر السلطان على الوزير نظام الملك صرف الأموال الكثيرة في جهة طلبة العلم أجابه أقمت لك بها جندا لا ترد سهامهم بالأسحار، فاستصوب فعله، وساعده عليه، وبما أن الجزاء من جنس العمل فليخشى الطاعنون في العلماء المستهزئون بهم بعاقبة من جنس فعلهم، فعن إبراهيم النخعي رحمه الله قال.

 

 

إني أجد نفسي تحدثني بالشيء، فما يمنعني أن أتكلم به إلا مخافة أن أبتلى به، ورُوي عن الإمام أحمد أنه قال ” لحوم العلماء مسمومة، مَن شمها مرض، ومَن أكلها مات” وقال الحافظ ابن عساكر رحمه اللَّه تعالى واعلم يا أخي وفقنا الله وإياك لمرضاته وجعلنا ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته أن لحوم العلماء رحمة الله عليهم مسمومة، وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة لأن الوقيعة فيهم بما هم منه برآء أمر عظيم، والتناول لأعراضهم بالزور والافتراء مرتع وخيم، والاختلاف على مَن اختاره الله منهم لنعش العلم خلق ذميم، ومَن أطلق لسانه في العلماء بالثلب، ابتلاه الله تعالى قبل موته بموت القلب، ويقول الله تعالى فى سورة النور” فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم” وذكر رجل عالما بسوء عند الحسن ابن ذكوان رحمه الله تعالى فقال.

 

“مه لا تذكر العلماء بشيء فيميت الله تعالى قلبك” وإن من أعظم الآثار العاجلة لانتقاص العلماء والتهكم بهم موت القلب لأن من انتقص نقلة الدين هان الدين في قلبه، وسهل عليه أن يتوجه بالطعن المباشر في أحكام الله تعالى وحدوده، ومن سبر أحوال كثير ممن يرفضون أحكام الله تعالى، ويطعنون في شريعته، أو يستميتون في تأويلها وتحريفها يجد أن بدايات انحرافاتهم، كانت بالطعن في العلماء، فعوقبوا بالجرأة على الدين كله تأويلا وتحريفا وردا وانتقاصا، ونعوذ بالله تعالى من الضلال والهوى، فإن الطاعنون في علماء الشريعة هم أهل الأهواء والبدع والنفاق لأن العلماء يحولون بينهم وبين نشر النفاق والفساد والابتداع في الدين إذ ببيان العلماء يظهر العلم، ويرفع الجهل، وتزال الشبهة، وتصان الشريعة، ويكون الناس على طريق مستقيمة، ومحجة واضحة، لا غموض فيها ولا التباس.

Follow by Email
Instagram
Telegram
WhatsApp