إلى نـاقـــد
الشاعر / حسن منصور
وسيط اليوم
22/7/2023
لَسْتَ الّذي يَسْــتحِقُّ الْهَجْــوَ من قَلَـمي || ولا الّذي يَستحـقّ الْحَـرفَ مِن كَلِـمي
نـزّهْــتُ نفْـسِيَ عــن قـــوْلٍ يُـلــوِّثُــها || وصُنـتُها عَــــفَــّةً مَـحْــمـودةَ الشِّــيَـم
وصُـنْـتُ عِرضَـكَ لا شــتْـمٌ يُـرادُ بِه || لأنـّــني حــافِــــظٌ لـلـحَــــقِّ والْحُــــرَمِ
لكنْ سأُصْليكَ نارَ الْحقِّ تَصْلِـيَةً || فاصْبِرْ على الرَّحْبِ أوْ فاصْبرْ عَلى الـرُّغُمِ
أهْجوكَ؟ لا! كيفَ أهْجو مُفلِساً كَسَدتْ || بَـضـائــعُ يَقْــتَـنــيـهـا قُــنْـيـةَ الـعَــدَمِ!
أهْــجـوكَ؟ لا ! إنّـما آسى عــلى لُغــةٍ || ظَـلَـمْـتَها أنتَ تَحْـكي غـيْرَ ذي رَحِـم
*********
أرْثي لِحــالِـكَ إذْ فـكّـرْتَ نـفْـسَــكَ في || عِـلْـمٍ، وأنتَ لـدى نورِ العُــلـومِ عَـــمِ
تـظـنُّ نـفـسَـكَ أســتـاذاً بـلا جَـــــــدَلٍ || وصـادِقٌ أنتَ في ذا غــيْرُ مُــتَّـــهـَــمِ:
فـأنـتَ أســتـاذُ جَـمْـعٍ غــيـرُ مُـبْـتَــدعٍ || نثراً، ولا لـكَ في الْمَـنـظـومِ مـن أَمَـم
وتَحْـسَـبُ النّـقـدَ جَـمْعـاً أنتَ جـامـعُـهُ || جَـمْعَ الفـقـيـرِ لِـمَـرْذولٍ مـن الطُّـعَــم
ملأتَ كَـشْكولَـكَ البـالِي بِغــيرِ هُــدىً || فــلا بِـشَـمٍّ تَـمــيزُ الـشّـــهــدَ أو بِـفَـــم
أرْثي لـذَوْقـــكَ لا تَسـمـو مَـــدارِكـــهُ || والـذّوقُ (لو كنتَ تدْري) أعْظمُ النِّعَـم
أرْثي لـنَـقْــدكَ جَــــوّالاً بــلا هَــــدفٍ || كَغــيْـمَـةِ الصّيـفِ تَخْلو منْ سَخا الدِّيَم
مُـهَـــوِّمٌ في سَــماءٍ لـسْـتَ تَـبْـلُــغُـهــا || يوماً، ولا خـطَـرَتْ بالْـبـالِ في الْحُـلُم
شِــهـابُهــا رَصَــدٌ فـي كـلِّ نـاحِــــيـةٍ || فاحْــذرْ عــواقِــبَه واحْــذرْ مـنَ الـنِّـقَم
فـيها نُجــومُ ضِــياءٍ لـيسَ يَطْـمِــسُهـا || لغـوٌ، ولا هـــزَّهــا خَـفّـاشَــةُ الـظُّــلَـم
**********
نَقــدْتَ، ويْحَــكَ، دُرّاً لَـسْـتَ تعــرِفُـه || شــكْلاً، ولا رُمْــتَـه يـوْمــاً كَـمُـسْـتَـلِم
عَـشـيـتَ إذْ لَـمَــعـتْ حــبّـاتُه شُــهُــباً || فَحِــرْتَ حَــيْرةَ ضَــبٍّ فـاقـدِ الـرُّسُـم
وسِـرْتَ تَخـبُـطُ لا تـدْري لأيِّ مَــدىً || يَـسيرُ خـطْـوُكَ غــيْرُ الـثّـابتِ الْقَـــدَم
يا أيُّهاــ الـنّاقــدُ الْمَـنْـقــودُ مَـنْـطِــقُــه || تُـطاوِلُ النّـجــمَ، لكـنْ كــنتَ كالـقَـــزَم
شرَّحْتَ شِعْري بِموسى كَـلَّةٍ رجَـعَـتْ || مَـكســورةً في يَــدٍ مَـخْــضــوبَـةٍ بِــدَم
إذ تَحْـسَـبُ الشعـرَ ألفـاظاً مُـنَـمَّـــقــةً || تَخْـلو مـنَ الفـكْـرِ أو تَخْـلـو من الْحِِـكَم
تـريدُ أبْـنِــيَـــةً ألْـفـاظُــهـا صُـنِـعَــتْ || جَــمـيـلـةً كالــدُّمى أوْ هـــيْـئـةِ الـصَّـنم
والشعــرُ تعـبـيرُ حَــيٍّ عنْ مشاعِـرهِ || والشعـرُ مَجْـلى الأَسى أوْ مَـبْعَثُ الْهِمَم
نبْـعٌ يَفــيـضُ من الـوجْـدانِ مُـنْطَـلـقاً || يَنْسابُ كالـنّـورِ، أوْ كالـلّـحْـنِ والنَّـغَـــم
هــو الْـحَـياةُ بِـمــا فِــيـهـا بلا كَـــذبٍ || فــيـه السُّـرورُ وفــيه غُـــصّـةُ الأَلــــَمِ
**********
شـعْـري سَيـبْـقى عـلى الأيّامِ تعْـرفُـهُ || ويعـرفُ الْحـقَّ أهْــلُ الـعـدْلِ والـذِّمَــم
أمّــا انْـتِــقــــادُكَ فــالأَرْيـاحُ تـأْخــذُه || تَذْروهُ كالْعــصْفِ، كالباقي منَ الـرِّمِـم
أقْـصِرْ فَـما كنْتَ ذا حِـسٍّ ولا حَكـمـاً || أُفٍّ لِــذا الْحِــسِّ، بلْ أفٍّ لِـذا الْـحَــكَـم
لوِ اقــتَصرْتَ على جَـمْعِ العـلـومِ لَما || عـرّضْـتَ نفـْسكَ لـلـتّـشْكـيـكِ والتُّـهَــم
أقْـصِرْ فـإنّـكَ قد أخْــفـقْـتَ مُـنْـتَـقِــداً || وعُــدْتَ بِالْخَــيْــبـةِ السّـــوداءِ والـنَّــدَم
أردْتَ أن تَـرْتَـقي لـكــنْ لَجَــأْتَ إلَى || أكْــتافِ غـيْرِكَ، فِـعْـلَ العـاجِـزِ الْهَـرِم
ومـا الــرُّقيُّ سوى حِــسٍّ ومَـوْهـبـةٍ || تَفــتّحــتْ في مَـجـالِي الفِــكرِ والـقِــيَـم
ولا يَصِحُّ سوى الْمَـعـقـولِ منكَ فلا || تأنَـفْ من الْحَـقِّ أوْ تأسَـفْ عـلى وَهَــم *********************************************
المزيد من الموضوعات
رحلة الإبحار في الأعماق…
نور عيني .! بقلم .. نيڤين إبراهيم
نقف فوق الأطلال وأقدامنا بين الركام وننثر كلمات تخرج من عمق القلب بالأحزان وبغصه في الحلق بحرقان لكي نوصل ما يشعر به الطفل الفلسطيني…