أساليب التنمر..
بقلم / عمر محمد جمعة
وسيط اليوم
2/1/2023
التّنمّر عادةٌ عدائيّةٌ وغير مرغوبةٍ تحصل بين الأطفال في عمر المدرسة، حيث يقوم بها الطّفل المتنمّر بتصرّفاتٍ عدائيّةٍ، كنشر الإشاعات، أو التهديد، أو مهاجمة الشّخص المُتنمَّر عليه جسديّاً أو لفظيّاً، أو عزل شخصٍ ما بقصد الإذاءة، ويُتوقّع أن يتكرّر هذا التّصرّف مع الزّمن، ويُتوقّع كذلك أن يمرّ كلا الطّفلين، المتنمِّر، والمُتنمَّر عليه، بمشاكل جدّيّة وطويلة الأمد مع الوقت وتكون موازين القوى بالتّصرّف التّنمّري غير متوازن، حيث يستخدم الأطفال المتنمّرون قواهم، سواءً أكانت جسديّة، أم معرفتهم بمعلوماتٍ حسّاسة أو محرجة عن الشّخص المتنمّر عليه، أو شهرتهم، للتّحكّم أو لإلحاق الأذى بالآخرين، ويكون الشّخص المتنمِّر أقوى من المُتنمَّر عليه في الأغلب، مع أنّ الموازين قد تتغيّر مع الزّمن، حتّى لو كانا الشّخصين السّابقين نفسهما.
أنواع التنمر
هناك عدّة أنواع للتنمّر أهمّها ما يأتي:
1-التنمر الإلكتروني:
أدّت التطورات التكنولوجيا المعاصرة إلى انتقال التنمر أيضاً للوسط الإلكتروني، وذلك من خلال المضايقات الإلكترونية التي تعتمد على تلقّي التهديدات من أشخاص مجهولي الهوية لتنفيذ مطلب ما، أو تلقي رسائل تحتوي على شتائم مؤذية نفسياً، ويُعتبر التنمر الإلكتروني من الأنواع الصعب مواجتها وتفاديها لعدم معرفة هوية الشخص المتنمر.
2-التنمر اللفظي:
يُمارس التنمر اللفظي من خلال التلفّظ بالشتائم والكلمات المُهينة للطرف الآخر، وذلك بهدف التقليل من شأنه، وتحقيره، وإيذائه، وعادةً ما يُمارس التنمّر على الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وأثبتت الدراسات والأبحاث الحديثة أنّ التنمّر اللفظي له عواقب وخيمة، لما ما يتركه لدى الطفل من ندوبٍ عاطفية عميقة لها أثر على المدى البعيد.
3-التنمر الجسدي:
يُعدّ أكثر أنواع التنمر وضوحاً حيث يُبنى على ممارسة الشخص المتنمّر أفعالاً جسديةً مؤذيةً لإشباع حاجاته الذاتية من القوة والتحكّم، وعادةً ما يُمارس الشخص هذا النوع من التنمر على أشخاصٍ أضعف أو أصغر منه، ويتمثّل ذلك في الضرب الشديد، والركل، والصفع، واللكم، والدفع بقوة، وترك الآثار على الجسد، وغيرها من الأفعال المؤذية.
4-التنمر العدواني العاطفي:
يُعتبر من أنواع التنمر الماكر المبني على الخبث، ويتمثّل بنشر الأكاذيب والإشاعات الباطلة للسيطرة على الشخص والتقليل من قيمته الاجتماعية، ويكون ذلك بهدف حصول المتنمر على مكانة اجتماعية أفضل من مكانة الشخص الذي تنمر عليه.
أساليب علاج التنمر
تقوم طرق علاج التنمر بشكلٍ عام على مساعدة ضحايا التنمر في رؤية المستقبل بنظرةٍ إيجابيةٍ سواء بشكلٍ مباشرٍ أو غير مباشرٍ. يمكن زيادة النشاطات التي يستمتع بها الطفل بالإضافة إلى مساعدتهم لإيجاد طرقٍ للاسترخاء، كما يجب التوضيح للضحية أن تعرضه للتنمر ليس ذنبه، وألا يرد بعدائيةٍ على المتنمر، ففي أغلب الأحيان حين يتم تجاهل المتنمر فإنه يمل ويتوقف لأن الأمر لم يعد مسليًّا بالنسبة له، كما يجب تعليم الطفل كيف عليه الرد على الإساءة في المرة المقبلة لكي يكون متجهزًا لأي ظرفٍ وغالبًا ما يقوم ضحايا التنمر بتجاهل تلك المشاعر السلبية التي يتسبب بها المتنمرون لهم، وذلك بهدف عيش حياة طبيعية، ويمكن لهذا أن يسبب لهم بعض الراحة بشكلٍ مؤقتٍ، لكنه ليس حلًا دائمًا. هناك عدة طرقٍ متاحة من أجل علاج التنمر والأخذ بيد ضحاياه في التغلب على الاضطرابات النفسية واستعادة الثقة بالنفس، ومنها:
1-استشارة طبيب نفسي
خلال الجلسات، يمكن للضحية استرجاع معظم الذكريات المتعلقة بتلك الحوادث، وتعلم طرق جديدة لكي يتخطى الصدمات، ويجب أن يعمل الطبيب النفسي على زيادة ثقة المريض بنفسه وأن يساعده على تخطي تجاربه السلبية.
2-تغيير المدرسة أو مكان العمل أو الإقامة
عندما يتم تجاهل مقدار كبير من التنمر على مدى سنوات قد لا ينفع التدخل في علاج التنمر هنا، ففي بعض الحالات مثلًا، عند التعرض للتنمر في مكان العمل وعدم تجاوب المدير أو الأقسام المختصة مع الشكوى، قد يكون على الشخص إيجاد مكان عمل جديد ذي بيئةٍ أفضل، وعندما يصبح الطفل غير راغبٍ بالذهاب إلى المدرسة حتى بعد توقف التنمر فقد يكن على الأهل نقله إلى مدرسةٍ جديدةٍ.§
3-التدخل
بالنسبة للأطفال في المدارس، في أغلب الأحيان يتم إيقاف التنمر عن طريق التدخل إما من قبل الشخص المسؤول في المدرسة أو عن طريق شخص يمثل ندًّا للمتنمر؛ حيث أظهرت دراسة أجريت عام 2001 أن 57% من حالات التنمر توقفت بسبب تدخل ندّ يدافع عن الضحية وقد يتم التدخل بين الآباء، حيث يقوم والدا الضحية بمناقشة تجارب ومشاعر ابنهما مع والدي المتنمر واللذان قد لا يكون لهما علم بالوضع من قبل، إلا أنّ التدخل يجب أن يكون مع وجود وسيط أو ضمن مجموعة تجنبًا لحدوث شجارٍ من مستوى آخر.
خاتمة موضوع عن التنمر
-التنمر هو ظاهرة منتشرة في عصرنا هذا خاصة في المدارس، كذلك تلقى هذه الظاهرة اهتمام واسع من قِبل العديد من الأشخاص حول العالم، ومن الجدير بالذكر أن تلك المشكلة قد تعد سببا من أسباب كره بعض الطلاب الدراسة والذهاب إلى المدرسة.
-وقد يتعرض معظم الطلاب على مستوى المدارس إلى التنمر والوحشية في التعامل ومن الممكن ألا تقتصر ظاهرة التنمر على الطلاب فقط بل قد تصل إلى حد المدرسين من خلال إطلاق بعض المدرسين الشتائم على الطلاب أو السخرية من كلامهم أو ملابسهم، ومن الممكن أن يكون التنمر ظاهرة قديمة، كذلك من الممكن مواجهتها والقضاء عليها.
-أيضا تحتاج هذه الظاهرة إلى تكاتف الأسرة والمدرسة وأيضا المجتمع مع بعضهم البعض للقضاء على التنمر لأنه من الممكن أن يؤدي إلى الانحراف في سلوكيات الشخص المتنمر، كذلك من الممكن أن تؤدي هذه الظاهرة إلى تحول كامل في شخصية الضحية قد يتحول من شخص ضعيف ومسالم إلى شخص ذو سلوكيات عدوانية والعكس صحيح.
-لذا لابد من التخلص من التنمر بشكل سليم ومنظم، أيضا يجب تربية أبنائنا منذ الصغر على احترام بعضنا البعض أيضا تربيتهم على الأخلاق الكريمة والبعد عن التنمر مهما كانت الأسباب
المزيد من الموضوعات
كلمة للتاريخ يوما ما سيجئ الحساب…
بالبنط العريض…
بريهان العبودى تكتب.. الغدر ونكران المعروف