الدكروري يكتب عن فضل العلماء في الشريعة الإسلامية
بقلم / محمـــد الدكـــروري
وسيط اليوم
8/11/2022
إن فضل العلماء في الشريعة الإسلامية كبير وعظيم ويدل ذلك عندما أخذ الصحابي الجليل ترجمان القرآن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما بركاب أبي بن كعب رضي الله عنه فقيل له أنت ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم تأخذ بركاب رجل من الأنصار فقال إنه ينبغي للحبر أن يعظم ويشرف، ومن عقيدة أهل السنة والجماعة أنهم يدينون الله سبحانه ويتقربون إليه باحترام العلماء الهداة، بلا غلو ولا جفاء فقال أبو جعفر الطحاوي في عقيدته المشهورة ” وعلماء السلف من السابقين، ومَن بعدهم من التابعين، أهل الخير والأثر، وأهل الفقه والنظر، لا يُذكرون إلا بالجميل، ومن ذكرهم بسوء فهو على غير السبيل ” وإن تعظيم العلماء وتقديرهم من تعظيم شعائر الله قال تعالى فى سورة الحج ” ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه”
وقال جل وعلا فى سورة الحج ” ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب” والشعيرة كما قال العلماء كل ما أذن وأشعر الله بفضله وتعظيمه، والعلماء بلا ريب يدخلون دخولا أوليا فيما أذن الله وأشعر الله بفضلهم وتعظيمه بدلالة النصوص الكريمة السالفة الإيراد، وقال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله في تفسيره شعائر الله أعلام الدين الظاهرة ومعنى تعظيمها إجلالها والقيام بها وتكميلها على أكمل ما يقدر عليه العبد، فتعظيم شعائر الله صادر من تقوى القلوب، فالمعظم لها يبرهن على تقواه وصحة إيمانه لأن تعظيمها تابع لتعظيم الله وإجلاله، وعلى هذا فالنيل من العلماء وإيذاؤهم يعد إعراضا أو تقصيرا في تعظيم شعيرة من شعائر الله، وقال بعض العلماء أعراض العلماء على حفرة من حفر جهنم، ومن هنا وجب أن يوفيهم الناس حقهم من التعظيم.
والتقدير والإجلال وحفظ الحرمات، وما يوجد من بعض الناس في بعض المجالس أو المنتديات أو بعض وسائل الإعلام من انتقاص أو ازدراء لأهل العلم بسبب خلافهم أو قولهم الحق والصدع به يجب إنكاره والرد على قائله ونصحه، لأن الوقوع في العلماء إسقاط لهم وحرمان للناس من الإفادة من علمهم، وحينئذ يتخذ الناس رؤوسا جهالا فيفتوا بغير علم فيضلوا، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنهما قال، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ” إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رءوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا” رواه البخاري ومسلم، وسلف هذه الأمة وخير قرونها تمثلوا هذا التوقير والتعظيم في مواقف كثيرة امتلأت بها بطون كتب التراجم والتواريخ.
وتناقلها العلماء تذكيرا بهذا الأدب، وتعميقا لهذا الأصل في القلوب، وتنبيها على استعماله لكل سالك، وإنما جاء الشرع بهذا التوقير والتعظيم للعلماء لما فيه من مصالح عظيمة، فإن توقير العلماء أدعى إلى توقير علمهم الذي يحملونه وأقرب إلى أن يحرصوا على بذله للناس، فإن التوقير والأدب والتلطف يستدر بها العطف والود، كما أن في ازدرائهم وإهانتهم خطرا على المجتمع بكتمانهم العلم أو عجزهم عن إبلاغه، أو استهانة الناس بهذا العلم الذي يحملونه، ولذا كانت سنة الله تعالى فيمن اعتدى على أهل العلم والصلاح أن يفضحه الله ويكبته قال تعالى “يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها”
المزيد من الموضوعات
ندوة أدبية وثقافية بحزب الوفد بطنطا…
اللواء محمد البربري رئيس جهاز الحماية المدنية سابقا و أحد أبرز كوادر حماة الوطن بالغربية في حوار مع وسيط اليوم …
كلمة للتاريخ يوما ما سيجئ الحساب…