وسيط اليوم

جريدة الكترونية عربية

خالد علم يكتب: البلاء يمحو السيئات ويرفع الدرجات…

خالد علم يكتب: البلاء يمحو السيئات ويرفع الدرجات…

كتب خالد علم

وسيط اليوم

10/4/2023

فَاِصبِر عَلى نُعمى الحَياةِ وَبُؤسِها
نُعمى الحَياةِ وَبُؤسِها سِيّانِ
حاولت أن أنظم أفكاري قبل أن أسطر كلماتي لكي أوضح للسادة القراء الكرام قدر المستطاع ما هو الفرق بين البلاء والإبتلاء
البلاء والابتلاء كلاهما من الله -عز وجل- يبلو ويختبر بهما العباد ليميزَ الصادق الصالح من الكاذب الطالح المنافق، وليُكفِّرَ ذنوب المؤمن ويرفع درجاته، وصدق الله تعالى عندما قال: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا) وكلاهما يكونان بالسرّاء والضراء، وكلاهما أيضاً بمعنى الإختبار والإمتحان.

فلابد من الصبر على البلاء بكل أشكاله وانواعه فأنها حكمة لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى ولنا في نبى الله أيوب حكمة بالغة
لقد أنعم الله على النبي أيوب بالعديد من النعم حيث اصطفاه الله لدعوة الناس إلى عبادته، ورزقه زوجة عفيفة والزوجة العفيفة تعتبر من اكبر النعم ولم يحرمه الله من الأبناء فقد رزقه الله ذكور و إناث، كما رزقه الله المال الوفير والأراضي الكثيرة حتى يقوم النبي بزراعتها وحصد ثمارها، وأيضا رزقه قطعان من الماشية حتى يشرب من ألبانها ويأكل من لحومها.

وظل النبي أيوب على هذه الحالة من الرزق الوفير فترة ثمانين عاما، وقد استغل هذه النعم في مساعدة عباد الله الفقراء والمساكين والأيتام ولكن كما نقول دوام الحال من المحال وتأتى الرياح بما لا تشتهى السفن ابتلاه الله بخسارة كافة أبنائه وأيضا خسارة المال والأراضي وأيضا المواشي، وابتلاه أيضا بمرض جلدي أهلك جسده بالكامل وقد تسبب هذا المرض في نفور الناس منه الكل بعد عنه اهله أحبابه وعشيرته يا لله يا لله نعم بلاء صعب جدا لا يقدر عليه أحد ولكن صبر عليه أيوب وصبرت زوجته الوفيه فقد وقفت بجانبه مدة ثمانية عشر عاما حتى شفاه الله دون تأفف حيث كان يذكر زوجها الله دوما وهو منهك جسديا كما كان في حالة تضرع إلى الله وكان يكثر من الدعاء، وقد طلبت منه زوجته الدعاء إلى الله بكشف وزوال الهم والابتلاء ولكنه استحى من الله حيث كانت سنين وفترة الرخاء أكبر عددا من فترة البلاء.

وظل النبي أيوب يدعو الله بكشف الضر بعد اشتداد المرض عليه، حتى من الله عليه بعدها بزوال المرض نهائيا وتعافى تماما، كما عوضه هو وزوجته التي صبرت على البلاء معه كما حاوطته بالعناية والرعاية بالعديد من الأبناء وذكر أن الله عوضه بأهله ومثلهم معهم أي ضاعف له الله عدد الأبناء، كما عوضه الله بالمال الوفير والخير الكثير وأغدق عليه بالذهب.

ونظرا لطول فترة العناء والصبر على البلاء وتحمل نبي الله أيوب على الصبر فترة طويلة، أصبح يضرب به المثل بين العوام عند الوقوع في البلاء.

البلاء بشكل عام أي كان شكله وهيئته يعد اختبار من الله حتى يمحص الصالحين المؤمنين من المنافقين والفاسقين، عافانا الله واياكم وحفظنا من فواجع الأقدار ما ظهر منها وما بطن.

 

Follow by Email
Instagram
Telegram
WhatsApp