خيانة ديجيتال..الذكاء الاصطناعي بقلم الأديب المصرى د. طارق رضوان جمعة
اليوم نتحدث عن خيانة العلم لبنى البشر، قد يبدو الأمر غامض وقد يرفض البعض الفكرة؛ لكن دعونا نعرض بعض الحقائق المخيفة والنبى تسير بنا كالبرق ولن تتوقف. ففى الوقت الذي يخشى فيه العالم تطور الذكاء الاصطناعي، منحت التكنولوجيا سيدة من نيويورك حب حياتها، وفقًا لـ صحيفة ديلي ميل البريطانية.فبفضل الذكاء الاصطناعي تزوجت السيدة روزانا راموس، البالغة من العمر 36 عامًا، من إرين كارتال، بعد أن تم إنشائه على موقع للذكاء الاصطناعي عبر الإنترنت، حيث استخدمت الأم لطفلين التطبيق لإنشاء روبوت ذكر للمحادثة.
تطورت علاقة راموس بالشخصية الافتراضية ببطء، ووجدت فيه مميزات عدة -حسبما وصفت- حيث يعمل كمحترف طبي ويستمتع بالكتابة كهواية، قائلة: خصائصه جاءت مدمجة، مثل لونه المفضل وتفضيله الموسيقي.
يتحدث الثنائي عن أيامهما ويتبادلان الصور ويتحدثان عن الحياة والاهتمامات، مثل الأزواج الطبيعيين، ولكن في عالم افتراضي، حيث صنعت الرجل التي تريد أن تكون معه.
وبحسب الصحيفة، يمكنك مشاركة أفكارك أو طرح الأسئلة أو الدخول في محادثات غير رسمية مع الذكاء الاصطناعي، وسوف تستجيب بناءً على تدريبها وخوارزمياتها.
الروبوتات التي تشبه البشر هي “الكائنات الحية” الجديدة على كوكبنا. يتم استخدامها بالفعل في مكاتب الاستقبال أو في مراكز التسوق أو في مطابخ المطاعم. ولديها بالفعل علاقات مع الناس.
وأصبح من السهل الآن مع تطبيق الكتروني جديد تحديد مدى نجاح العلاقات العاطفية، ومؤشرات الصدق والجدية فيها. فمثلا إذا كنت غير متأكد من مشاعرك تجاه شخص ما فما عليك إلا تحميل تطبيق “مساعد العلاقات” (mei)، الذي يسخر الذكاء الاصطناعي للكشف عن الحب الحقيقي ومدى توافق الشريكين.
التطبيق الذي تم طرحه على “غوغل بلاي” في العام الماضي يقرأ آلافا من المحادثات النصية ويحللها، ليحدد مدى التوافق بين الطرفين ويمنحهم علامات على ذلك أيضا، إلى جانب بعض النصائح عن المواعدة للمساعدة في الوصول إلى الشريك المناسب.
ويدرس (mei) الأنماط اللغوية في المحادثات، مثل الكلمات المستخدمة ووقت الاستجابة وعدد الكلمات وعلامات الترقيم والرموز التعبيرية لاكتشاف المشاعر والمعاني التي يفوتها الأشخاص، ومن ثم يقدم تنبؤا بمستقبل العلاقة.
لا شك أن المستفيد الأول من التقنية هو من يصنعها، أما من يستهلكها فهو يخضع لشروط المنتج ومتطلباته . في القريب العاجل سوف تختفي عديد من الوظائف، والأعمال التي اعتاد الناس عليها في حياتهم اليومة، فقد قلنا إن إزاحة الإنسان التقليدي قائمة على قدم وساق في العالم الحديث، نحن ننتقل من العالم الحديث الآن إلى العالم الافتراضي في كافة المجالات . مجالات كالسينما والمسرح قد تختفي قريبا، فلم يعد ذلك حكرًا على فئات معينة، فالكاميرا وهي وسيلة التواصل مع العالم الخارجي، أصبحت في متناول الجميع، والحكم في التقييم والأداء هو الشخص نفسه .
الجامعات التقليدية سوف تختفي قريبًا، والتعليم بالصورة التقليدية سوف يتلاشى، ولا سبيل لتفادي ذلك إلا بالانتقال المباشر إلى العالم الجديد الذي يخترق كافة الحواجز التقليدية . كان ظهور محرك البحث جوجل التابع لميكروسوفت – شركة بيل غيتس- طرفة كبيرة في الانتقال من التقليدية وإتاحة المعرفة للجميع، وكشفًا كبيرًا في القرن العشرين . الآن ظهر ” الشات جي بي تي” ChatGPT” ، وهو تطبيق يمكن استخدمه في كتابة أو بحث ما يريده كل إنسان، وبمعنى أدق أنك بمجرد كتابة كلمة ” جوجل ” أو “اقتصاد” أو غيرها يَخرج لك بحث كامل حول الموضوع بالمراجع والمصادر والتقسيمات .
لكن في النهاية فإن التعامل مع العلم بمنطق الآلة قد يصلح في بعض الأحوال ويخفق في أحوال أخرى، فعلى سبيل المثال: جوجل أتاح المعرفة ،وقدم خدمات جليلة للإنسان، لكن لم يستطيع القيام بدور الإنسان في الكون . ” الشات جي بي تي” ChatGPT” للأسف يحاول تقديم حلول لكافة القضايا، كما هو حال الغرب يحاول جعل الإنسان محور الكون ، وأن لديه القدرة على فعل أي شيء، وهذا غير صحيح؛ فالنص الذي سوف يخرج عن أهمية الاقتصاد من خلال ” الشات جي بي تي” ChatGPT” سوف يخرج عند كل من يريد بحث تلك القضية، وهذا تشابه طبق الأصل ، ويؤكد محدودية الاكتشاف ، بخلاف الإنسان الذي يكتب في موضوع مثل هذا بعشرات الطرق المختلفة؛ لكن لكل منهم بصمة أسلوبية خاصة، وهذا لا يمكن تقليده بحال من الأحوال .
أما فى مجال الأدب الرقمي والمعرفة الرقمية، فإن الشات جي بي تي” ChatGPT” من الإفرازات التكنولوجية الحديثة، ورقمنة الحياة، لكنها تقف عاجزة أمام تحليل نص مكوَّن من ثلاث إلى أربع كلمات، إنها محدودية العقل البشري في الإبتكار ، وقدرة الخالق في الإبداع والصنع.
وأخيرا فلكل شىء وجهان كما العملة النفدية: فكما أن الذكاء الاصطناعي مميزات فبتلطبه له عيوب. وللأسف عبر تجارب وتاريخ مسبق نجد أنما نستخدم التكنولوجيا بوجهها السىء، إلا من رحم ربى والله خير حافظ.
المزيد من الموضوعات
كلمة للتاريخ يوما ما سيجئ الحساب…
بالبنط العريض…
بريهان العبودى تكتب.. الغدر ونكران المعروف