الدكروري يكتب عن مكانة العلم والعلماء..
بقلم / محمـــد الدكـــروري
وسيط اليوم
8/11/2022
إن للعلم والعلماء مكانة في الدين لا تنكر وفضل كبير لا يكاد يحصر، فقد جاءت نصوص الشرع متوافرة متعاضدة تعزز من مكانتهم، وتبين فضلهم، فهم من شهود الله على أعظم مشهود به، وهو توحيد الله عز وجل كما قال تعالى “شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم” وقال الإمام القرطبي رحمه الله ” في هذه الآية دليل على فضل العلم وشرف العلماء وفضلهم فإنه لو كان أحد أشرف من العلماء لقرنهم الله باسمه واسم ملائكته كما قرن اسم العلماء ” ويكفيهم شرفا أن الله تعالى رفع شأنهم، فجعلهم أهل خشيته من بين خلقه، فقال تعالى فى سورة فاطر ” إنما يخشى الله من عباده العلماء” وأبى سبحانه وتعالى التسوية بينهم وبين الجهلة بشريعته، فقال تعالى فى سورة الزمر “قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون”
ورفعهم الله تعالى درجات فقال سبحانه وتعالى فى سورة المجادله ” يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير” وأوجب طاعتهم فقال جل وعلا فى سورة النساء ” يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم” وأولو الأمر كما قال العلماء هم العلماء، وقال بعض المفسرين أولو الأمر الأمراء والعلماء، وقد ورد في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مكانة العلماء حشد من النصوص المذكرة بفضل العلماء, وعلو درجتهم, فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ” من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع”
وإن العالم ليستغفر له مَن في السموات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر” رواه أبو داود والترمذي، وعن أبى أمامه الباهلى رضى الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” فضل العالم على العابد كفضلى على أدناكم ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله وملائكته وأهل السموات والأراضين حتى النملة فى جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير” رواه الترمذي، فيا لها من مكانة، ويا له من فضل، ويا له من تشبيه لهذا الذي يحمل العلم، وقال العلامة ابن القيم رحمه تعالى في كتابه إعلام الموقعين عن رب العالمين.
” العلماء هم في الأرض بمنزلة النجوم في السماء بهم يهتدي الحيران في الظلماء وحاجة الناس إليهم أعظم من حاجتهم إلى الطعام والشراب ” ولما كان أهل العلم بهذه المنزلة فقد جاء الشرع بتكريمهم والحض على توقيرهم، فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ليس منا من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه” رواه أحمد والترمذي، وتوقير العلم والعلماء من إجلال الله تعالى، وتعظيم شريعته، وامتثال أمره، فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن من إجلال الله إكرام ذى الشيبة وحامل القرآن غير الغالى فيه والجافى عنه وإكرام ذى السلطان المقسط” رواه أبو داود.
المزيد من الموضوعات
كلمة للتاريخ يوما ما سيجئ الحساب…
بالبنط العريض…
بريهان العبودى تكتب.. الغدر ونكران المعروف