كيف تحقق هدفك ؟
بقلم: عمر الشريف
وسيط اليوم
30/9/2023
إن تحديد الأهداف هي طريقة فعالة للتفكير في مستقبل مثالي، ولتحفيز النفس على تحويل نظرتنا للمستقبل إلى حقيقة، فيساعدنا تحديد الأهدافعلى اختيار مسارنا في الحياة، فإن كنا ندرك تماماً ما نود تحقيقه، سنعرف أين علينا أن نستثمر وقتنا، وسنكتشف بسرعة أيضاً الفراغات التيبإمكانها وبكل سهولة أن تُضِلّنا عن هدفنا.
إذا فقد المرء الهدف ستصبح الحياة وقتها مستحوذة عليه، والفشل لا يصيب الإنسان إلا بسبب عدم التخطيط أو الغفلة، أو البعد عن العلم المبنيعلى البصيرة، ولكي يتجنب الفشل في الحياة، ويحقق أهدافه، لابد له من منبه ينبهه في كل خطوة من خطواته.
لا شك أن فاقد الهدف يفقد الإرداة أيضاً، وفاقد الإرادة لا يملك خطة في الحياة، ولن يتحكم بعد ذلك بمصيره، حيث أن غيره هو الذي ينوب عنه فياتخاذ القرار، وليس له إلا أن يخضع لتلك القرارات، حسنة كانت أم سيئة، وغالباً ما تكون تلك القرارات في غير مصلحته.
ويعتبر التخطيط لتحقيق الأهداف أداة جيدة جداً لمحاربة العشوائية والفوضى والتخبط، فهو يحمينا تماماً من مشكلة إهدار الوقت وعدم القدرة علىتحقيق الأهداف ضمن الفترة الزمنية المخصصة لها، ونظراً لأهمية هذا النشاط في تنظيم الشؤون الحياتية وفي تحقيق الأهداف المطلوبة،سنستعرض أبرز الخطوات التي يجب اتباعها للتخطيط السليم للأهداف وبلوغها، فهناك بعض الأساليب لتحقيق الأهداف المطلوب تنفيذها في حياةكلاً منا منها:
– تعزيز الثقة بالنفس والإيمان بالقدرات الذاتية، حيث إن ذلك يعد من أهم متطلبات تحقيق الأهداف المطلوبة.
– الحرص على عدم الاستسلام للفشل، بالإضافة إلى التعلم من التجارب السابقة، وتوظيف الخبرات السابقة في المواقف الجديدة.
– وجود رغبة كبيرة في تحقيق الأهداف، للتمكن من إنجازها في أوقاتها وحسب المواصفات المطلوبة.
– تحديد الأهداف بكل دقة ووضوح، وتحديد المُدة الزمنية الخاصة بكل هدف، بما يتناسب مع الأولويات والاهتمامات الخاصة بالشخص، حيثتنقسم الأهداف إلى أهداف قريبة، ومتوسطة، وبعيدة المدى.
– التركيز على هدف واحد وإنجازه قبل الانتقال إلى غيره، وذلك من أجل تفادي الدخول في حالة من التشتت والضياع، ولحصر الطاقات في سبيلإنجاز المهام بشكل متسلسل ومنتظم.
– تخصيص وقت للأنشطة والهوايات الترفيهية الخاصة بالفرد، والحصول على قسط كافٍ من الراحة، وذلك تفادياً لتراكم الضغوطات النفسية التيتؤثر في كفاءة الأداء لدى الشخص.
وأرجوا أن يحقق الجميع هدفه، ولكن ماذا علينا ان نفعل عندما لا نحقق ما نريد؟ فدائماً تتطلع النفس إلى تحقيق ما تريد، وإلى الوصول إلى ماتحلم به وتتمناه، فكم من أحلام رسمها الكثيرين وأمنيات تعلقوا بها بددها الزمن وأعاقتها الظروف، فكان من جراء ذلك أن تجرعوا مرارة عدمالحصول على ما يبتغون وشعروا بأن حياتهم متوقفة تماماً عند تحقيق هذا الحلم أو ذاك، مما انعكس على حياتهم بالسوء والحزن والكآبة المستمرةمن جراء ذلك كله، إذ يتعمق فيهم الشعور بالخيبة بعد كل آمل انطفأ، وبعد كل حلم ذهب مع أدراج الرياح.
من الجميل أن نحلم وأن تكون لنا طموحات وآمال نبنيها ونسعى لتحقيقها بكل جهد ومثابرة، فالإنسان بلا طموح إنسان بلا حياة، ومن يعيش منأجل لا شيء فإنه يكون حتماً لا شيء.
فالطموح هو ما يحرك الإنسان في سعيه في بلوغ الغايات، فهو الوقود التي تتزود منه نفوسنا في متابعة السير والوصول إلى ما نبتغيه ونرجوه،والحصول على ما نطمح إليه يشعرنا بلا شك بشعور غامر وساحر لسعادة ليس له مثيل ينسينا كل المصاعب والمتاعب التي كانت في طريق تحقيقنالهذا الطموح.
ولكن من جهة أخرى قد تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، فتفرض علينا الحياة بواقعيتها وظروفها المتشابكة أموراً قد تعيق تحقيق آمالنا فتزيدهاصعوبة، أو قد تنسفها من جذورها بشكل كامل، مما قد يحدث إرباكاً في تفكيرنا واضطراباً في تقديرنا للأمور، ويجعل في النفس غلياناً وثوراناًغاضباً من كل ما حدث، يتحول بعدها إلى جرح فينا ينزف ألماً يشعرنا بحزن دفين بين ضلوعنا يوجعنا ويقلق راحتنا، ومهما حاولنا جاهدين أننناقش بيننا وبين أنفسنا ما حدث، فإننا لن نجد جواباً ولن نجد لأنفسنا هدوءاً، فنفوسنا التي عشش فيها أمل ما لن تقتنع بسهولة بما جرى، ولنتهدأ لمجرد أن تدرك أن ما حدث هو واقع ليس بمقدورنا تغييره.
وفي خضم هذا كله فإن أنفسنا لن تجد مناصاً من الخضوع والتسليم لله عز وجل الذي بيده مقاليد الأمور وإليه يرجع الأمر كله، فالعقل له حدودهالتي لا يمكنه تجاوزها، والمنطق له ضوابطه التي لا يمكنه الانفلات منها، والعقل والمنطق يدلاننا أن هناك أموراً لا ينفع معها إلا التسليم لإرادة اللهوالرضا بقدره في حياتنا لأننا وبكل بساطة لا نملك من الأمر شيء، ونحن أعجز من أن ندرك أشياء تفوق عقلنا المحدود ومنطقنا المنضبط.
التسليم لحكمته تعالى التي هي موجودة بكل أفعاله وأقداره، ولكن ليس من الضرورة أن ندركها بعقولنا القاصرة، يزيح عن صدرنا ثقلاً يحبسأنفاسنا ويحطم ضلوعنا، فالله جل جلاله قد أحكم الأمر في آية رائعة عندما قال : ” ولله غيب السموات والأرض وإليه يُرجع الأمر كله فاعبده وتوكلعليه وما الله بغافلٍ عما تعملون ” [سورة هود:123 ].
المزيد من الموضوعات
كلمة للتاريخ يوما ما سيجئ الحساب…
بالبنط العريض…
بريهان العبودى تكتب.. الغدر ونكران المعروف