النفاق الاجتماعي سرطان يتسبب في انهيار المجتمعات وإصابتها بالخلل والشلل، دائما وأبدا ما يميل قلمي إلى ان ابدء مقالاتي المتواضعة بكتابة نص قرأني أو حديث نبوي شريف ليسند مقالي وينير دربي فهما السفينة التي تعبر بي الى شاطئ رب العالمين.
يقول الله تعالى لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ )
وفى موضع أخر يقول { إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا)
وللأسف الشديد ظهرت على الساحة بعض الأمراض الاجتماعية التي تؤثر على مسار الأمة وحضارتها وتتسبب في انهيار المجتمعات، وإصابتها بالخلل والشلل الذي يعوق تقدم وتطور حياة الناس ومن أخطر هذه الأمراض الاجتماعية مرض النفاق الاجتماعي، ويظهر خطره في أن النفاق عمومًا مذموم ومنبوذ والمنافقون مكروهون مزيفون.
وبذلك أصبح المتملقون والمنافقون هم أصحاب المكانة القريبة من المسؤولين وأصبح المخلصون العاملون الجادون النشطاء الذين لا يجيدون ولا يعرفون العزف على وتر النفاق ولا يحسنون الضرب على أعواد المداهنة والمكر والخداع.. أصبحوا لا نصيب لهم في المنح بل والوظائف والمناصب لأن الأمة تجامل على حساب المصلحة والنفاق الاجتماعي أصبح أحد المؤهلات الضرورية للوصول إلى المناصب والتقرب من الرؤساء ومن لا يجيد هذا النوع من النفاق والتمثيل لا مكان له إلا في ذيل القائمة إذا وجد لها ذيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم !
وهيهات.. هيهات .. لقد تصدر هؤلاء لعظائم الأمور مع إبعاد من هم أحق تضييع للأمانة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بينما النبي صلى الله عليه وسلم في مجلس يحدث القوم، جاءه أعرابي فقال: متى الساعة؟ فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث، فقال بعض القوم: سمع ما قال فكره ما قال. وقال بعضهم: بل لم يسمع. حتى إذا قضى حديثه قال: «أين السائل عن الساعة؟» قال: ها أنا يا رسول الله، قال: «إذا ضُيعت الأمانة فانتظر الساعة». قال: كيف إضاعتها؟ قال: «إذا وسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة» (متفق عليه).
وصاحب النفاق الاجتماعي أشر الناس لأنه بو جهين يتلون حسب الطلب وحسب المصلحة فيقابل هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه آخر وقد ذم الإسلام ذا الوجهين عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن شر الناس ذو الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه» (متفق عليه).
إن أهل النفاق الاجتماعي يا سادة لا يعيرون اهتمامًا لأصحاب الكفاءات وإنما يعتمدون على من يطاوع نفاقهم مما يؤدي إلى هجرة الكفاءات.. وهم محملون بالحقد على مجتمعهم الذي تربوا فيه فتفقد الأجيال ولاءها وانتماءها للأوطان ويرتمون في أحضان الأوطان التي هاجروا إليها وهذا يؤدي إلى تفاقم الأزمات وظهور الفشل.
وختاما يقول صلى الله عليه وسلم: «إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب»
وقال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “من ولي من أمر المسلمين شيئًا فولى رجلا لمودة أو قرابة بينهما فقد خان الله ورسوله والمسلمين”.
المزيد من الموضوعات
ندوة أدبية وثقافية بحزب الوفد بطنطا…
اللواء محمد البربري رئيس جهاز الحماية المدنية سابقا و أحد أبرز كوادر حماة الوطن بالغربية في حوار مع وسيط اليوم …
كلمة للتاريخ يوما ما سيجئ الحساب…