الدكروري يكتب عن إحترام المسلم لأخيه المسلم..
بقلم / محمـــد الدكـــروري
وسيط اليوم
8/11/2022
لقد أوجبت الشريعة إحترام المسلم لأخيه المسلم، وقد دلت نصوص الوحي من الكتاب والسنة على ذلك، كاحترام المعلم، أو احترام الطلبة والزملاء، ويقول صلى الله عليه وسلم ” المسلم أخو المسلم لا يخونه ولا يكذبه ولا يخذله، كل المسلم على المسلم حرام، عرضه وماله ودمه، التقوى هاهنا، بحسب امرئ من الشر أن يحتقر أخاه المسلم” فالمسلم يحترم الشخص تقديرا لشخصه، ولا يكون احترامه نابعا من المظاهر، وبالتالي لا يحتقر أحدا لكونه فقيرا أو ذو ملابس رثة، فالمظاهر ليست دليل أبدا على ما يحمله الشخص، من علم وأدب وتميز، واحترام الناس هذا هو مما علمنا إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم، من تقدير الشخوص، وإنزالهم منازلهم، فليس كل من لبس الذهب أو الحرير هو الكريم، فهذا كله زائل، ولا يغني شيئا حين يفقد الإنسان ثقافة الاحترام وشكر النعمة.
ولقد أنزل الله سبحانه وتعالى على رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم شريعة كاملة شاملة لم تدع جانبا من جوانب الحياة وسلوك الناس إلاّ وتطرقت إليه ووضعت له المنهج الصحيح، والأسلوب المناسب الذي يضمن للإنسان أن تسير حياته وفق ما أراد الله تعالى، وبما يحقّق له السعادة في الدنيا والآخرة، وإن من خصائص الشريعة الإسلامية أنها ركزت على القيم الروحية بالإضافة إلى عدم إغفالها المادة كمتطلب أساسي للحياة، فالناس يحتاجون إلى القيم الروحية التي تضبط سلوكهم الإنساني، كما يحتاجون إلى الطعام والشراب والمادة التي تضمن لهم البقاء والاستمرار في أداء أدوارهم في الحياة، والقيم الروحية هى القيم التي تتعلق بالروح وتنسب إليها، فالصدق على سبيل المثال قيمة لا تقاس بالموازين كما تقاس المادة، وإنما تعرفها وتدرك قيمتها.
وأهميتها الروح والنفس الإنسانية، أما في الاصطلاح فالقيم الروحية في الإسلام هي تلك القيم التي تحدث عنها القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة والتي تتعلق بنموذج ومثال السلوك الإنساني الذي ينبغي أن يقتدى به، وهي المعيار الذي يتحدد بناء عليه صواب الأفعال والأقوال أو خطأها، وقد يتعارف النّاس على القيم الروحية بناء على فطرتهم السليمة التي خلقهم الله تعالى عليها، وقد يكون مصدر تلك القيم الشرائع السماويّة التي جاء بها الأنبياء والرسل الكرام عليهم الصلاة والسلام، ومن القيم الروحية في الإسلام هو التسامح والعفو وهذا الخلق الكريم وتلك القيمة النبيلة هي من صفات المؤمنين المتقين الذي يرجون رحمة الله تعالى ويخشون عذابه، ومعنى هذا القيمة أنك تقابل الإساءة التي توجه إليك بالإحسان، ولا تحقد على الناس أو تحمل الضغينة في نفسك عليهم.
بل يظل قلبك نقيا صافيا سليما اتجاههم، فقال الله تعالى فى سورة فصلت “ولا يستوى الحسنة ولا السيئة ادفع بالتى هى أحسن فإذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم” ومن القيم الروحيه هو أيضا الصدق وهو قيمة روحية وخلق كريم تعارف عليهم الناس منذ القدم، وأكدت عليه الشرائع السماوية جميعها وعلى رأسها شريعة الإسلام التي حثت على الصدق ورغبته في الأقوال والأفعال والعهود، وكذلك العدل، فإن العدل هو قيمة سامية تقيم أعمالنا وسلوكنا الإنساني في الحياة، فالإنسان الذي يحرص على إعطاء الحقوق، ورفع الظلم هو إنسان عادل، بينما من يظلم الناس ويعتدي عليهم أو يتنقص شيء من حقوقهم هو إنسان ظالم بلا شكّ.
المزيد من الموضوعات
كلمة للتاريخ يوما ما سيجئ الحساب…
بالبنط العريض…
بريهان العبودى تكتب.. الغدر ونكران المعروف